عقب قرار سعد الحريري باعتزال الحياة السياسية السيد/ مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل في حوار خاص للزمان
– قرار الحريري بعدم المشاركة في الإنتخابات النيابية راجعة إلى تقاطع عوامل داخلية وإقليمية ودولية وانسداد أفق الحلول المجدية لاستقرار لبنان .
– المبادرة الكويتية كان يجب أن تكون لبنانية ولا أتوقع نجاحها لعدم تجاوب حزب الله معها .
آثار قرار السيد/ سعد الحريري رئيس تيار المستقبل اللبناني بعدم الترشح للانتخابات النيابية القادمة ردود فعل واسعة داخلية وخارجية وتزامن هذا القرار مع تقدم الكويت بمبادرة لحل الأزمة اللبنانية ، وفي ظل تلك الظروف الدقيقة التي يجتازها لبنان أدلى السيد/ مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل بحوار خاص للزمان تناول فيه وجهة نظره إيذاء تلك التطورات وفيما يلي نص الحوار :-
1- ما هي رؤيتكم للأسباب الحقيقية التي دفعت السيد سعد الحريري إلى إتخاذ قرار العزوف عن الإنتخابات النيابية؟ وهل يعكس ذلك إحباط السيد الحريري من الوضع الذي آلت إليه الأوضاع في لبنان ؟
لا يمكنني الجزم بأسباب عزوف سعد الحريري عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة بمختلف جوانبها، بالرغم من تحليلاتي المرتبطة بما تم نقاشه معه، لكنها تتقاطع بين ما هو داخلي وإقليمي ودولي بخصوص انسداد أفق الحلول المجدية للاستقرار في لبنان وهي التي حددها بالمنطق الطائفي المتمادي إلى درجة التعصب الأعمى، ارتباط هذا المنطق بالفساد المعمم على الدوائر الرسمية وعلى المواطنين والسياسيين بالعموم، وأهمها استمرار سيطرة القرار العسكري والسياسي الإيراني على لبنان وهو ما تسبب بتدهور الوضع والعلاقات مع الدول العربية. سعد الحريري رأى أن الاستمرار بالمشاركة بتغطية هذا الواقع سيجعل منا كشهود زور فآثر تعليق المشاركة.
2- هل تعتقد أن الضغوط التي يتعرض لها الحريري من جانب مناصريه ستجبره على التراجع عن قراره ؟
من الواضح أن سعد الحريري أخذ الخيار بعد طول تفكير بمعزل عن ردات الفعل، وهو كان يتوقع هذه الردات لكنه لن يتراجع عن القرار إلا بتحول جذري بمسار الأمور.
3- كيف ترى تأثير هذا القرار على تيار المستقبل ودوره في الحياه السياسية اللبنانية ؟
التأثير عميق وحيوي على تيار المستقبلن ونحن بالمقابل نعلم كم كلفت المشاركة في الطبخات السياسية في لبنان من تدهور في شعبية التيار، من هنا فإن الأمور متروكة لمدى فاعلية القرار على الواقع الحالي.
4- ما هو تقييمكم للمقترحات التي تقدم بها وزير خارجية الكويت لتصويب علاقات لبنان مع دول الخليج؟
المبادرة الكويتية كان يجب أن تكون مبادرة لبنانية ممن يعي خطورة الأمور على بقاء البلد، لكن توقعاتي هي أن الحكم سيميع الأجوبة لتضيع هذه الفرصة. من طرح المبادرة يعلم علم اليقين استحالة تحقيق مضامينها لأن حزب الله سيفتح جبهة عنيفة عليها، لكن من الممكن التعبير عن تأييدها بالرغم من عدم القدرة على تنفيذها وببالتالي عدم منح الشرعية السياسية للوضع الشاذ القائم.
5- هل ترى أن حزب الله سوف يتجاوب مع تلك المقترحات ويوقف تدخلاته في دول الجوار ؟
حزب الله يستسقي قراراته من إيران، بالتالي فغنه بالمعطيات الحالية سيصعد ويرفض ويتهم المبادرة وطارحيها ومؤيديها بالعمالة لإسرائيل وبتكرار المحفوظات ذاتها، لكن بالنهاية فكله مرتبط بإيران.
6- مع قرب إجراء الإنتخابات النيابية هناك شكوك تحوم حول نزاهة الانتخابات ، فما هي رؤيتكم لإمكانية إجراء انتخابات نزيهة خاصة مع وجود فصيل يمتلك السلاح ؟
نزاهة الانتخابات هي دائمًا موضع شك في لبنان كما في معظم دول العالم الثالث، لكن الإشكال هو أيضًا في صحة الانتخابات بالمعيار الديموقراطي لأن فئة تحمل السلاح وتفرض هيمنتها على القرار مما يعني أن العملية الديموقراطية تصبح من دون جدوى.
7- كيف ترى الاتهامات الموجهة إلى مجموعات المجتمع المدني بتلقي تمويل خارجي ؟
هناك كلام بهذا الخصوص وبعضه قد يكون صحيحًا أو مبالغ فيه لكن ما يهمني هو هل تمكنت تلك المجموعات من طرح برنامج مقنع لعلاج الوضع السياسي والاقتصادي بالرغم من الدعم؟ الجواب هو حتمًا لا.
8- ما هي رؤيتكم لأزمة اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية خاصة بعد تعرضهم لأعمال عنصرية مؤخرا ؟
لا أريد أن أبدو بموقع من يدافع عن المنطق العنصري، لكن القلة تؤدي إلى العنف وتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان سيفتح الباب إلى الكثير من التجاوزات العنيفة. حل اللاجئين بيد بشار الأسد أو القوى القادرة لإجباره على إعادتهم، عدا عن ذلك فإن الاحتمالات تبقى مفتوحة على المزيد من الأزمات و التجاوزات.
9- في النهاية ما هو تقييمكم للدور العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة تجاه لبنان؟ وما هي مطالبكم من العالم العربي تجاه لبنان في المرحلة القادمة ؟
نحن نثمن الدور العربي دائمًا ونعلم أن بعض العرب يحبون ويحرصون على لبنان أكثر من بعض سكانه. العرب هم اخوتنا وسندنا الآن والبارحة وغدًا ومصر هي ميزان التوازن في عالم العرب وهي كما كانت على مدى التاريخ سند بلبنان.
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق