اجتماع في الجمعية الوطنية الفرنسية بحضور السيدة مريم رجوي بعنوان
«إيران: القمع وإشعال الحروب وضرورة تعامل جديد»
عقد اجتماع في مبنى الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان الفرنسي) بباريس يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2019 بهدف النقاش حول ممارسات ولاية الفقيه داخل إيران وخارجها، وذلك بحضور السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من المقاومة الإيرانية وبمشاركة نواب البرلمان الفرنسي السادة والسيدات أعضاء اللجنة البرلمانية من أجل إيران ديمقراطية.
وخاطبت السيدة رجوي في كلمتها أعضاء البرلمان الفرنسي وعبّرت عن تقديرها وشكرها للجهود القيمة التي يبذلها نواب الشعب الفرنسي ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وفي تأييد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
وأكّدت السيدة رجوي في كلمتها على أن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران كان لها السبق والرقم القياسي في الإعدامات السياسية طوال أربعة عقود، وعرضت الوثيقة الدامغة التي تم نشرها مؤخرا حول مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988، وشدّدت أن المتورّطين والمنفّذين لهذه المجزرة يحتّلون أعلى المناصب في نظام الملالي كرئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي الذي كان عضو لجنة الموت في طهران وعلي رضا آوائي وزير العدل الحالي ومصطفى بور محمد وزير العدل السابق في حكومة روحاني اللذين كانا أيضا عضوين في لجان الموت في طهران وخوزستان.
وأضافت السيدة رجوي قائلة: «لقد نفذ هذا النظام أكبر عدد إعدام النساء في العالم ومارس أبشع أعمال التعذيب ضد النساء. وتقبع الآن عدد كبير من النساء في السجون بسبب نشاطاتهن ومعتقداتهن.»
وأشارت إلى دور هذا النظام التخريبي في المنطقة بقولها: «هذا النظام هو السبب الرئيسي لزعزعة الاستقرار وإشعال الحروب في المنطقة. عناصر حرس هذا النظام والميليشيات التابعة له يرتكبون مجازر في العراق وسوريا ولبنان واليمن. ويستخدم النظام برنامجه الصاروخي لتهديد الدول الجارة. كما يحتجز رهائن لفرض سياساته، ويستخدم سفاراته ودبلوماسييه لأهداف إرهابية واغتيالات وللتفجيرات في أمريكا وأوروبا وفي فرنسا بشكل خاص».
وانتقدت السيدة رجوي سياسة المهادنة مع نظام ولاية الفقيه وقالت: «مع الأسف التزم العالم الصمت حيال جرائم هذا النظام داخل إيران. كما أن كل الجهود الأوروبية ومبادرات رئيس جمهورية فرنسا لنزع فتيل التوتر فشلت، ويواصل النظام هجماته على ناقلات النفط في المياه الدولية والمنشآت النفطية في الدول الجارة.»
وخصلت السيدة رجوي التطورات الأخيرة في ثلاثة محاور:
– هذا النظام لا يقبل تغيير السلوك أبدًا وأن تغيير السلوك بالنسبة له معناه تغيير النظام.
– هذا النظام غير قادر على التخلي عن تأجيج نيران الحروب وعن مشاريعه الصاروخية والنووية.
– إذا لم يكن هناك تبني سياسة حازمة، فهذا النظام يتشجع لمزيد من التوترات والأزمات.
إذن، ما هو الحل؟
والحل يكمن في التعاضد مع الشعب الإيراني لإسقاط هذا النظام.
وفي ختام كلمتها خاطبت نواب الشعب الفرنسي وشدّدت:
«هناك بديل ديمقراطي قادرعلى إقامة جمهورية ديمقراطية تعددية مبنية على مبادئ فصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل والحكم الذاتي للأقليات الإثنية وتحقيق إيران غير نووية.
