مع استمرار الانقسام في الساحة الفلسطينية د/ جمال ناصر منصور الأمين العام المساعد لحركة كل فلسطين في حوار خاص

مع استمرار الانقسام في الساحة الفلسطينية د/ جمال ناصر منصور الأمين العام المساعد لحركة كل فلسطين في حوار خاص

 

– حركة كل فلسطين هي حركة كل العرب تناضل من أجل تحرير فلسطين وكل الأراضي العربية وتفتح أبوابها لكل المناضلين من جميع أنحاء الوطن العربي والأمة الإسلامية .
– لم نبذل جهود لتقريب وجهات النظر بين طرفي الانقسام على الساحة الفلسطينية لأننا أمام خطين متباعدين لا يلتقيان أبدا .
– قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بتعليق الإعتراف بإسرائيل هو حبر على ورق تستخدمه القيادة الفلسطينية لتحقيق مصالحها الذاتية .

على الرغم من الجهود التي بذلتها مصر وأطراف عربية وإقليمية لتحقيق المصالحة على الساحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام إلا أن تلك الجهود فشلت في تحقيق أهدافها في ظل تباعد البرنامج السياسي لفتح وحماس واللذان يعدان أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية ، ووسط هذا الانقسام برزت حركة كل فلسطين والتي تبنت فكرا قوميا فتحت أبوابها لكل المناضلين من جميع أنحاء الوطن العربي والأمة الإسلامية بهدف تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة ، ومن هذا المنطلق كان حوارنا مع د/ جمال ناصر منصور الأمين العام المساعد لحركة كل فلسطين والذي تحدث عن الحركة وأهدافها ووجهة نظره في الأوضاع على الساحة الفلسطينية والعربية وفيما يلي نص الحوار :-

​1- نريد أولا إلقاء الضوء على حركة كل فلسطين ومدى تأثيرها على الشارع الفلسطيني والقوى السياسية ؟
أولا : حركة كل فلسطين – كف – تتبنى (الفكر القومي) فهي حركة كل العرب والمسلمين ، تناضل من أجل تحرير فلسطين وجميع الأراضي العربية المغتصبة ، لذلك فهي تفتح أبوابها على مصراعيها لتضم المناضلين من جميع أنحاء الوطن العربي والأمة الإسلامية، فنحن ندرك تماما أننا لن نتمكن من تحرير وطننا (فلسطين) بالإعتماد على إمكاناتنا وقوانا الذاتية ، فرغم أن الإستعمار استطاع تقسيم الوطن العربي جغرافيا ، لكنه لم ولن يستطيع تقسيمنا ديمغرافيا ، فنحن ننتمي الى قومية واحدة ، وهمنا واحد وبالتالي لانستطيع تحقيق أهدافنا دون أن يكون لنا كفلسطينيين عمقا عربيا ، وبعدا إسلاميا ، ومن هنا فإن حركتنا تبنت الفكر (القومي) .
ثانيا : نسعى ان تتحول الحركة الى جبهة عريضة وإطارا واسعا جامعا يضم في صفوفه قوى وأحزاب فلسطينيةوعربية وشخصيات وطنية وقومية ، تؤمن بعدالة قضيتنا وبأهدافنا لنصبح جميعا حزمة واحدة يعجز الأعداء عن كسرها .

ثالثا : أما بالنسبة لتأثير الحركة في الشارع الفلسطيني ..؟
اتحدث بصدق دون مبالغة ، فالحركة تأسست بتاريخ : (٢٢-٧-٢٠١٧) لذا فإن هذا التأثير قياسا بعمر الحركة لابأس به في الأرض الفلسطينية المحتلة وتحديدا فئة الشباب ، فقد إنحصر التأثير بالقاعدة الجماهيرية ، نظرا لمواقفنا السياسية الواضحة والصريحة مما يجري على صعيد القضية الفلسطينية ، حيث أصبح لنا امتداد في جميع أنحاء الاراضي الفلسطينية المحتلة ، أما في الشتات فلنا حضور متواضع وخصوصا في (سورية ولبنان) حيث التواجد الأعظم للاجئين الفلسطينيين ، والنشاط المتواصل والمستمر دفاعا (حق العودة ) الذي نعتبره القضية المركزية في صراعنا مع العدو الصهيوني ، كما أن حركتنا أصبح لها حضور في معظم الدول العربية التي تستضيف لاجئين عرب فلسطينيين .

رابعا : بخصوص التأثير على صعيد القوى السياسية الفلسطينية ، فهو تأثير غير مباشر لأننا مازلنا غير مشرعين في الساحات والأقطار العربية فأنتم تعلمون أن أي تنظيم سياسي لايستطيع التحرك دون إذن أو موافقة السلطة أو النظام الحاكم في أي دولة أو أي قطر عربي ، حتى في الأرض المحتلة سواء في (الضفة الغربية) أو (قطاع غزة) لايسمح للقوى الجديدة بالعمل بحرية فلكل من الحكومتين لها أعذارها ، (السلطة الفلسطينية) في (الضفة الغربية) مكبلة بإتفاقات (أوسلو) التي تحرم ممارسة المقاومة بكل أشكالها ، و(حكومة غزة) أيضا تريد أن تمسك لوحدها بزمام النضال والمقاومة ، أما باقي الفصائل والقوى المناضلة الموجودة حاليا في (الضفة وغزة) فهي تنظيمات قديمةولها تاريخها النضالي لذلك تم التعامل معها كأمر واقع .

​2- تمر القضية الفلسطينية بمرحلة دقيقة في ظل استمرار الانقسام على الساحة الفلسطينية ، فمن المسئول عن تلك الحالة ؟
الإجابة على هذا السؤال معقدة وتحتاج الى مجلدات ، لذلك سنتحدث باختصار .
– فهناك أسباب (موضوعية) وأخرى ( ذاتية) .
أ) الأسباب الموضوعية تقسم الى ثلاثة :
* أسباب خلفها العدو الصهيوني ، حيث تلمس مبكراً خطر الثورة الفلسطينية المعاصرة التي أطلقت رصاصتها الأولى في 1/1/1965 متيقناً أنها تهدد مشروعه الإستعماري المعروف والذي أعلن عنه بكل صراحة ووضوح ، وهو إقامة (وطن قومي لليهود) ليس في فلسطين فحسب بل حدده القادة الصهاينة بكل وقاحة أنه يمتد ( من الفرات الى النيل) هذا المشروع الذي باشر العدو بتجسيده على جثث وانقاض الأبرياء من شعبنا الفلسطيني المسالم وأمتينا العربية والإسلامية ، فلوضع حد لهذا الخطر حاول هذا العدو القضاء على الثورة الفلسطينية في (معركة الكرامة) التي حدثت بعد ثلاث سنوات من تأسيس وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة أي في( 21 ) آذار من العام (1968) التي تلقى فيها جيش الإحتلال صفعة على جبينه ، وفي عام (١٩٧٠م) حاول القضاء على الثورة في (المملكةالأردنية الهاشمية) عبر عملائه في المنطقة وكانت النتيجة إجلاء قوات الثورة من الأردن ، التي انتقلت الى لبنان بقرار من الجامعة العربية آنذاك ، واستمرت محاولاته الميئوسة في (لبنان) ولم يفلح فاضر لاجتياح لبنان ومحاصرة العاصمة اللبنانية(بيروت) في العام (١٩٨٢) صحيح انه استطاع ترحيل قوات الثورة و(منظمة التحرير الفلسطينية) من (لبنان) بعد قتال ومعارك عنيفة واستبسال قوات الثورة الفلسطينية وتلاحمها مع الحركة اللبنانية وقوات الجيش السوري المتواجدة في بيروت ، لكنه أيضاً لم يفلح في القضاء على الحركة الوطنية الفلسطينية ، مما اضطره لملاحة القادة وزعماء هذه الثورة وتصفيتهم فردا ً فرداً عن طريق الإغتيالات ، ؟ومنهم من زجهم في السجون والمعتقلات ، وبالتوازي كان يخترق صفوف فصائل الثورة الفلسطينية المؤثرة في القرار السياسي الفلسطيني ، ويعمل على تجنيد الجواسيس وضعفاء النفوس وإغراء الإنتهازيين بالمال والمناصب الحساسة الى أن أصبحوا يتصدرون الصفوف القيادية الأمامية ويمسكون بسلطة القرار السياسي ، وبذلك ضمن العدو ولاء هؤلاء فبدأ بسياسة المفاوضات العبثية وهو متأكد أن النتيجة ستكون لصالحه ، فأنتج اتفاقيات (أوسلو) المذلة والتي أسقطت المقاومة بكل اشكالها وحرمت الكفاح المسلح ، وبذلك أصبحت الثورة الفلسطينية بأيدي أمينة على مصالح الكيان الصهيوني (إسرائيل) ، وبهذه الطريقة تمكن من تحويل (منظمة التحرير الفلسطينية) التي كانت تمثل الهوية الوطنيةوالمرجعية الكيانية للشعب الفلسطيني من حركة تحرر وطني تناضل من أجل تحقيق أهداف وطموحات شعبنا الفلسطيني ، الى مؤسسة إجتماعية خدمية من مؤسسات السلطة الفلسطينية ، مختصة بشؤون الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ، أما باقي الفلسطينيين اللاجئين في الشتات والمهجر أصبحت قضيتهم في مهب الريح .
– امابالنسبة للوضع في (قطاع غزة) فهو مختلف تماماً ، فقد هيمنت (حركة حماس) على سلطة القرار السياسي والعسكري بعد أن بسطت سيطرتها الكاملة على (قطاع غزة) في ١٤ مايو/حزيران/٢٠٠٧ عن طريق الحسم العسكري المسلح لتنهي الصراع الذي كان قائماً بينها وبين الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية بعد رفض حركة فتح (الحزب الحاكم)
لنتيجة فوز (حركة حماس) في الانتخابات التشريعية الثانية التي أجريت في مطلع العام (٢٠٠٦) الأمر الذي دفع (حماس) لشكيل حكومتها برئاسة اسماعيل هنية في ١٩/مارس/آذار ٢٠٠٦ ، حيث شكل التيار الإسلامي بالتحالف مع باقي القوى الفلسطينية جبهة مقاومة قوية في مواجهة الإحتلال الصهيوني ، الأمر الذي جذر الإنقسام جغرافياً ، إجتماعياً ، وطنياً وعسكرياً،فأصبح هناك نهجين على الساحة الفلسطينية :
أ) نهج (مساوم) يعتمد إسلوب التفاوض كوسيلة وحيدة لتحقيق أهدافه مثلته :
(السلطة الفلسطينية) في الضفة الفسطينية المحتلة بعد أن كبلت نفسها بإتفاقات ( أوسلو) التي جردتها من برنامجها الكفاحي الوطني ، القائم على مقاومة الإحتلال الصهيوني المستمد من
(الميثاق الوطني الفلسطيني) الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية في العام ١٩٦٨ .
ب) تيار وطني مقاوم متمسك بالكفاح المسلح ، رافض لكافة الحلول الإستسلامية ، مثلته فصائل المقاومة في (قطاع غزة) .

** وقوف الأنظمة الرجعية العربية الى جانب الكيان الصهيوني (إسرائيل) التي أفصحت عن مواقفها الحقيقية وكشفت عن وجهها القبيح وراحت تتهافت للتطبيع مع هذا الكيان ، عدو القومية العربية ، وباركت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الصهيونية ، ثم أغرقت السلطة الفلسطينية وقيادتها المتنفذة بالأموال وشراء الذمم ، وكل ذلك دعما للمشروع الصهيوني على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة .

​3- هل لكم من جهود في التقريب بين وجهات النظر ؟
بصراحة لم نبذل أية جهود لتقريب وجهات النظر بين طرفي الإنقسام ، فنحن على يقين اننا أمام خطين ومنهجين متوازيين متباعدين لا يلقيا أبدا مهما امتدا ، فحركة (فتح) حزب السلطة تخلت عن الثوابت الوطنية بعد توقيعها اتفاقيات (أوسلو) التي كما قلنا اسقطت المقاومة بكل اشكالها ، وأصبح هناك تعاون وتنسيق امني بين اجهزة السلطة والأجهزة الامنية الصهيونية ، وعليه فإن اجهزة السلطة الأمنية تطارد المناضلين وتزجهم يالمعتقلات .
أما الطرف الآخر (حماس) فهي تتبنى المقاومة ولاتعترف بإتفاق (أوسلو) وترفض كل تبعاته وإفرازاته ، لكنها تمارس الدكتاتورية من خلال سلطتها في غزة ، ولاتعترف بالآخر ، فهي تريد ان تمسك بزمام كل شي ولا تشرك أحد من القوى الأخرى في حكومتها ، ودائماً تحاول استثمار نتائج المواجهات مع العدو الصهيوني وكل ماتحققه فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة لصالحها ، فنحن لسنا بصدد تشريح وتفنيد خلفيات أحد علماً أن الجميع يعلم أن حركة (حماس) هي امتداد لحركة الاخوان المسلمين ، وتتلقى تعليماتها من المرشد الروحي الأعلى ، فهي تتبنى مشروعاً نضالياً إسلامياً خاصاً بها لا يتقاطع مع المشروع الوطني الفلسطيني ، لذا فهي لاتملك سلطة القرار في موضوع استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، لهذه الأسباب لم نحاول تقريب وجهات النظر لان الوحدة برأينا لن تتحقق إلا بانتفاضة وطنية كبرى تنسف كل من عبث في مصير شعبنا وقضيته الوطنية ، وتعيد رسم الخارطة السياسية والكفاحية على اسس جديدة تلبي طموحات شعبنا الفلسطيني ، وتحقق اهدافه في كنس الإحتلال وتحرير فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس .

​4- كيف ترى تأثير قيام بعض الأنظمة العربية وخاصة الخليجية بتطبيع علاقاتها مع العدو الصهيوني على القضية الفلسطينية ؟
من المؤكد أن تطبيع العلاقات بين بعض الأنظمة العربية الرجعية وخصوصاً دول الخليج العربي مع الكيان الصهيوني (اسرائيل) يضر بالقضية الفلسطينية ويشرع الاحتلال ، ويؤكد صحة الرواية الصهيونية المزيفة التي تتحدث عن حق اليهود التاريخي في فلسطين ، وهذا ينسف حق شعبنا الفلسطيني في العودة وتقرير المصير على أرض وطنه (فلسطين) وبالتالي تنقلب المعادلة فيصبح الباطل (حق) والحق (باطلاً) فيعزز من نفوذ العدو عالمياً ، ويقوي دولة (اسرائيل) المزعومة ، ويعطيها الحق في الدفاع عن نفسها ، ويبرر لها كل ماتقوم به ضد الشعب الفلسطيني ، من إرهاب وقتل وإعتقالات، وتمييز عنصري ، هذا من جهة ، أما من جهة أخرى فان بريق القضية الفلسطينية يخفت بين الشعوب العربية والإسلامية خصوصاً والعالمية عموماً ، فالدعاية الإعلامية الصهيونية تعمل جاهدة من أجل سحب الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ، بالإستناد الى روايتها المزيفة و المدعومة بشهادة زعماء النفاق العربي ، الأمر الذي يحد من التأيد العربي والعالمي لشعبنا وقضيته العادلة ، فتهبط القيضية الفلسطينية من سلم أولويات الأمم المتحدة والشرعية الدولية الى هامش القضايا الأخرى ، بعد ان كانت في صدارة القضايا الهامة والساخنة على اجندة الشرعية الدولية .

