عقب تصريحات اردوغان برغبته في تحسين علاقاته مع مصر مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان: السيسي أبلغ ولي عهد الإمارات أن تحسن العلاقات مع تركيا يتوقف على الجانب التركي والخبراء تصريحات اردوغان مرتبطة بتدهور الليرة التركية

كتب-مصطفي عمارة

كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن الرئيس السيسي أبلغ ولي عهد الإمارات محمد بن زايد أن تحسن العلاقات بين مصر وتركيا يتوقف على الجانب التركي وأن القاهرة أبلغت الجانب التركي خلال المباحثات الاستكشافية التي جرت بين الجانبين خلال الأشهر الماضية أن هناك عدة شروط تضعها مصر لتطبيع علاقاتها مع الجانب التركي وهي وقف تدخل تركيا في الشئون الداخلية المصرية ودعم جماعة الإخوان التي تمارس نشاطها الإعلامي والسياسي من الأراضي التركية وعدم ممارستها أنشطة تشكل تهديد للأمن القومي المصري خاصة في ليبيا حيث تواصل تركيا إرسال المرتزقة إلى ليبيا لإثارة الاضطرابات وتتويض المسار السياسي فضلا عن نشاطات تركيا في شرق المتوسط للتنقيب عن الغاز وأن مصر تنتظر ردا إيجابيا على تلك الشروط عمليا قبل الحديث عن خطوات عملية لتحسين العلاقات بين الجانبين ، فيما أكد كرم سعيد الخبير المصري المختص بالشأن التركي أن طي صفحة الخلافات المتأزمة على مدار السنوات الماضية لا يزال صعبا وسوف يأخذ مسارا طويلا ومعقدا خاصة أن القضايا الخلافية لم تحسم بعد خاصة فيما يتعلق بالدعم التركي لجماعة الإخوان المسلمين ومنصاتها الإعلامية التي تبث خطابا معاديا لمصر من قلب الأراضي التركية وأشار إلى أن مصر تعاملت بحذر وهدوء مع القضايا الخلافية مع تركيا وأعلنت شروطها بشكل واضح ووضعت أولويات للتفاوض شملت الملفات الخلافية على المستوى الإقليمي كملف ليبيا وشرق المتوسط ووقف الدعم التركي لجماعة الإخوان المسلمين وتسليم المطلوبين من القيادات لدى الجهات القضائية المصرية ، وفي السياق ذاته أرجع عدد من الخبراء المحاولات التركية للتقارب مع عدد من الدول العربية إلى رغبة تركية في الخروج من أزمتها الاقتصادية عقب إنهيار الليرة التركية ، وفي هذا الإطار قال جمال بيومي الخبير الاقتصادي أن تركيا تسعى إلى الخروج من أزمتها الاقتصادية عبر التقارب مع الإمارات من خلال المساعدات الإقتصادية التي تقدمها والتعاون في موضوع التنقيب عن الغاز كما أنها تدرك أن مصر هي ركيزة الإستقرار في المنطقة لذا فإنها تسعى إلى تحقيق تفاهمات مع مصر خاصة في مجال التنقيب عن الغاز في منطقة شرق المتوسط وأضاف أن العلاقات الإقتصادية بين مصر وتركيا لم تشهد توترا كبيرا على عكس العلاقات السياسية فهناك استثمارات تركية كبيرة في مصر إلا أن تحسن العلاقات السياسية سوف تدفع العلاقات الإقتصادية بشكل كبير بين البلدين ويحقق مصلحتهما المشتركة وأضاف د. جمال فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن تحسن العلاقات المصرية التركية يتوقف على استجابة تركيا للشروط التي وضعتها مصر إلا أن الممارسات التركية على الأرض تحول دون تحقيق ذلك فلا زالت تركيا تقوم بإرسال المرتزقة إلى ليبيا وتحتضن جماعات الإخوان على أراضيها وأضاف أن إعلان تركيا عن رغبتها في تحسين علاقاتها مع مصر يعود لأسباب اقتصادية في ظل إنهيار الليرة التركية