محاكمة مسؤول إيراني، مرتكب جريمة الإبادة الجماعية عام 1988

محاكمة مسؤول إيراني، مرتكب جريمة الإبادة الجماعية عام 1988

كتب-مصطفي عمارة
يوم الثلاثاء، 23 نوفمبر / تشرين الثاني، تم الاستماع إلى حميد نوري، المتهم بارتكاب جرائم القتل العمد وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال الإبادة الجماعية للسجناء السياسيين المقاومين عام 1988، لأول مرة في السويد.
وتتعلق هذه الاتهامات بالفترة من 30 يوليو إلى إلى 16 أغسطس 1988، عندما كان نائب المدعي العام لسجن جوهردشت في كرج غربي طهران.
وخصصت جلسة المحاكمة هذه لتصريحات حميد نوري لمشاركته في مذبحة السجناء السياسيين في جوهردشت.
وحضر مسؤول من سفارة النظام الایرانی الجلسة، وبالتالي اضطر النظام في النهاية إلى تحمل مسؤولية هذا الجلاد المجرم.
وفي هذه الجلسة أشاد حميد نوري بفتوى الخميني لقتل مجاهدي خلق المتمسكين بمبادئهم، كما أشاد بالمجرمين سيئي السمعة أسد الله لاجوردي، جزار سجن إيفين، وقاسم سليماني، قاتل أعضاء مجاهدي خلق في العراق وشعوب المنطقة، خاصة الأطفال السوريون، وإبراهيم رئيسي جلاد مجزرة عام 1988، وهو ما أظهر طبيعته الوحشية الحقيقية.
ويبدو أن حميد نوري قد خلط بين المحكمة السويدية وغرف التعذيب الإيرانية مثل سجني إيفين وجوهردشت.
وبدلاً من الرد على التهم المتعلقة بجميع جرائمه، حاول التستر على الجريمة بالكذب والتآمر، والاستمرار بترديد نفس أكاذيب النظام المتكررة على مدى العقود الأربعة الماضية ضد مجاهدي خلق، الذين كان أعضاؤهم وأنصارهم الضحايا الرئيسيين لمجزرة عام 1988.
لكنه اعترف في فحوى خطابه أنه طوال هذه السنوات كان جزءً من آلة القمع والتعذيب والقتل، وتورط في تعذيب وإعدام مجاهدي خلق، وتحديداً في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ضد مجاهدي خلق عام 1988.

في الجلسة الصباحية للمحكمة، اعترف حميد نوري بأن رئيسه هو المعمم ناصريان (مقيسئي) المجرم، الذي كان أحد مرتكبي مجزرة عام 1988 في جوهردشت، حيث أن الشهود قدموا أسماء ما لا يقل عن 440 منهم إلى المحكمة في شهاداتهم.
وتأتي استعراضات نوري المضحكة والمسرحية، في وقت كشفت فيه الشهادات الصادمة لأعضاء مجاهدي خلق في ألبانيا في الأسبوعين الماضيين عن جوانب مهمة جدًا لهذه الإبادة الجماعية ودور حميد نوري، بما في ذلك نشاطاته في ممر الموت ومشاركته ودوره المباشر في عمليات الإعدام.
وشهد اصغر مهدي زاده أحد الناجين عن المجزرة وهومن المدعين بأنه رأى حميد نوري في قاعة الموت يأخذ سجناء مجاهدي خلق لإعدامهم ويسحب كراسي الإعدام من تحت أقدامهم.
هذه الشهادات التفصيلية لا تترك مجالًا لادعائه أنه لم يكن في سجن جوهردشت مطلقًا وأنه كان في إجازة وقت وقوع المجزرة.
والحقيقة أن حركة المناصرة والتقاضي لشهداء مجزرة عام 1988 بدأت في الأسابيع الأولى للمجزرة على يد المقاومة الإيرانية وقام السيد مسعود رجوي زعيم المقاومة بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بفتوى الخميني وأبعاد المجزرة.
ومنذ عام 2016، بعد نقل أعضاء وكوادر منظمة مجاهدي خلق من العراق إلى ألبانيا، اتخذت حركة التقاضي بعداً عالمياً بفضل الدعوات المتكررة والأنشطة التي كانت قامت بها السيدة مريم رجوي، هذه الحركة تتجاوز بكثير قضية جلاد واحد، وستستمر بلا هوادة حتى محاكمة جميع قادة مذبحة عام 1988، بمن فيهم خامنئي ورئيسي.
كما شارك العديد من المسؤولين الحاليين في النظام الإيراني، بمن فيهم رئيس القضاء إيجئي، وقادة قوات الحرس، ووزارة المخابرات، وملالي قم وطهران، المتورطين حاليًا في القمع والقتل. جميعهم متورطون في مجزرة عام 1988.
لقد شجعت حصانة مرتكبي هذه الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية قادة النظام على التوغل أكثر في الدماء. وهم مسؤولون أيضاً عن مقتل 1500 متظاهر خلال انتفاضة نوفمبر (تشرين الثاني 2019).
يجب إنهاء حصانة مرتكبي ومنفذي مجزرة عام 1988 التي تعد من أعظم الجرائم ضد الإنسانية. ويجب تقديمهم، وخاصة خامنئي ورئيسي، إلى العدالة في المحاكم الدولية وفي إيران الحرة.

إرسال التعليق