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قادرعلى نقل السلطة بهدوء إلى ممثلين منتخبين للشعب الإيراني. الشعب الإيراني والمقاومة ومعاقل الانتفاضة مستعدون لتحقيق هذه المهمة، نتمنى أن تقف السياسة الأوروبية والفرنسية بجانب الشعب الإيراني ومطالبه المشروعة. »
وشرح عضو البرلمان الفرنسي السيد آندريه شاسين التطورات في إيران بعد الاتفاق النووي وقالت منذ ذلك الحين وإيران تغلي بالاحتجاجات الشعبية، ولايجد نظام الملالي حلّا لهذا السخط الشعبي سوى تصعيد القمع. وأضاف أن الطريق الوحيد هو دعم الشعب الإيراني في التصدى لانتهاكات النظام لحقوق الإنسان. وأكد أن من السذاجة بمكان المحاولات لتعديل سكوك نظام ولاية الفقيه، فيجب التركيز على البديل المنظّم الذي تقوده السيدة مريم رجوي لإقامة مجتمع حرّ وديمقراطي في إيران.
وتحدّثت السيدة ميشيل دو فو كولور نائبة البرلمان ورئيسة اللجنة البرلمانية من أجل إيران ديمقراطية وأكدت أن هذه اللجنة قامت بتنفيذ مهمّتها في انتباه البرلمانيين الفرنسيين والرأي العام الفرنسي إلى قضية حقوق الإنسان وحقوق المرأة في إيران، وتطرّقت إلى التطورات التي حدثت خلال الفترة الأخيرة في إيران بانتهاكات حقوق الإنسان خاصة في مجال قمع النساء.
وأشارت في حديثها إلى الزيارة التي قامت بها مع زميلها السيد هيرفي سوليجاك إلى أشرف الثالث معقل حركة مجاهدي خلق في ألبانيا، عند ما استقبل مجاهدوخلق في مدينتهم أكثر من 350 شخصية سياسية وبرلمانية من 47 دولة خلال الصيف الماضي، وقالت أن هذه المدينة وسكانها هم مصدر أمل للإيرانيين للتحرير من نير ولاية الفقيه.
من جانبه شدّد النائب فيليب جوسلين الرئيس المشترك للجنة البرلمانية من أجل إيران ديمقراطية على الفهم الذي عرضته السيدة رجوي حول طبيعة النظام الإيراني وقال: النظام الإيراني غير مستعدّ لقبول تغييرسلوكه في المنطقة ولا مع مواطنيه، وذلك بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الاتحاد الأوربي وخاصة فرنسا ورئيس جمهورية فرنسا.
وأشار السيد جوسلين إلى المؤامرة التي دبّرها نظام الكهنوتي الحاكم في إيران لتفجير المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس عام 2018، والتي أدّت إلى طرد دبلوماسي تابع للنظام في فرنسا، ودبلوماسي آخر لا يزال مسجوناً في بلجيكا بانتظار المحاكمة.
وأشاد السيد جوسلين بمشروع السيدة رجوي المكوّمن من عشر موادّ بشأن إيران المستقبل من أجل الحرية والديمقراطية في إيران والسلام والهدوء في المنطقة والعالم.
كذلك تحدّث في الاجتماع النائب يانيك فاوانس عضو لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي ونائب رئيس اللجنة البرلمانية من أجل إيران ديمقراطية، وشرح الأعمال الهدّامة التي يقوم بها الفاشية الدينية في إيران في مختلف بلدان المنطقة والتي تعدّ السبب لزعزعة الاستقرار في هذه البلدان. وفي الختام أكّد السيد فاوانس بأن الحلّ للقضية الإيرانية لايمكن إلا أن يأتي من الإيرانيين أنفسهم، كما قالت السيدة مريم رجوي مرات ومرات. الحرب الخارجية والمفاوضات من دون نهاية تؤدي إلى مزيد من العدوان والتهديدات. فيجب علينا أن نفكر في التغيير ودعم تغيير النظام بيد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
إرسال التعليق