عملية تل أبيب والأصابع الصهيونية

عملية تل أبيب والأصابع الصهيونية


​في الوقت الذي لم ينفذ تنظيم داعش الإرهابي أو منظمة أنصار بيت المقدس أي عملية ضد الكيان الصهيوني واقتصرت عملياته على تنفيذ عمليات إرهابية في البلاد العربية أو تنفيذ عمليات إرهابية ضد المدنيين في أوروبا لتشويه صورة الإسلام وإلصاق تهمة الإرهاب به سارع هذا التنظيم بإعلان مسئوليته عن عملية النقب وعملية تل أبيب لإلصاق تهمة الإرهاب بالنضال الفلسطيني الهادف لتحرير أرضه واستعادة مقدساته ، وترافقت تلك العمليات مع مؤتمر شرم الشيخ والذي حاول المشاركين فيه تبرير جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني بالإعلان عن أن القضية الفلسطينية لم تكن غائبة عن المؤتمر حيث تم إثارة موضوع حل الدولتين وهو الأمر الذي تجاهله وزير الخارجية الإسرائيلي بالإعلان بأن هذا الحل لا يعنيه ، فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنه سوف يقابل الرئيس محمود عباس للتباحث معه في تحقيق التهدئة خلال شهر رمضان مما يعني أن إسرائيل تخطط هذا الشهر لتنفيذ جرائمها في اقتحام المسجد الأقصى ومصادرة الأراضي وليس مطلوب من الفلسطينيين سوى السكوت وإلا فأنهم يصبحون إرهابيين مثل تنظيم داعش الإرهابي والذي تثبت الأيام يوما بعد يوم أن هذا التنظيم هو صناعة للمخابرات الأمريكية والصهيونية والمخابرات الإيرانية حيث اجتمعت تلك الأطراف على إحداث الفوضى وإنهاك العالم العربي لإضعافه والاستيلاء على ثرواته واقتسام أراضيه وإذا كان هذا المخطط واضح للعيان فإن العالم العربي يتحمل المسئولية في تنفيذه على أرض الواقع بعد أن سلم مقدراته وثرواته لاعدائه طمعا في حماية عروشهم وانظمتهم التي اصبحت مهددة من شعوبهم بسبب ظلمهم واستبدادهم ولكن الأحداث تؤكد أن العملاء لا مكان لهم إلا مزبلة التاريخ وأنهم سوف يكونوا ضحايا للأطراف التي استخدمتهم لتحقيق مصالحها ثم تضحي بهم عندما يحققون مصالحهم ولعل درس شاه إيران خير شاهد على ذلك فبعد أن كان كلب الحراسة الذي يحرس مصالح الولايات المتحدة تخلصت منه بعد قيام الثورة الإيرانية بل ورفضت استقباله للعلاج في أراضيها وإذا كانت الأنظمة العربية العميلة مسئولة عما وصل إليه العالم العربي الآن وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإن المسئولية الأكبر تقع على الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية التي استمرت في التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني بل وصل الأمر إلى إدانة العمليات الاستشهادية التي يقوم بها الشباب الفلسطيني البطل الذي رفض الخنوع والاستسلام وكان يجب على السلطة أن تؤيد تلك العمليات لأنه حق مشروع للشعب الفلسطيني طبقا لميثاق الأمم المتحدة وأن تعد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية للمقاومة بدلا من نهج السلام الذي انتهجته والذي لم يحقق شيئا سوى إعطاء مزيد من الوقت للمحتل الصهيوني لمواصلة سياسة الاستيطان لالتهام ما تبقى من الأراضي الفلسطينية أما الفصائل الأخرى وعلى رأسها حركة حماس فهي تتحمل المسئولية أيضا في استمرار حالة الانقسام التي لا تخدم سوى العدو الصهيوني وأرى أن القضية الفلسطينية في وضع حرج يهدد بوضعها في ملفات النسيان بعد أن تراجع الاهتمام الدولي والعربي بها بعد أن انشغلت كل دولة بمشاكلها الذاتية ، ومن منطلق حرصي على القضية الفلسطينية التي عشت من أجلها وكرست لها عمري و حياتي فأنني أوجه نداء إلى السلطة الفلسطينية بأن يجنبوا مصالحهم الذاتية من أجل قضية فلسطين لأن الوقت ليس في صالحنا خاصة في ظل سياسة الاستيطان التي تبتلع كل يوم مزيد من الأراضي والتي تهدد بتكرار مأساة 48 فهل نستوعب درس النكسة قبل ان يضيع كل شيئ وعندئذ لن ينفع الندم ولن تجدي الدموع .

​ الكاتب الصحفي د/ مصطفى عمارة
​مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بلندن

إرسال التعليق