عقب تفجر الاشتباكات في بيروت بين حزب الله ومعارضيه مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل اللبناني في حوار خاص
– حزب الله أراد إرهاب اللبنانيين بالداخل ويثبت للخارج مدى قوته وشعبيته على الأرض .
– الجيش اللبناني مرهون بالانقسام الطائفي .
أعادت الاشتباكات التي دارت في بيروت ما بين حزب الله ومعارضيه المخاوف من عودة الحرب الأهلية إلى لبنان مرة أخرى ، وفي ظل الجهود الداخلية والخارجية لاحتواء آثار تلك الاشتباكات أدلى مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إيذاء التطورات الأخيرة في لبنان وفيما يلي نص الحوار :-
1- ما هي رؤيتكم لأسباب إنفجار الأوضاع في ذلك التوقيت ؟
انفجار الأوضاع في هذا الوقت بالذات قد يكون سببه المباشر وصول القاضي طارق بيطار إلى خيوط تتهم حزب الله بشكل ما في قضية المرفأ. لكن ما حصل من اشتباكات فما هو إلا نتيجة منطقية تراكمية لممارسات حزب الله على مدى عقود من استقواء بالسلاح والعنف وتغيير وتهديد واغتيال الإرادة السياسية للكثير من اللبنانيين ومنها للتذكير اغتيال رفيق الحريري وسلسلة الاغتيالات العديدة الأخرى وغزوة بيروت سنة 2008 وفرض الإرادة بالإكراه في تعطيل المؤسسات وفرض رئيس للجمهورية واللائحة تتطول. هنا، قد يستدرج البعض إلى القيام بنوع من جس النبض وربما الاستدراج إلى حلقة مفرغة من العنف المتبادل وبالتالي دفع المجتمع الدولي للتعامل بجدية أكبر قد تصل إلى حد التدخل المباشر تحت الفصل السابع بحجة تعرض مجتمع للخطر. هنا سيكون المخرج بإعادة رسم الخرائط على أساس طائفي في لبنان.
2- وهل أراد حزب الله إرسال رسالة من تصعيد الأمور إلى المبعوث الأميركي وإلى الحكومة اللبنانية وإلى القاضي البيطار ؟
رسالة حزب الله هي ذاتها ما فعله في 8 آذار 2005 وفي غزوة بيروت أيار 2008 والقمصان السود 2011 وعمليات الاغتيال العديدة، إرهاب اللبنانيين بخطر أكبر في حال الذهاب قدما إلى تبيان حقيقة الجرائم ومن قام بها. قد يكون أيضا توجيه رسالة إلى الخارج بأنه يتمتع بقوة فعالة وجماهيرية على الأرض.
3- هل يعني تصعيد الحملة ضد القاضي البيطار أن حزب الله متورط في حادث مرفق بيروت ؟
لا يوجد مسوغ لحزب الله للتصرف بهذه العدائية إلا أن تحقيقات القاضي وصلت إلى حد اتهام ما بالقضية بحق الحزب. كما أنه من الواضح أن التسريبات تصله قدما بخصوص التحقيق وهو المفترض أن يكون سريا.
4- هناك اتهامات توجه إلى رئيس الجمهورية بالتواطؤ مع حزب الله لتحقيق أجندات خاصة ؟
التآمر بين حزب الله ورئيس الجمهورية أصبح منذ سنوات أمرا مثبتا للجميع تحت شعار التفاهم بين نصر الله وعون، وقد أنتج ذلك تعطيل المؤسسات الدستورية لسنوات من أجل وصول عون وجماعته إلى السلطة، أما ما حدث البارحة فهو يشكل أزمة خطيرة للطرفين وقد يؤدي إلى إشكالات عديدة ستعيد طرح الحلف بينهما ليكون موضع مراجعة.
5- هناك من يرى أن ما حدث في بيروت مرتبط بمفاوضات فيينا حول الإتفاق النووي وأن إيران تستخدم حزب الله كورقة ضغط على الولايات المتحدة ؟
من المؤكد أن إيران تستخدم حزب الله كورقة في كل مكان ومن ضمنها القضية النووية، وهذا ما يفخر به نصر الله كما يتباهى به المسؤولون في إيران. لكن هذا الحدث بالذات يضع تحديا غير مفيد لضغوط إيران، لا بل أنه يضعها مع حزبها تحت ضغط ما يحدث في تهديد القضاء أو في القيام بردات فعل عنيفة.
6- هل تتوقع أن تؤدي تلك الأحداث إلى استقالة الحكومة اللبنانية ؟
حتى الآن لا يوجد أي مؤشر للاستقالة، لكنها واردة بالتأكيد عندما يرى الرئيس ميقاتي أن إمكانية أن ينجز أي شيء مما وعد به تصبح في خبر كان . علينا الانتظار لبضعة أسابيع.
7-هناك مخاوف من أن تؤدي تلك الأحداث إلى عودة الحرب اللبنانية ، فما هي احتمالات ذلك ؟
ما حدث بالأمس يشبه سنة 1975 عند انطلاقة الحرب الأهلية، لكن في تلك الأيام كان هناك طرفان قويان ومسلحان، اليوم يوجد سلاح مع الجميع، لكن الطرف المنظم هو حزب الله وحده. علينا أن ننتظر ردات الفعل المحتملة لنرى كيف تتطور الأمور.
8- ما تقييمكم لموقف الجيش اللبناني من الأزمة ؟
موقف الجيش منطقي، وهو عمليا يتصرف بنوع من الحياد القسري، الإشكال في الجيش هو أنه هو أيضا مرهون للانقسام الطائفي.
9- في النهاية ما هي اقتراحاتكم لانتشال لبنان من الأزمة التي يمر بها ؟
لا يمكن لأي بلد أن يستمر ممزقا بين سلطتين تتبعان لمرجعيتين متناقضتين، فإما أن يحكم حزب الله ومنظومته بالكامل في الاقتصاد والسياسة والأمن، أو أن يسلم للدولة سلاحه. بظل عدم إمكانية هذين الطرحين، قد يطرح مبدأ تقسيم البلد بحيث تكون سلطة الحزب في مناطق هو مسؤول عنها بالكامل. عدا ذلك سنبقى في تدهور مستمر نحو الهاوية.
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق