مع تنامي الحملة المناهضة لإسرائيل والصهيونية بالكويت فهد سيف العجمي الأمين العام للتيار العروبي في حوار خاص
- التيار العروبي في الكويت له تاريخ طويل امتد منذ بدايات القرن الماضي وهو تيار عروبي مدني مستقل يعني بمبدأ حماية الهوية العربية .
- الشباب العربي اليوم أدرك أهمية بعد أن شاهد بعينه كيف قسمت الهويات والمحاصصة أجزاء البلد الواحد .
شهدت الكويت في الفترة الماضية تنامي التيار العروبي المناهض لإسرائيل والصهيونية على عكس بلدان خليجية وعربية أخرى هرولت للتطبيع مع إسرائيل ، ويعد السيد/ فهد سيف العجمي الأمين العام للتيار العروبي واحد من مؤسسي التلفزيون العربي وأحد رموز ذلك التيار الذي قاد بمشاركة من زملائه حملة تأصيل التيار العروبي خاصة بين شباب الجيل الحالي ، ومن هذا المنطلق كان لنا معه هذا الحوار :-
1- متى تأسس التيار العروبي ؟ وما هي أهدافه ؟
*التيار العروبي في الكويت له تاريخ طويل امتد منذ بدايات القرن الماضي عبّرت عنه عدة كيانات مختلفة، أما الكيان الحالي فلقد تأسس في تاريخ ١٥-١-٢٠١٣ وهو تيار عروبي مدني سلمي ديمقراطي مستقل يُعنى بالدفاع عن مبدأ حماية الهوية العربية على المستوى الوطني والقومي على إمتداد الأرض العربية من إقليم الأحواز وكامل الساحل الشرقي للخليج العربي شرقاً حتى سواحل موريتانيا غرباً ومن لواء الإسكندون شمالاً وحتى جزر القمر جنوباً. التيار يهدف على المستوى القومي إلى مناهضة كافة الأطروحات الساعية لزعزعة أُسس الهوية والإنتماء والوجود للإنسان العربي في حاضره ومستقبله ولترسيخ مفهوم الترابط العضوي والمصيري بين مبدأ حماية عروبة الكويت والتأكيد على عروبة الخليج العربي بضفتيه الشرقية والغربية والعمل على قيام الوحدة بين دول الخليج العربي الست واليمن الموحد، ويهدف التيار على المستوى الوطني إلى تأصيل مبدأ حماية عروبة الكويت أولاً بإعتباره المعيار الأسمى والأساسي للإنتماء الوطني وحق المواطنة الدستورية المتساوية ورفض كل أشكال التمييز والتمسك بالوحدة الوطنية بين كافة مكونات المجتمع المختلفة وحق حرية ممارسة العمل السياسي والاقتصادي الانتاجي وإقامة العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص والسعي لتحقيق التوزيع العادل للثروة الوطنية والحفاظ على القطاع العام ورفض تصفيته وبيعه.
2- هل يضم هذا التيار الأحزاب القومية والناصرية الموجودة في الوطن العربي ؟ وهل تنسقون معها ؟
*التيار العروبي في الكويت يضم كل التوجهات العروبية دون إستثناء أو إقصاء بما فيهم القوميين والناصريين وغيرهم …إلخ، لكن على صعيد علاقتنا مع التيارات القومية في الوطن العربي فالتنسيق قائم من خلال التواصل مع الجميع ونسعى دائماً إلى تعزيزه وتطويره لإيماننا التام بأهمية العمل الجماعي الموحد على صعيد الوطن العربي.
3- من يمول قناة العروبي ؟
*قناة التلفزيون العروبي هو مشروع وُلد حديثاً بجهود المخلصين من أبناء التيار العروبي وبعمل دؤوب استمر طويلاً حتى رأى النور وهو بسواعدنا وبتمويلنا الشخصي من خلال اشتراكاتنا الدورية داخل التيار، كما أن التيار عموماً لا يتلقى أي تمويل أو دموعات مالية من شخصيات سياسية متنفذة في البلد أو حتى خارجياً.
4- كيف تفسرون تراجع التيارات القومية والعروبية في الوطن العربي في السنوات الأخيرة ؟
*القول أن التيارات القومية والعروبية في الوطن العربي تراجعت يفتقد إلى الدقة قليلاً، التيار القومي عاش فترة ذروته في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وهو حصاد لعمل ونضال الطليعة العربية قبل هذه الفترة بعقود طويلة، وهي كأي تجربة إنسانية تمر بمنعطفات وإنتكاسات وهذا ما حصل معها تحديداً، أما اليوم فالشاب العربي واعي بعروبته بعدما شاهد بعينه كيف قسمت الهويات الضيقة والمحاصصة أجزاء البلد الواحد وماذا حدث من إنهيار في بنية الدولة وتشظّي الهوية الوطنية وحروب أهلية وغيرها، لذا نشاهد بكل إعتزاز وعي الشباب من الجيل القادم بعروبتهم وتعلمهم من الأخطاء التي مرت بها التجربة القومية لتصحيح مسارها وتقويمه ونحن نشدد عضدهم ونثق بهم.
5- هل لديكم آلية لتفعيل عمل التيار العروبي خلال المرحلة القادمة ؟
*الأمانة العامة للتيار العروبي تلتقي بشكل دوري للتباحث في شأن عمل التيار لتحسين أداءه ونحن نعمل بشكل دؤوب ونمارس النقد الذاتي دوماً ولدينا خطط عمل على المدى القريب والمدى البعيد نقوم بمراجعتهما بين فينة وأخرى.
6- ما هي الأسباب التي دعت دول عربية وعلى رأسها الإمارات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بصورة علنية ؟
*لا تعنينا الأسباب مهما كانت دوافعها فنحن لا نعتبر التطبيع وجهة نظر بل هو خيانة لذا لا قيمة للأخذ والرد حولها، القدس قضيتنا وقضية كل مواطن عربي شريف وفلسطين عربية من البحر إلى النهر! نقطة آخر السطر.
7- هل نسفت تلك الخطوة المبادرة العربية للسلام القائمة على أساس الأرض مقابل السلام ؟
*نحن بالأصل لا نعترف بالمبادرة العربية “حل الدولتين” لأننا ننطلق في قضية فلسطين من قضية وجودية، لا دولة إلا بدولة فلسطين العربية الواحدة من بحرها إلى نهرها.
8- وكيف ترى تأثير تلك الخطوة على القضية الفلسطينية ؟
*لن يغير شيئاً، لا الامارات على حدود فلسطين ولا هي خاضت حرب مباشرة مع الكيان الصهيوني، ولن يحل القضية الفلسطينية سوى الفلسطينيين أنفسهم وهذه فرصة سانحة لهم لتوحيد صفوفهم ومواقفهم وتشكيل جبهة واحدة تجمع كافة الأحزاب الفلسطينية والشخصيات السياسية المستقلة وركن كل الخلافات والمشاكل الشخصية جانباً من أجل قضيتهم المصيرية التي تهددهم وجودهم ووجود كيان الدولة الفلسطينية.
9- لماذا تميزت الكويت شعباً وحكومة عن بقية دول الخليج في دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع ؟
*الكويت جزء من الأمة العربية وتولد شعورها القومي منذ بدايات القرن الماضي وشاركت في الحروب العربية في عهد الشيخ صباح السالم الذي أصدر مرسوماً ما زال قائماً حتى اللحظة يضع الكويت في حالة حرب مع الكيان الصهيوني ونحن نعتز بهذا الموقف والذي حصّنه الدستور الكويتي الذي يقف الشعب خلفه متمسكاً به منذ بزوغ نوره بعد استقلال الكويت.
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق