أكاديميون وإعلاميون خلال ندوة إلكترونية نظمتها اللجنة الإعلامية لمؤتمر “قضايا المرأة المعاصرة يدعون لإجراء بحوث علمية تعالج مشكلات المرأة العربية وتضمن حقها في صنع القرار
القاهرة مصطفى عماره
دعا أكاديميون وإعلاميون عرب إلى ضرورة إجراء دراسات علمية رصينة تتناول موضوعات ومشكلات المرأة في العالم العربي، تقدم حلولاً عملية تعمل على حماية المرأة وضمان حقوقها التي كفلها الإسلام والقوانين والمعاهدات الدولية.
وشدد هؤلاء خلال ندوة إلكترونية نظمتها اللجنة الإعلامية لمؤتمر “قضايا المرأة المعاصرة لدى المجددين.. التحديات وآليات المعالجة”، مساء أمس الخميس، على أهمية البحث عن حلول حقيقية للمشاكل الاجتماعية والتربوية والاقتصادية الأكثر إلحاحاً في بعض الدول العربية، والتي يتصدرها ارتفاع نسب الطلاق في دول عربية، والتفكك الأسري الناجم عن الضعف الاقتصادي في دول أخرى، والانهيار الأخلاقي الناجم عن الضعف التربوي.
وأكد المتحدثون، أن التغيير الاجتماعي في المجتمع العربي ورفع الوعي بموضوع المرأة وحقوقها، لا يتحقق ما لم تأت قوة التغيير من داخل المجتمعات العربية على شكل بحوث علمية تقدم توصياتها الدقيقة، ويدعمها المدافعون عن المرأة وصولاً إلى بناء سياسات عربية تمنح المرأة حقوقها كاملة بعيداً عن الشعارات أو المناسبات الاحتفائية.
واستعرض المتحدثون في الندوة أشكال التغطية الإعلامية لفعاليات المؤتمر الدولي، وأساليب المعالجة الإعلامية لموضوعاته، وصولاً إلى تفعيل قضايا المرأة في الإعلام العربي بما يحقق أهداف المؤتمر في ترسيخ دور المرأة في تحقيق الأمن الفكري والمجتمعي في العالم العربي.
ومن المرتقب تنظيم مؤتمر “المرأة المعاصرة” في مدينة فاس المغربية ما بين 7-8 سبتمبر/ أيلول المقبل، من قبل اتحاد الجامعات الأفروآسيوية بالتعاون مع جامعة محمد الخامس في الرباط واتحاد قيادات المرأة العربية ومجموعة أكوا للتكنولوجية والتعليم، وعدد من الشركاء الإستراتيجيين.
رؤى مستقبلية.
ودعا الأستاذ الدكتور عبد الكريم الوزان رئيس اللجنة الإعلامية في اتحاد الجامعات الأفروآسيوية، الباحثين والباحثات من كل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمؤسسات البحثية والإعلامية، إلى ضرورة التصدي لموضوعات المرأة العربية، بتناول الموضوعات الأكثر إلحاحاً في كل قطر عربي أو تناول مشكلة تشترك فيها عدة أقطاع عربية.
وقال الوزان، إن المؤتمر الدولي المتعلق بالمرأة المعاصرة يتطرق في محاوره الخمسة إلى موضوعات المرأة سابقاً وحاضراً وصولاً لتقديم رؤى مستقبلية تنهض بواقع المرأة العربية، وذلك من خلال بناء إستراتيجيات حقيقية تضع المرأة العربية في مكانها الصحيح.
وذكرت رئيس اللجنة الإعلامية الدكتورة ماجدة محمود، أن المؤتمر الدولي بالعاصمة المغربية، سيتناول قضايا المرأة ومشاكلها وآليات معالجتها عبر خمسة محاور؛ الأول سيتناول مكانة المرأة في الإسلامية بين التنظير وإشكالية التفعيل والتأصيل، والثاني دور المرأة في تحقيق الأمن الفكري والمجتمعي.
وسيستعرض المحور الثالث استراتيجيات التصدي لقضايا المرأة المصطنعة ودوافعها وغياتها وطرق معالجتها عمليا، ويبحث الرابع كتابات المجددين المعاصرين عن المرأة.
ويتطرق المحور الخامس لدور الإعلام في تسليط الضوء على قضايا المرأة وطرق معالجتها، ودوره في تغيير هوية المرأة وثقافتها.
ودعت محمود إلى تقديم بحوث علمية رصينة تقدم حلولاً حقيقية لمشاكل المجتمع العربي لضمان بناء مجتمع عربي آمن ومستقر لأجيال المستقبل، محذرة من خطورة عدم التصدي العلمي الموضوعي لظواهر اجتماعية واقتصادية تبعث على القلق في العالم العربي.
وأشارت أن المطلوب من الباحثين والأكاديميين المساهمة في تقديم حلول وعلاجات ضرورية لضمان تحقيق تنمية اقتصادية ووأمن اجتماعي واستقرار سياسي في دول المنطقة، مؤكدة أن البحوث العلمية الموضوعية تمتلك القدرة على تقديم الحلول لصناع القرار.
واستدركت، إن تقديم بحوث علمية تخرج بنتائج واقعية وتقدم توصيات دقيقة يجب أن لا تكون نهاية المطاف، وإنما يترتب علينا التقدم باتجاه تشكيل لوبيات نواتها الجامعات والاكاديميات والمؤسسات والإعلاميين، تضغط على صناع القرار لترجمة توصيات البحوث العلمية على الأرض، لضمان تنفيذ ما نطالب تحقيقه منذ سنوات.
من جهتها ألقت الشاعرة المغربية مليكة طالب، قصيدة شعر تناولت فيها واقع المرأة في البلدان العربية، وما تواجهه المرأة من مشكلات خصوصا في البلدان التي تعاني من تأثير الصراعات والخلافات.
بدورها شددت الأستاذة الدكتورة حنان صبحي عبدالله عبيد مدير العلاقات الدولية الخارجية بمركز لندن للبحوث، على ضرورة اخضاع بحوث مؤتمر المرأة للتحكيم العلمي الدقيق لضمانة خروج المؤتمر بنتائج واقعة وتوصيات تلامس مشكلات المرأة العربية.
وتطرقت الدكتورة زينب خفاجي أستاذ الأدب العربي في الجامعة المستنصرية بالعراق إلى تأثير الصراعات الداخلية في بلدات عربية على واقع المرأة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها نتيجة تلك الصراعات.
ودعت إلى أهمية جمع أراء المرأة العربية العاملة والتعرف إلى التحديات التي تواجههن والطموحات التي يتطلعون لتحقيقها.
وأكدت خفاجي ضرورة أن تقدم المؤتمرات العلمية الحلول للمشاكل في العالم العربي، وأن تحرص على الابتعاد عن لغة الشعارات، وذلك بتكوين لجنة تراقب تطبيق الحلول المقدمة.
من ناحيته، أوصى الدكتور عقيل الخفاجي عضو اللجنة الإعلامية للمؤتمر بتوسيع قاعدة التبادل العلمي والبحثي بين المراكز البحثية والمؤسسات الأكاديمية كافة، لتحقيق الفائدة من المؤتمرات العلمية بغية الوصول بالنتائج والتوصيات العلمية لأكبر قاعدة ممكن من الجامعات والمراكز البحوث.
ودعت أستاذ النظريات الاجتماعية بكلية التربية في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية الأستاذة الدكتورة سهير صفوت، إلى أهمية وصول المؤتمرات العلمية لكل الأكاديميين والباحثين في مختلف الدول العربية لتحقيق أوسع مشاركة بحثية.
ولفتت صفوت، إلى ضرورة العمل على توفير الدعم الحقيقي للباحثين العرب والمشاركين في المؤتمرات العلمية، ليكون لتلك المؤتمرات موقعاً مهما لدى صناع القرار.
فيما دعت أستاذ الاتصال المرئي في كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية الدكتورة نهاد محمد حسن، لاستثمار الإعلام الرقمي لسرعته وقوة تأثيره في الملتقي، لضمان تحقيق نتائج المؤتمرات العلمية، منوهاً إلى أهمية حشد أكبر مشاركة للأكاديميين والإعلاميين للمشاركة في المؤتمرات العلمية للوصول إلى نتائج قابلة للتطبيق.
يذكر أن اتحاد الجامعات الأفروآسيوية، سينظم في المغرب أيضاً مؤتمر “الإعلام الجديد ودوره في الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية” قبيل أيام من انطلاق مؤتمر المرأة المعاصرة.
وفي ختام الندوة أثنى الوزان ومحمود على العمل المتواصل لإدارة المؤتمر، وعلى جهود أعضاء لجان المؤتمر من أجل إنجاح فعالياته وتحقيق أهدافه، وشكر الوزان ومحمود، رئيس مؤتمر المرأة المعاصرة الأستاذ الدكتور محمد الغاشي رئيس جامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية، والأستاذ الدكتور مختار أحمد رئيس اتحاد الجامعات، والمدير التنفيذي للاتحاد الأستاذ الدكتور أشرف الدرفيلي، ومنسق المؤتمرات بالاتحاد الدكتور محمد عبد العزيز -مدير مركز لندن للبحوث والاستشارات- على جهودهم لإثراء البحث العلمي عبر العديد من المؤتمرات الدولية.
إرسال التعليق