وقفة مع النفس
على الرغم اننى ناشدت الجماهير فى مقالتى السابقة عدم الاستجابة الى دعوات محمد على بالنزول الى الشارع للمطالبة برحيل السيسى واعتبرت ان تلك الدعوات تهدف فى الاساس الى اثارة الفوضى واسقاط الدولة المصرية الا ان هذا لايعنى ان مصر لا تمر بازمة تحتاج الى وقفة مع النفس لاصلاح الاخطاء التى يمكن ان تتفاقم وتؤدى فى النهاية الى كارثة لايعلم مداها الا الله ولا شك ان تلك الوقفة يجب ان لا تقتصر على قطاع معين دون الاخر بل تتطلب وقفة من راس السلطة الى رب الاسرة فعلى الرغم من ان الرئيس السيسى قد انجز خلال فترة حكمه العديد من المشروعات التى تستحق الاشاده والتى سوف تنعكس ايجابيا على حياة مصر والمصريين الا ان هناك ايضا عدد من المشروعات التى كان يجب تأجيلها لانها سوف تنعكس ايجابيا على حياة الطبقة الفنية دون استفادة محسوسة من الطبقة الفقيرة التى تعانى من الارتفاع الجنونى فى الاسعار بما يتناسب مع الامكانيات المحدودة للاسرة المتوسطة او الفقيرة ويأتى على راس تلك المشروعات المدينة الادارية او القصور الرئاسية ورغم وعود الرئيس باصلاح الكادر المالى للطبقة المتوسطة وعلى راسها المعاشات والحد الادنى للاجور الا ان هذه الوعود لم تنفذ حتى الان رغم وجود احكام قضائية صريحة بها ولاشك ان التفاوت الحاد فى الاجور وعدم احترام احكام القانون بالنسبة للمعاشات والحد الادنى للاجور فضلا عن الفساد فى الكثير من قطاعات الدولة قد شكل حالة من الاحتقان يمكن ان يستغلها اعداء الوطن فى اثارة الفتن والفوضى ولا شك ان وسائل الاعلام كان لها دور فى التغطية على الكثير من السلبيات فلم تعد هناك صحف معارضة حقيقية تبرز السلبيات وتقدم البدائل ولم تعد لوسائل الاعلام اجندة واضحة للاصلاحسوى التركيز فقط على دور الاخوان وقطر وتركيا باعتبارهم سبب الازمة التى تمر بها واذا كانت وسائل الاعلام قد لعبت دورا سلبيا فان البرلمان الذى يمثل نواب الشعب يشترك ايضا فى صناعة الازمة الحالية وهناك اجماع من غالبية طوائف الشعب على ان البرلمان الحالى يعد واحد من اسء البرلمانات على مدار الحياة النيابية فى مصر فلم يقم اعضاء البرلمان بدور حقيقى فى حل الازمات القائمة او الرقابة على فساد الاجهزة الحكومية بل انصرف اعضاء البرلمان الى تحقيق اجنداتهم الخاصة على حساب الصالح العام حتى قطاع الفن والذى كان يمثل نبض الامن ويجسد القضايا الحقيقية للمجتمع اصبح هذا القطاع منبر لعرض الافلام الهابطة التى تعتمد على الجريمة والاثارة وحتى المؤسسات الدينية فلقد انشغلت هى الاخرى بالصراعات فيما بينها لارضاء مؤسسة الرئاسة وابراز دورها فى تجديد الخطاب الدينى دون ان تلعب دورا مؤثرا فى التأثير على اخلاقيات المجتمع واذا كانت مؤسسات الدولة قد ساهمت بشكل او اخر فى صناعة الازمة القائمة حاليا فان ذلك لا يعفى الاسرة المصرية من المسئولية فاين دور رب الاسرة واين دور الرقابة على الاولاد وتوجيههم واذا كنا نجحنا هذا الاسبوع او سوف ننجح فى الاسابيع القادمة فى التصدى لمثيرى الفتنة فان ذلك لا يجب ان ينسينا اننا نمر بازمة حقيقية فنطالب تكاتف كافة القطاعات من راس السلطة الى الفرد العادى لتجاوزها واصلاح الاخطاء قبل ان تتفاقم ويتحول الغضب المكتوم الى فوضى يستغلها اعداء الوطن سوف ندفع كلنا ثمنها وحينئذ لن ينفع الدم ولن تجدى الدموع
مصطفى عمارة
إرسال التعليق