في ظل المفاجئات التي أفرزتها الإنتخابات النيابية اللبنانية مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل اللبناني في حوار خاص للزمان
– القانون الذي أجريت عليه الإنتخابات اللبنانية يعد الأسوأ في تاريخ قوانين الانتخاب في لبنان .
– حزب الله لم يتمكن من تشريع سلاحه بالقانون ليبقى وضعه موضع جدل سياسي في لبنان .
أفرزت الإنتخابات النيابية اللبنانية التي أجريت مؤخرا عن عدد من المفاجآت فبعد اعتذار سعد الحريري عن خوض تلك الإنتخابات كما تم كسر الأكثرية التي كان يملكها حزب الله مع أتباع النظام السوري وفي ظل الانقسامات التي شهدتها القوى السياسية التي خاضت تلك الإنتخابات أدلى السيد مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل اللبناني بحوار خاص للزمان تناول فيه وجهة نظره عن تلك الإنتخابات وتأثيرها على الساحة اللبنانية وفيما يلي نص الحوار :-
1- ما هو تقييمك للإنتخابات البرلمانية اللبنانية من ناحية القاعدة الدستورية التي أقيمت عليها والنتائج التي تمخضت عنها ؟
إن القانون الذي اجريت عليه الانتخابات يعد الأسوأ في تاريخ قوانين الانتخاب في لبنان لكونه يكرس نوعا من الفصل المذهبي الطائفي ويفصل البلد مناطقيا على هذا الأساس ولكنه بالنهاية قانون وجرت الانتخابات وأفضت إلى كسر الأكثرية التي كان يملكها حزب الله مع أتباع النظام السوري في لبنان فخسر تقريبا كل نواب المسماة ودائع النظام السوري كما تضاءلت كتلة نواب التيار الوطني الحر المتعاون مع حزب الله. لكن، بالمقابل، فقد أفرزت هذه الانتخابات تشرذما في الكتل من الناحية السياسية وبالتالي سيكون العجز عن إنتاج حلول أو حسم الأمور السياسية والاقتصادية وعلى الأرجح عدم القدرة على تأليف حكومة جديدة أو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. بالتالي فإن الأمور ستذهب إلى المزيد من التهور المالي والاقتصادي والاجتماعي.
2- ما هو تفسيركم للأسباب التي أدت إلى تراجع حزب الله في تلك الإنتخابات وحصول حزب القوات على الأكثرية ؟
لم يتراجع حزب الله ككتلة شيعية متحالفة مع نبيه بري لكن حليفه جبران باسيل خسر عددا من مقاعد تياره وأصبحت كتلة القوات اللبنانية في موقع المنافسة الحادة مع التيار الوطني الحر. السبب المنطقي هو الفشل الواضح لجبران باسيل في تحقيق أي من وعوده الإنمائية وتدهور الوضع بشكل فاضح كما تضاءلت ثقة معظم المسيحيين بجدوى التحالف مع حزب الله. لكن وبالرغم من ذلك فما زال حول باسيل جزء مهم من المسيحيين المأخوذين به ومن هم على عداوة تاريخية مع سمير جعجع.
3- وهل تتوقع تأثير تلك الإنتخابات على وضعية حزب الله على الساحة اللبنانية وخاصة فيما يتعلق بقضية سلاح حزب الله وكذلك على وضعية التيار السني الذي أفتقد مرجعياته ؟
لن يتغير شيء مع سلاح حزب الله بحكم التهديد باستعمال القوة المستمر لدى الحزب لكنه لن يتمكن من تشريع سلاحه بالقانون ليبقى وضعه موضع جدل سياسي في لبنان لكن بموضوعية فإن حل هذا السلاح مسالة إقليمية مرتبطة بمدى التفاهم أو الصدام مع إيران. أما بالنسبة للجمهور السني فهو الآن في طور البحث عن قيادة جديدة لا تبدو حتى الآن واضحة المعالم إذ ليس بين الناجحين في الانتخابات من له الخامة المناسبة للزعامة. علينا أذا الانتظار إلى حين تبلور الأمور فيما هو آتـ.
4- في ظل التحالفات التي افرزتها تلك الإنتخابات ، ما هي توقعاتكم لشكل الحكومة اللبنانية الجديدة ؟
لا يوجد الآن أي مؤشر واضح على إمكانية تأليف حكومة جديدة مع أن الشخصية الأكثر احتمالا للتكليف هو الرئيس نجيب ميقاتي. لكن كل المؤشرات تؤكد التباعد بين الكتل الأساسية في موقفها من شكل ومهام الحكومة.
5- وما تأثير تلك الإنتخابات على الإنتخابات الرئاسية وعلى اختيار رئيس الجمهورية القادم ؟
أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية فمن الواضح أن خسارة جبران باسيل عدد من مقاعد حزبه في البرلمان ستضعه في موضع حرج بالنسبة للترشح لرئاسة الجمهورية، لكن تاريخ التعطيل المشهور في لبنان قد يضع هذا الموقع في موضع الفراغ للعجز عن اختيار رئيس جديد بظل موازين القوى الحالية.
6- مع بدء إعادة الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية لعلاقاتها مع لبنان ، هل تتوقعون أن يتجاوز لبنان أزمته الإقتصادية الطاحنة ؟
ما زال من المبكر توقع ما سيحدث بصد عودة السعودية ودول الخليج إلى لبنان، فالوضع السياسي ما زال كما كان وبقيت أسباب الغضب السعودي بسبب سياسات حزب الله المدمرة قائما ولا يوجد مؤشر إلى تغير الحال. لكن ما ننتظره هو نوع من ترشيد المساعدات بحيث تصل مباشرة إلى من هم بحاجة لها دون أن تصل بعضها للحزب من خلال الدولة.
7- في النهاية ما هي رؤيتكم لخروج لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية؟ وهل أنتم متفائلون بالمستقبل ؟
للأسف لا يبدو أن الخروج من الأزمة قاب قوسين، بالملفات الكبرى تبقى عالقة وتبقى العقد المزمنة من دون حل في المدى المنظور مما يعني المزيد من التأزم والعجز إلى حين تحصل تسويات كبرى على مستوى المنطقة. لكن بانتظار ذلك فقد تتحول البلاد إلى جهنم أمنية فوق الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق