وفاة المشير طنطاوي بعد رحلة صراع مع المرض وكاتم أسراره يكشف عن أسرار خطيرة عن دوره في ثورتي 25 يناير و30 يونية
كتب-مصطفي عمارة
توفى فجر اليوم المشير محمد حسين طنطاوي عن عمر يناهز 85 عاما إثر أزمة صحية ألمت به منذ ثلاثة أشهر ، ولد المشير طنطاوي عام 1935 وتخرج من الكلية الحربية عام 1956 ثم كلية القادة والأركان وشارك في حرب عام 1967 ثم قائد للحرس الجمهوري عام 1988 ثم قائدا عاما للقوات المسلحة ووزير للدفاع عام 1991 حيث أصدر الرئيس مبارك قرارا بترقيته إلى رتبة مشير ووزير للدفاع والإنتاج الحربي في 4 أكتوبر عام 1993 وعندما اندلعت ثورة يناير 2011 تولى المشير طنطاوي رئاسة مصر بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس مبارك في 11 فبراير 2011 وظل على رأس السلطة حتى تسليم منصبه وأداء اليمين الدستورية في 1 يوليو 2012 حتى أحيل للتقاعد بقرار رئاسي من محمد مرسي في 12 أغسطس 2012 ، ويعد المشير طنطاوي الأب الروحي للرئيس السيسي نظرا لدوره البارز في الإطاحة بحكم الإخوان وتولي الرئيس السيسي السلطة حيث أسس السيسي مسجد سماه بأسمه فضلا عن إطلاق إسمه على أحد المحاور الرئيسية بالقاهرة ، ومن منطلق تلك العلاقة الحميمة فمن المنتظر أن تنظم له جنازة عسكرية يشارك فيها كبار رجال الدولة وشخصيات بارزة من العالم العربي، وعلى الرغم من التاريخ الحافل للمشير طنطاوي إلا أن هناك محطات بارزة في تاريخ حياته أبرزها دوره في حرب أكتوبر خاصة في معركة الثغرة حيث استطاع استدراج القوات الإسرائيلية والتي كان يقودها الجنرال رفائيل ايتان رئيس الأركان إلى مستنقعات بالقطاع الأوسط عند مدينة الإسماعيلية سميت بالمزرعة الصينية حيث خاض مع القوات الإسرائيلية معركة رهيبة أكد المراقبين خلالها أن إسرائيل خسرت في تلك المعركة ما يفوق خسائرها في الحرب كلها حتى اضطرت الإنسحاب ، وأكد الجنرال ايتان في حديث لإذاعة لندن أنه يتمنى عدم العودة للحرب في جبهة قناة السويس حتى لا يجابه مرة أخرى الجنرال طنطاوي ، وفي السياق ذاته كشف مدير مكتب المشير وكاتم أسراره في تصريحات خاصة للزمان أسرار دور المشير في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو وقال أن المؤسسة العسكرية لم تكن راضية عن مخطط توريث جمال مبارك السلطة وسبق أن حذر الطنطاوي مبارك من هذا المخطط قائلا ان المؤسسة العسكرية يمكن أن تقبل به رئيسا ولكنها لن تقبل بجمال رئيسا لأنه لا يصلح لقيادة مصر وعندما انفجرت الأوضاع واندلعت ثورة يناير عقد الرئيس مبارك اجتماعا طارئا للقيادات العسكرية والأمنية وأثناء هذا الإجتماع دخل جمال مبارك غرفة الإجتماع وهو الأمر الذي رفضه الطنطاوي قائلا للرئيس مبارك ” ما الذي جاء بهذا الولد إلى غرفة القيادة؟! ” عندئذ أدرك مبارك أنه أمام انقلاب عسكري وأنه لابد لتسليم الأمور للقادة العسكريين حتى لا يفقد حياته ، وفي ظل الغموض الذي ساد انتخابات الرئاسة حول فوز الفريق أحمد شفيق أو محمد مرسي مرشح الإخوان أكد كاتم أسرار المشير أنه لم يكن يرغب في فوز الفريق أحمد شفيق بالانتخابات لوجود خلافات بينهما منذ عهد مبارك حيث كان شفيق يعامله باستعلاء بحكم قربه من مبارك فضلا على أن الإخوان لا يملكون القوة العسكرية ويمكن ازاحتهم في أي وقت وأراد المشير أن يكشف للشعب أن الإخوان لا يصلحون لإدارة البلاد فحل مجلس الشعب وتولى المجلس العسكري بقيادته سلطة إدارة البلاد ووضع إعلان دستوري حتى لا ينفرد الإخوان بإدارة البلاد وينفذون برنامجهم في إدارة البلاد وأخونة الدولة ، ووجد الرئيس مرسي أن المجلس العسكري قد كيله بقيود تمنعه من تنفيذ برنامجه فأراد التخلص من طنطاوي والفريق سامي عنان وانتهز فرصة مذبحة رفح الأولى للإطاحة بهما بدعوى مسئوليتهما عن تلك المذبحة وكان المشير يتوقع هذا السيناريو فكان دائما يوحي لمرسي أن السيسي له ميول إخوانية حتى يختاره من بعده وزيرا للدفاع وابتلع مرسي الطعم وعين السيسي وزيرا للدفاع ومنحه رتبة مشير رغم تحذيرات مستشاره للشئون الخارجية عصام الحداد بأن السيسي هو تلميذ طنطاوي ورسم الطنطاوي بالتنسيق مع المشير خطة الإطاحة بالإخوان عبر تأليب كافة المؤسسات ورفضها التعاون معها مما أوجد حالة من السخط والفوضى داخل البلاد استغلها الجيش للإطاحة بحكم الإخوان ورغم محاولات المشير استمرار علاقته الطيبة بمبارك وأسرته بعد الإطاحة به عبر القيام بزيارات لمستشفى المعادي الذي كان يعالج به إلا أن أسرة مبارك راضت استقباله لأنها كانت تعتقد أنه وراء الإطاحة بنظامه .
إرسال التعليق