مع استمرار الاضطرابات في السودان عادل عبد العاطي رئيس حملة سودان المستقبل القيادي بتحالف تقدم والمرشح لانتخابات الرئاسة عام 2023 في حوار خاص للزمان
– انفراج العملية السياسية في السودان مرهون باستقالة البرهان والإخوان وخروجهم من المشهد السياسي .
– الخلاف حول التطبيع مع إسرائيل أحد أسباب الأزمة ولكن السبب الأهم هو تفوق جنرالات البشير على السلطة ومحاولتهم تسيد المشهد السياسي .
مع استمرار الاضطرابات في الشارع السوداني ومطالبة المتظاهرين برحيل قيادات الجيش السوداني وتشكيل حكومة مدنية كاملة أدلى أ. عادل عبد العاطي القيادي بتحالف تقدم ورئيس حملة سودان المستقبل والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عام 2023 بحوار خاص للزمان تناول فيه وجهة نظره عن الأحداث الجارية في السودان وتداعياتها في المرحلة القادمة وفيما يلي نص الحوار :-
1. بعد استقالة حمدوك كيف ترى مستقبل العملية السياسية خاصة مع استمرار مظاهرات الشارع السوداني؟
استقالة حمدوك هي دليل فشل اتفاق 21 نوفمبر وكذلك دليل على فشل انقلاب 25 أكتوبر والذي يلاقي رفضا كبيرا من الشارع السوداني وخصوصا من فئة الشباب. لقد أصبح الجنرالات الحاكمون الآن الى سبب أساسي للأزمة السياسية في السودان وحالة التوتر الحالية. ان السلطة لا تسيطر على مدينة الخروم نفسها وتضطر الى تتريس الشوارع والكباري بالحاويات لوقف وصول الثوار الى القصر. انفراج العملية السياسية مرهون باستقالة البرهان والاخوان دقلو وخروجهم من المشهد السياسي كما خرج قبل عامين عمر البشير وصلاح قوش وعوض ابن عوف وكمال عبد المعروف.
2. هل تسهم الضغوط الدولية والوساطات العربية في إعادة التحالف بين المكون العسكري والمدني؟
لا يجب ان تمارس القوى الإقليمية والدولية الضغط على شعب السودان للتخلي عن طموحاته المدنية والديمقراطية لأن هذا أمر غير أخلاقي ولا محاولة مزج الماء بالنار بفرض تحالف المدنيين والعسكريين لأنه جهد فاشل. كل التجارب العالمية في بورما وفي مالي وفي غيرها اثبتت استحالة ان تقود الفترات الانتقالية حكومة ذات راسين (واكثر في حالة السودان) . في الحالة السودانية يجب ان تكون الحكومة الانتقالية حكومة مدنية كاملة الدسم ولقد خسر شعبنا ثلاثة سنوات أساسية في محاولة لخلق تراضي لصالح العسكريين ولم ينجح. على العسكر العودة للثكنات ويجب تكوين حكومة تصريف اعمال مدنية لفترة انتقالية محدودة تعقبها انتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف دولي.
3. هل ترى أن المكون العسكري يسعى إلى الاستئثار بالسلطة وأن هناك دولة عربية تدعم هذا المكون؟
ليس هناك ما يسمى بالمكون العسكري لكن هناك مجموعة من 6 جنرالات اختطفت إرادة الجيش وتريد ان تختطف أرادة الشعب. هؤلاء هم جنرالات البشير اللذين كانوا قوته الضاربة في حربه على الشعوب السودانية وهم قوام لجنته الأمنية الأخيرة التي كان لها نصيب الأسد في قمع المتظاهرين طوال أربعة أشهر قبل سقوطه. الجيش السوداني بريء من هذه المجموعة التي تعتمد الآن فقط على مليشيات وعلى بعض ضعاف الذمم. معظم الضباط وضباط الصف واغلب الجنود ضد ما يتم حالياً بإسمهم. بعض الدول العربية تظن ان الاستقرار يتم بوجود حلفاءها العسكريين في السلطة لكن هؤلاء الجنرالات لا موقف لهم وهم متقلبون الهوى يميلون فقط مع من يظنونه يدعمهم في لحظة بعينها – حاليا هم مدعومون داخليا من طرف الإسلاميين رغم ان هذه الدول في حالة عداء مع الإسلاميين. الاستقرار في السودان وبناء علاقات طيبة مع هذه الدول مرهون بالاستجابة لمطالب الشعب السوداني وذهاب هؤلاء الجنرالات كما ذهب رئيسهم البشير.