​5- في ظل غياب سوريا عن الساحة العربية فكيف ترى هذا التأثير على الدعم السوري للقضية الفلسطينية ؟
سوريا لم تغب ابداً عن الساحة العربية ، بل هي متجذرة في أعماق ساحة الصراع العربي الصهيوني ، وإنما من غاب عن الساحة العربية هم للأسف الأنظمة العربية ، الذين راحوا ينظّرون ويقرعون نواقيس الخطر (الفارسي) الذي يداهم القومية العربية ، متناسين تلك الغدة السرطانية الصهيونية(إسرائيل) ، التي زرعها الغرب في قلب وطننا العربي ودعمها بكل الإمكانيات حتى أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً للأمتين العربية والإسلامية ، ولم يتهي الأمر عند هذا الحد بل تجاوز ذلك بكثير فقد أصبحت دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) عدوّة أمس صديقاً حميماً لبعض الأنظمة العربية ، ولانستغرب إمكانية منحها عضوية الشرف في الجامعة العربية لاحقاً .
– فسوريا مازالت وستبقى بقيادة رئيسها {الدكتور بشار الأسد} سنداً وداعماً لشعبنا الفلسطيني وقضيتهِ العادلة ، فإن ما مرّت به الشقيقة سوريا في الأونة الأخير من حرب مدمرة استهدفت ضرب سوريا وتركيعها وتصفية حزبها (حزب البعث) ونظامها الحاكم بقيادة السيد الدكتور {بشار الأسد} المتمسك بالشعار القومي الذي تبنته سوريا :
(أمة عربيةواحدة ذات رسالةخالدة) هي محاولة ميئوسة لتحييد سوريا عن ساحة الصراع العربي الصهيوني كما تم تحييد الشقيقة (مصر) ، ليتمكن المحور المعادي من تمرير مشاريعه التصفوية وإنهاء القضية الفلسطينية ، لكن بالتفاف الجيش العربي السوري حول قيادته الحكيمة ، وتلاحم شعبيا السوري والفلسطيني الى جانب (حزب الله) وجميع اطراف (محور المقاومة) ومن خلال هذا الصمود الأسطوري ، في موجهة محور الأعداء تمكن بعون الله من تحقيق الإنتصار تلو الإنتصار ، ليؤكد من جديد تمسكه بالدفاع عن القضية الفلسطينبة التي تعتبر (القضية المركزية) في الصراع (العربي الصهيوني) ، وعليه فان شعبنا الفلسطيني اليوم وشعوبنا العربية والإسلامية عموماً تراهن على دور سورية و محور المقاومة الناهض والذي تشكل فيه سورية رأس راس الحربة ، كما تشكل الجمهورية الإسلامية الإيرانية عموده الفقري .

​6- هل تتلقون دعما من إيران وحزب الله ؟
إن كان المقصود بالدعم هو ( المال او السلاح) فنقول بصدق أننا لانتلقى اي دعم من الجمهورية الأسلامية الأيرانية أو من حزب الله ، لكننا نستلهم منهم العِبر .

​7- ما تقييمكم للقرارات التي اتخذها المجلس المركزي الفلسطيني بتعليق الإعتراف بإسرائيل ؟
بالنسبة لقرارات المجلس المركزي الأخيرة فنحن نعتبرها ذرّاً للرماد في العيون ، لأنها لن تجد طريقهاً للتنفيذ ، فهي ولدت ميته للأسف ، فالقيادة الفلسطينية المتنفذة لاتستطيع التخلي عن اتفاقات (أوسلو) وهذا ما لمسناه بالتجربة العملية ، فهناك العديد من القرارات التي اتُخذت لم تجد طريقها. للتنفيذ ، حيث ان القرارات التي اصدرها المجلس الوطني الفلسطيني الدورة (٢٣) المنعقدة من ٣٠ نيسان حتى ٣ ايار عام (٢٠١٨) والتي اتخذت نفس قرارات المجلس المركزي الاخير تقريبا لم ينفذ منها شيء ، فرئيس السلطة الفلسطينية السيد (محمود عباس) يأخذ بالقرارات التي تناسب الدوره المرسوم له ، ثم يهمل الباقي ، وهذا التصرف تكرر أكثر من مرّة ، أما بالنسبة لقرار تجميد الإعتراف بدولة (إسرائيل) فنعتقد أن هذا الأمر وغيره من القرارات (كحق العودة وقضية اللاجئين الفلسسطينيين ، وموضوع القدس ، والمستوطنات ، وغيرها) هي قضايا تستخدمها القيادة المتنفذة كورقة ضغط لمساومة الحكومة الأسرائيلية وأمريكا ، لكسب بعض الإمتيازات وتحقيق مجموعة من المصالح التي تدعم نفوذها ضمن السلطة .

​8- في ظل الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة خاصة في حي الشيخ جراح ما هو دوركم في التصدي لتلك الهجمة وفي دعم قضية الأسرى ؟
إن حركتنا في اشتباك دائم مع جيش الإحتلال وقطعان مستوطنيه فنحن لا نمتلك أسلحة ثقيلة كالصواريخ مثلاً لأن أثمانها باهظة وخصوصاً اننا لانتلقى دعم من أيَّةِ جهة ، لكننا نعمل جنباً الى جنب مع كافة قوى المقاومة ، مستخدمين كافة الوسائل البسيطة والمتاحة (كالطعن بالسكاكين وعمليات الدهس وزرع الألغام) وغيرها للوقوف في وجه جميع الممارسات الصهيونية التي يسعى العدو جاهداً من خلالها الى إجلاء وترحيل السكان العرب الفلسطينيين من أحياء مدينة القدس ، بهدف طمس معالمها وشطب هويتها العربية والإسلامية ، لتهويدها وتحويلها الى أحياء يهودية ، أما بالنسبة لدعم الأسرى فنحن أيضا نعمل الى جانب جميع القوى لنصرة الأسرى مستخدمين جميع الوسائل المتاحة أيضاً مثل ( إعتصامات داخل وخارج الأراضي المحتلة ، تسليم مذكرات الى الصليب الأحمر الدولي …إلخ….) ، فنحن نعمل بتكتم كامل حرصاً على سلامة كودرنا وعائلاتهم في الأراضي المحتلة ، كي لايتعرضون لأي أذى او نسف لبيوتهم أو إعتقالهم من قبل أجهزة السلطة الأمنية ، فنحن غير مشرعين في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، فالسلطة الفلسطينية هي نسخة كربون عن الانظمة العربية ولاتسمح لاي فصيل بالظهور او العمل دون إذن أو ترخيص .

​9- كيف تقيمون الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية؟ وما هي مطالبكم من مصر في تلك المرحلة ؟
بناء على اتفاقات (كامب ديفد) التي أبرمت بين (مصر) والكيان الصهيوني (إسرائيل) في العام (١٩٧٩) فإن (مصر) قد خرجت من دائرة الصراع العربي الصهيوني ، وأصبح هناك تطبيع كامل للعلاقات بين الطرفين على كافة المستويات ، إضافة الى تبادل السفارات بينهما ، لذلك فقد حققت هذه الإتفاقية نقلة نوعية للجانب الصهيوني في مجال التقدم على طريق إمكانية تحقيق المشروع الصهيوني ، وإنتصاراً هاماً لدولة هذا الكيان (إسرائيل) في إخراج مصر من دائرة الصراع ، وأصبح هذا التحول في السياسة المصرية بمثابة الضربة القاضية التي قسمت ظهر القضية الفلسطينية ، بعد أن كان الفلسطينيون والعرب يراهنون على مصر ودورها المفصلي في الصراع (العربي الصهيوني) ، لما لمصر من مواقف وأفعال إيجابية مؤيدة وداعمة للقضية الفلسطينية مادياً ولوجستياً ومعنوياً في كل مراحل هذا الصراع ، هذا من جهة ومن الجهة الأخرى فقد حولت إتفاقية(كامب ديفد) سقف الحل للقضية الفلسطينية من دولة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام (١٩٦٧) وعاصمتها (القدس الشرقية) ، الى حكم إداري ذاتي للسكان فقط دون الارض ، وقد فتحت المجال أمام الأنظمة العربية ومن ضمنها القيادة المتنفذة (لمنظمة التحريرالفلسطينية) التي تجرات على توقيع اتفاقات (أوسلو) عام (١٩٩٣) التي جاءت لتستكمل الشق الفلسطيني من معاهدة (كامب ديفد) ، كما تبعتها مباشرة المملكة الأردنية الهاشمية ووقعت مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) اتفاق سلام (وادي عربة) في (٢٦ اكتوبر عام ١٩٩٤) ، ثم بعد ذلك انهالت دول الخليج العربي للتطبيع مع (إسرائيل)المزعومة عدوة فلسطين والقومية العربية .

الخلاصة :
======= لابد أن نعترف جميعا أن خروج مصر من دائرة الصرع (العربي الصهيوني) كان خسارة كبرى ،
أولاً : لشعبنا الفلسطيني ،
وثانياً : لعموم المسلمين والعرب الذين شعروا بخيبة أمل ، وتبخَّرحلمهم الكبير في تحرير فلسطين وجميع الأراضي العربية المغتصبة وتحقيق الوحدة العربية .
– فنحن لانستطيع نكران الدور السلمي الذي لعبته ومازالت تلعبه (مصر) على صعيد القضية الفلسطينية مثل :

١- التدخل في وقف الإعتداءات والهجمات التي يشنها جيش الإحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه على شعبنا في فلسطين وعلى فصائل المقاومة الفلسطينية التي ذهب ضحيتها المئات من أبناء شعبنا من الأطفال والنساء والشيوخ ، وهدمت عشرات المنازل ودميرت مدن بكاملها ، وشردت آلآلاف .
٢- الشجب والتنديد بممارسات الإحتلال في تهويد القدس وبموضوع الإستيطان ، والإعتقالات ….إلخ …
٣- محاولة تقريب وجهات النظر من أجل توحيد الصف الفلسطيني ، وحل جميع الخلافات والتناقضات التناحرية بين الجميع وخصوصاً بين طرفي الصراع ( الفلسطيني الفلسطيني ) (فتح) و(حماس) ، فقد استضافت العديد من جولات الحوار (الفلسطيني الفلسطيني) التي أثمرت بالخروج بعدة اتفاقيات للمصالحة ، {{اتفاق (القاهرة الأول) في العام (٢٠١٢) ، وإتفاق (غزة) (٢٠١٤) أبرم في (غزة) ، اتفاق (القاهرة الثاني) أبرم في مدينة (القاهرة) في/٢٥/سبتمبر (٢٠١٤) .
لكن للأسف لم تتحقق المصالحة ، ومازال شبح الإنقسام يهيمن على الساحة الفلسطينية .
– اما مطالبنا من الشقيقة (مصر) باختصار هي :
١) أن تنفض عن كاهلها كلِّ غبار الذل والمهانة التي راكمتها اتفاقيات (كامب ديفد) خلال تلك السنوات الغابرة ،
٢) ندعوها ألى فك قيود ذلك المارد المصري (الجيش المصري) العظيم الذي كان يشكل رعباً للعدو الصهيوني ولكل حلفائه في المنطقة ، فنحن كما أسلفنا لانستطيع الخروج من الصف العربي الذي كانت دائماً مصر تمثل عموده الفقري .
٣) عودة (مصر) لتتصدر واجهة الصراع مع هذا العدو الذي لايسمع إلا لغة الرصاص ، فمصر تشغل ثاني اوسع جبهة على الحدود الفلسطينية بعد المملكة الأردنية الهاشمية .

حاوره
​الكاتب الصحفي د/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق