فى الذكرى السادسة والأربعين لانتصارات اكتوبر
لسيدة / جيهان السادات فى حوار خاص
** السادات لم يبلغني بموعد الحرب وتلقى صدمة استشهاد أخيه عاطف السادات بإيمان صادق .
** كنت أشعر أن زيارة السادات لإسرائيل سوف تؤدي فى النهاية الى اغتياله .
** السادات والسيسي تجمعهما أشياء مشتركة .
على الرغم من مرور 46 عام على انتصارات أكتوبر والتي تتوافق فى نفس الوقت مع الذكرى 38 لرحيل السادات فإن تلك الذكرى سوف تظل خالدة لأنها تجسد أو نصر عربي على الجيش الاسرائيلي والذي وصف فى ذلك الوقت بالجيش الذي لا يقهمر وفى تلك الذكرى كان لنا هذا الحوار مع السيدة الفاضلة / جيهان السادات أرملة الرئيس الراحل أنور السادات والذي تتناول فيه ذكرياتها عن هذا اليوم ورؤيتها للأوضاع الراهنة وفيما يلي نص هذا الحوار .
– فى الفترة التي سبقت حرب أكتوبر هل أطلعك السادات على أنه يعد العدد لشن الحرب ضد إسرائيل فى أكتوبر 73 ؟
السادات لم يطلعني على موعد الحرب لأنه كان حريصا ألا يطلع أقرب إليه بموعدها كما كان لا يسمح لي بالتدخل فى عمله كما أنه أيضا لم يتدخل فى أعمالي المنزلية ولكنني كنت أشعر أن مصر مقدمة على أمر خطير حيث طلب مني قبل الحرب تحضير حقيبته لأنه سوف يبيت ليلته فى قصر القاهرة حيث كانت غرفة العمليات وعندما بدأت العمليات العسكرية أتصل بي وأكد لي ثقته بالنصر وطلب مني أن تسير الأمور فى بيتنا بشكل عادي .
– وماذا كان شعوره عندما تلقى خبر استشهاد أخيه عاطف السادات ؟
رغم أن عاطف أخيه الأصغر كانت له مكانة خاصة فى قلبه إلا أنه لم يطلب من الرئيس السابق حسني مبارك قائد القوات الجوية وقتئذ أن يعامله معاملة خاصة أو يستثنيه من الطلعات الجوية الأولى أثناء الحرب وعندما علمت بالخبر وكنت وقتئذ أقوم بزيارة للجرحى حاولت التخفيف من الصدمة من نقل الخبر إليه بالتدريج وعندما علم بدا متماسكا وقال كلهم أبنائي .
– ألم تخشي على السادات من قيامه بزيارة إسرائيل واعتقال المعارضين له ؟
عندما قام السادات بزيارة اسرائيل كنت متأكدة أن تلك المغامرة سوف تؤدي الى اغتياله لأن المناخ فى ذلك الوقت لم يكن يقبل عملية الصلح مع اسرائيل ولكنه كان دائما يقول لي أنه فعل ما يمليه عليه ضميره والعمل على الحفاظ على دماء أبنائه لأنه لا توجد حرب بلا نهاية وأن العرب سوف يدركوا بعد ذلك أنه عمل لصالح القضية العربية ولم يفرط فى حقوق الشعب الفلسطيني ولكن للأسف لم يفهم العرب ذلك إلا بعد فوات الأوان وأما بالنسبة لاعتقاله المعارضين فالسادات أمر باعتقالهم بصفة مؤقتة حتى لا يعطي بيجين مبرر لعدم الانسحاب بدعوى أن هناك من يعارض معاهدة السلام ورغم حملة الاعتقالات إلا أنه أمر وشدد على حسن معاملتهم وكان ينوي الإفراج عنهم مباشرة عقب انسحاب اسرائيل من سيناء .
– فى اليوم الذي استشهد فيه السادات هل كنتي تشعرين أن شيئا ما سوف يحدث فى هذا اليوم ؟
بالفعل كان لدي إحساس أن شيئا ما يدبر له فى هذا اليوم لاغتياله فلقد كانت هناك شواهد كثيرة تدل على ذلك حيث سلم النبوي إسماعيل شريطا للسادات بمجموعة من المتطرفين تتدرب على إغتياله من بينها عبود الزمر وبناء على ذلك طلبت منه إرتداء القميص الواقي من الرصاص إلا أنه رفض وقال لي أنه يؤمن بالقدر وأن الله إذا أراد به شيئ فلن يمنع القميص الواقي القدر وأما أثناء العرض فحدثت أشياء مريبة تدل على خطة مدبرة لاغتياله منها أن هناك فرقة من فرق الصاعقة كان من المفترض أن تتقدم العرض ثم تأخذ مكانها بين الرئيس وقوات العرض لكن هذا لم يحدث كما كان من المفترض أن ترابط فرقة من القناصة فوق أسطح الأبنية كما كان يحدث كل عام ولكن هذا أيضا لم يحدث وكان من المفترض أن تخضع كل مركبة عسكرية وكل مدفع لتفتيش دقيق للتأكد من خلوها من الذخيرة الحية وللأسف فإن دخول الذخيرة الحية للعرض يلقي علامة استفهام كبيرة حول وجود مؤامرة ثم التخطيط لها لاغتيال الرئيس السادات .
– وكيف واجهتي صدمة إغتيال الرئيس الراحل أنور السادات ؟
كانت الصدمة عندي شديدة فلم أتمالك نفسي وأوقفت عملي بجامعة القاهرة لمدة عام حتى أسترد أعصابي ولم أسترد أنفاسي إلا بعد تنفيذ حكم الإعدام بمن قتلوا زوجي .
– وهل أخطأ السادات بإعطاء مساحة من الحرية للجماعات الإسلامية والإخوان والذين تورطوا فى قتله ؟
السادات كان يريد بعد الحرب أن يبدأ مرحلة جديدة من العمل السياسي من خلال الانفتاح على كافة التيارات والأحزاب ورغم ذلك فالسادات لم يكن مطمئن لهم وكان يعلم أنهم يريدون الوصول الى الحكم وثبت بعد ذلك عقب عملية الاغتيال حيث تم القبض على مئات المتطرفين الاسلاميين وتم تفتيش منازلهم وتم العثور على مخابئ للأسلحة وخطة مفصلة للإستيلاء على الحكم .
– وماذا كان شعورك عندما قام الرئيس السابق محمد مرسي بمنح السادات نجمة الشرف العسكرية ؟
على الرغم من سعادتي بهذا التكريم إلا أنني كنت أشعر بالحسرة عندما رأيت عبود الزمر الذي شارك فى قتل السادات فى منصة الاحتفال وكنت أشعر أن المؤسسة العسكرية التي كان يقودها وقتئذ الرئيس السيسي تقف وراء هذا التكريم .
– مع استمرار العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة هناك من يربط بين تلك العمليات والأزمة الاقتصادية التي نمر بها ؟
ليست هناك علاقة بينهما والدليل على ذلك أن أيمن الظواهري نائب أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ينحدر من عائلة معروفة ليست فقيرة ورغم ذلك تورط فى منظمة الجهاد التى دبرت مع عدة تنظيمات ارهابية أخرى مؤامرة للإطاحة بحكومة السادات وهى أول من استخدم التفجيرات الانتحارية والتي أصبحت بعد ذلك سلاح منظمة الجهاد والقاعدة .
– ولماذا وصفتي السيسي بأنه امتداد للرئيس الراحل أنور السادات ؟
السيسي والسادات تجمعهما صفات مشتركة مثل التدين وحب الوطن والتضحية من أجله .
حاورها / مصطفى عماره
إرسال التعليق