4. هناك من يرى أن الخلاف بين المكون العسكري والمدني حول التطبيع مع إسرائيل هي أحد أسباب الأزمة وأن هناك دور إسرائيلي خفي في تلك الأزمة؟
الخلاف حول هذا التطبيع مع إسرائيل هو أحد أسباب الأزمة لكنه ليس السبب الأهم. الخلاف الأكبر هو حول تغول جنرالات البشير على السلطة ومحاولتهم تسيّد المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد. إسرائيل تدعم هؤلاء الجنرالات وتقدم لهم مساعدات امنية ولوجستية وهو قرار خاطئ من القيادة الإسرائيلية ولن يؤدي لأن تكسب قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل تأييداً في السودان.
5. هناك تخوفات من أن تؤدي الأحداث الحالية إلى تقسيم جديد للسودان خاصة في منطقة شرق السودان؟
الوضع في شرق السودان متوتر وهو نتيجة مباشرة للتخبط السياسي ولصراعات الجنرالات وقوى الحرية والتغيير وسياستهم الخاطئة تجاه أهلنا في شرق السودان. يجب التعامل مع كل مكونات شرق السودان باحترام ويجيب الابتعاد عن المحاصصات وتقديم الكفاءات المستقلة لمواقع السلطة والقرار والإسراع في اجراء الانتخابات حيث سيحدد الصوت الانتخابي من يتولى السلطة في شرق السودان وليس إرادة بعض الجنرالات او السياسيين الخرطوميين. لا أتوقع انقسام او انفصال الشرق لأنه مرتبط اقتصاديا واجتماعيا بكل السودان. الوضع متوتر أيضا في دارفور التي تشهد انهيارا امنيا لكن أيضا لا أتوقع انفصالاً لها عن السودان.
6. كيف ترى مستقبل العلاقات بين السودان وأثيوبيا في ظل التوترات الحدودية بين البلدين؟
اثيوبيا لا تزال تحتل مناطق من الفشقة السودانية وقامت في الأيام الأخيرة بإعادة احتلال بعض المناطق التي استعادها الجيش السوداني من قبل. هذا هو المصدر الأساسي للتوتر كما ان اثيوبيا تطلق اتهامات باطلة تجاه بلادنا انها تدعم جبهة التغراي وأنا كانسان معارض أؤكد أنه ليس هناك مثل هذا الدعم. للأسف الجبهة الداخلية في السودان غير متحدة ومعظم السودانيين لا يثقون بقيادة الجيش الحالية واي قرارات تتخذها كما إن اللوبي الاثيوبي في السودان قوي. أرى ان مستقبل العلاقات بين البلدين سيظل متوترا حتى وصول قيادة رشيدة للحكم في كل منهما تراعي المصالح المتبادلة وتنأي عن نهج التدخلات في الشؤون الداخلية. بالنسبة لنا كحملة سودان المستقبل فإن انسحاب اثيوبيا الكامل من الفشقة واعترافها بالحدود الدولية شرط ضروري لتطبيع العلاقات معها.
7. كيف ترى تأثير الأحداث في السودان على مفاوضات سد النهضة والتنسيق المصري السوداني حول تلك القضية؟
عمليا خسر السودان ومصر المفاوضات في قضية سد النهضة والسد أصبح واقعا ماشا في ظل اكتمال الملء الأول والثاني. اثيوبيا تمارس سياسة فرض الامر الواقع وستظل تمارسها في ظل مواقف تفاوضية ضعيفة ومتناقضة من الدولتين. حتى الحرب في اثيوبيا خلال العام ونيف المنصرم لم يستفد منها الجانبان السوداني والمصري لفرض تنازلات على الطرف الاثيوبي المتعنت. عدم الاستقرار في السودان يضعف دوره التفاوضي كما ان دعم الحكومة المصرية لجنرالات البشير واستمرار مشكلة حلايب لا يساعد على حشد موقف شعبي سوداني داعم للتنسيق السوداني المصري في هذا الشأن. كما اشرت هناك لوبي أثيوبي قوي في السودان وهذا ناتج من ظن السودانيين ان اثيوبيا تدعم مطالبهم الثورية. استقرار السودان تحت حكم مدني سيساهم كثيرا في إيجاد الحلول المناسبة لهذه القضية الشائكة والمهددة للأمن المائي والغذائي والقومي للبلدين.
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق