عقب مؤتمر دار الافتاء
حول استثمار الخلاف الفقهي فى نشر التسامح الديني
د/ إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية فى حوار خاص
** اتخذنا إجراءات لتفعيل وثيقة التسامح الفقهي من خلال تقديم نماذج إفتائية يتم من خلالها الاستفادة من مذاهب الفقه جميعا .
** دار الإفتاء لعبت دورا كبيرا فى تطوير الخطاب الديني من خلال إطلاق 200 ساعة صوتية ومرئية وتقديم نماذج واقعية مع تقديم البدائل .
شهدت القاهرة مؤخرا انعقاد مؤتمر حول كيفية إدارة الخلاف الفقهي صالح المسلمين بمشاركة علماء 85 دولة حيث صدرت فى نهاية المؤتمر وثيقة التسامح الفقهي والذي وضع ألية تنظيم الخلاف الفقهي فى تحقيق الصالح العام للأمة الإسلامية وعقب نهاية المؤتمر كان لنا هذا الحوار مع د/ إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم
. – عقب انتهاء مؤتمر إدارة الخلاف الفقهي صدرت وثيقة التسامح الفقهي والتي تجدد سبل إدارة الخلاف الفقهي فما هي الإجراءات التي اتخذت لتفعيل تلك الوثيقة ؟
عقب إنتهاء المؤتمر بدأت الأمانة العامة فى جمع كلمات المعنيين بالإفتاء فى العالم وترشيد الخلاف الفقهي واستثماره عن طريق تنفيذ برامج وبروتوكولات تعاون عبر رحلات د/ شوقي علام مفتي الجمهورية الى دول العالم كما سيتم تقديم نماذج إفتائية يتم فيها الاستفادة من مذاهب الفقه جميعا كتجربة رائدة يجب استثمارها والإفادة منها واستكمال موسوعات إعلام المفتيين الذين حققوا معايير الوسطية الإفتائية من المذاهب المختلفة وإخراج موسوعة للقائمين بالإفتاء تشتمل على أراء المعنيين بالإفتاء ولو من غير المسلمين وطرق الاستفادة من جهدهم كما سيتم تدشين قاعدة أبحاث الفقه المقارن فى ثوبه الجديد لتيسر على الباحثين وطلاب الدراسات العليا إضافة الى تدشين مرصد تجارب الحوار المذهبي للتيسير على طلاب الدراسات العليا فى الدراسات الشرعية والاجتماعية والانسانية لتقديم تجارب الحوار المذهبي
– وهل تم تفعيل حزمة من المشروعات الإفتائية الاستراتيجية والتي أطلقتها الأمانة العامة فى العام الماضي ؟
بالفعل شرعنا فى تفعيل مشروع ميثاق عالم الفتوى والذي تم اطلاقه فى العام الماضي من خلال اطلاق مدونة شاملة لأخلاقيات الإفتاء مترجمة الى عدة لفات نظرا لحالة الفوضى التي أصيبت بها الساحة الإفتائية وسيتم تقديم هذا الميثاق للهيئات والمنظمات المعنية بأمر الإفتاء فى العالم ليكون معين ومرشد للتعامل الرشيد مع الفتاوي العالمية للاستعانة به فى وضع القوانين التي تحد من ظاهرة فوضى الفتوى وتجعل الفتوى أداة للتنمية والاستقرار كذلك أطلقنا المؤشر العالمي للفتوى وهو أول مؤشر من نوعه تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية للأمانة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم ويهدف المؤشر لتبيين حالة الفتوى فى كل دائرة جغرافية للمساهمة فى تجديد الفتوى من خلال الوصول الى مجموعة من الأليات الضابطة للعملية الإفتائية والترمومتر الذي يعيد الفتاوي غير المنضبطة الى مسارها الصحيح وفى إطار مشروع الخطاب الديني دشنا أيضا منصة هدايا والتي تعمل على تحويل الردود العلمية المنتهية الى صور وبرامج الكترونية متقنة تناسب ثقافة العصر هذا الى جانب تدشين وحدة الرسوم المتحركة التي تهدف الى المساهمة فى تجديد الخطاب الديني من خلال فيديوهات ترد على دعاة التطرف
. – وما مدى نجاح مرصد الفتاوي التكفيرية فى رصد التكفيرية والرد عليها ؟
المرصد قام بجهود ملموسة لرصد الفتاوي التكفيرية حيث قدم المرصد أكثر من 170 تقرير ودراسة علمية للرد على إدعاءات المتطرفين وأسانيدهم الباطلة وتوضيح كافة المسائل والقضايا التي توظفها جماعات العنف للنيل من وحدة المسلمين وقد أصدر مرصد الإفتاء مؤخرا نشره من ضمن نشراته ودراساته الدورية والتي تهتم بقضايا الإرهاب وخطاباته العنيفة المتطرفة وخرائط انتشاره ورصد العمليات الإرهابية مع تحديد خريطة الجماعات الأكثر تنفيذا للعمليات الإرهابية وفى مواجهة تلك الأفكار المتطرفة أصدرنا نشرات لنشر الصورة الصحيحة والوسطية للإسلام والعمل على تصحيح المفاهيم التي شوهتها وحرفتها التنظيمات المتطرفة وتفكيك فكر هذه التنظيمات وبيان حقيقة الجهاد فى الإسلام وأركانه وشروطه
– وماهى خطة دار الإفتاء لتجديد الخطاب الديني ؟
قضية تطوير الخطاب الديني ليست وليدة اليوم بل أشار إليها رسولنا الكريم عندما قال أن الله سوف يبعث كل 100 عام من يجدد أمر ديننا والتجديد مأمور به شرعا لمواكبة التغيرات فى العصر واختلاف الزمان والمكان فى بناء الأحكام وفى محاولة لمواجهة فوضى الفتاوي أصدرت دار الإفتاء خلال مؤتمرها العالمي فى اكتوبر الماضي أول مؤشر من نوعه فى هذا المجال تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم إضافة الى المنصة الالكترونية التابعة للأمانة والتي تتضمن 200 ساعة صوتية ومرئية بهدف المشاركة الفعالة فى تجديد الخطاب الديني وذلك عبر تقديم نماذج واقعية فى التجديد والتطوير مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية وكذلك المنهج الوسطي باعتباره خط الدفاع الأول عند الإسلام الصحيح كما دشنت الدار وحدة الرسوم المتحركة التي تقوم على عرض الأفكار المغلوطة التي ترددها الجماعات التكفيرية والرد عليها بطريقة ميسرة
– فى النهاية كيف ترى القانون الجديد الخاص بتنظيم الفتوى ؟
هذا القانون الجديد الخاص بتنظيم الفتوى سوف يسهم الى حد كبير فى تنظيم الفتوى فى مصر كما سيكون رادعا لغير المتخصصين ومنظما لأمر الفتوى وحصرها فى أهل الاختصاص ولكن يجب أن يكون مع القانون توعية مجتمعية وتثقيف للناس حول أهمية الفتوى وخطورتها وخطورة أخذها من غير المتخصصين لأن ذلك سوف يحدث بلبلة فى المجتمع .
حاوره / مصطفى عماره
إرسال التعليق