مريم رجوي : بقاء نظام الملالي يهدد استقرار المنطقة
كتب مصطفى عماره
حذرت رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الايرانية مريم رجوي من استمرار التوتر ومعيقات التنمية السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الاوسط اذا لم تتم ازالة العقبات التي تعترض تغيير نظام الولي الفقيه والقضاء على مركز الارهاب والتطرف.
https://youtu.be/yTwM4caxfSs
وتطرقت رجوي خلال اجتماع مع مجموعة من الشخصيات السياسية والدولية لعدد من المتغيرات على صعيدي المعارضة والنظام في الداخل الايراني.
وفي هذا السياق اشارت الى اعلان خمسة آلاف من أعضاء “وحدات المقاومة” داخل إيران استعدادهم لإسقاط نظام الملالي مؤكدين على امكانية ووجوب تغيير النظام الديني الاستبدادي.
ووصفت هذا التطور بانه خطوة كبيرة في استراتيجية المقاومة الإيرانية التي تقضي بتشكيل قوة منظمة من شباب الانتفاضة تتمكن عبر اندماجها مع الانتفاضات الجماهيرية من إزاحة النظام.
ولدى حديثها عن متغيرات حاسمة في المشهد الإيراني، اكدت تحرك المجتمع على خط إسقاط الملالي، مشيرة الى الاوضاع الحرجة التي يمر بها النظام، ومواجهة خامنئي مأزق التساقط والانهيارات في صفوف قوات الحرس.
واضافت الرئيسة رجوي انه خلال الأسابيع الأخيرة تمت اقالة عدد من كبار قادة قوات الحرس بينهم قائد الحماية الخاصة لخامنئي ورئيس استخبارات قوات الحرس.
واستطردت قائلة انه يمكن رؤية ضعف النظام بوضوح في استمرار الحركات الاحتجاجية، انتشار شبكة المقاومة وعملياتها في داخل إيران، وعجز الملالي عن معالجة المعضلات الاقتصادية والاجتماعية، والتساقط والانهيارات في صفوف قوات الحرس، والاستمرار في مسرحية الإصلاحات المزّيفة، ونتيجة لهذه الاوضاع قالت رجوي ان النظام لم يكن بحاجة لمهادنة الغرب كما هو الحال اليوم، وعندما يتحدث بخطاب معاد للغرب، يفعل ذلك للحصول على امتيازات امنية وسياسية ومالية .
وانتقدت سیاسة الاسترضاء التي اتبعها الغرب مع نظام الملالي خلال العقود الثلاثة الماضية، مشيرة الى ان الصفقة الأخيرة التي جرت بين الحكومة البلجيكية و الملالي لتسليم الدبلوماسي الإرهابي اسد الله اسدي رغم إدانته من قبل القضاء البلجيكي مثال على هذه السياسة.
وعند تعرضها لمشروع الملالي النووي قالت ان موعد اقتراب الملالي التدريجي من صنع القنبلة الذرية نفس تاريخ إعطاء الحوافز للنظام، مشيرة الى عدم تحريك الحكومات الغربية ساكنا خلال العامين الماضيين، مما اتاح للنظام استغلال الفرصة للوصول إلی القنبلة.
وتوقفت عند غض الحكومات الغربية الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، مشيرة الى انه خلال انتفاضة نوفمبر 2019، قتلت قوات الحرس ما لا يقل عن 1500 شاب بأوامر مباشرة وعلنیة من خامنئي، وظلّ العالم الغربي صامتًا حيال ذلك.
واعادت رجوي الى الاذهان الصمت الكارثي الذي التزم به الغرب حیال المجزرة التي راح ضحيتها ثلاثین ألف سجين سياسي في عام 1988، رغم كشف المقاومة الإيرانية عن معلومات حول ما كان یجري في سجون النظام.
وقالت رجوي “أذكر هنا فقرة واحدة فقط من تلك المعلومات، يوجد حاليًا 5370 شخصًا محكوم عليهم بالإعدام والقصاص في سجون النظام، كما حُكم على 51 شخصًا بالرجم وحُكم على 60 مراهقًا دون سن 18 عامًا بالإعدام” متسائلة عما اذا كان التغاضي عن هذه الفظائع الوحشية جدير بالبشر في القرن الحاضر.
وشددت على ثقة الملالي بمهادنة الغرب لدرجة أنهم زرعوا عددًا كبيرًا من عملاء وزارة المخابرات وقوة القدس الإرهابية في أوروبا وأمريكا کخلايا نائمة لاستخدامهم وقت الضرورة.
واضافت ان هناك کما هائلا من التقارير الاستخباراتية التي تفید بأن النظام الإيراني يشتري المعدّات اللازمة لبرنامجه النووي من الأسواق الأوروبية وکذلك وسائل قمع الشعب الإيراني.
وطالبت في كلمتها بوقف مساعدة الملالي لمنع سقوطهم و التخلي عن السياسة التي حالت دون التغيير الديمقراطي في إيران على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وذكرت ان الحلقة المفقودة في سياسات الحكومات الغربية إهمال الشعب الإيراني وخاصة مقاومته المنظمة، وهي السیاسة التي كانت في خدمة نظام الملالي، مؤكدة على ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ومطالبه، الامر الذي يصب في صالح السلام والأمن لكل العالم.
وطالبت باتخاذ اجراءات محددة تتمثل في وضع وزارة المخابرات وقوات الحرس الإيراني على قائمة الإرهاب، طرد عملاء المخابرات وقوات الحرس الإيراني من الأراضي الأوروبية وسحب اللجوء والمواطنة منهم، إحالة ملفّات الإرهاب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية من قبل النظام الإيراني إلى مجلس الأمن، ملاحقة خامنئي ورئيسي وغيرهما من قادة النظام، اشتراط العلاقات السياسية والاقتصادية مع النظام بوقف تنفيذ الإرهاب وتصديره، والاعتراف بکفاح وحدات المقاومة ضدّ قوات الحرس الإرهابیة من أجل إسقاط الاستبداد الدیني.
واعادت الى الاذهان قول قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي بان إسقاط وتغيير النظام “من واجبنا وعملنا وعلى عاتقنا وعاتق أبناء شعبنا والطلائع الثورية للشعب” مشددة على ايمان المقاومة الإيرانية والبديل الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة بجمهورية ديمقراطية، المساواة بين المرأة والرجل، فصل الدين عن الدولة، واحترام الاستقلال والسيادة الوطنية والتعايش السلمي مع دول الجوار وكل العالم.
إرسال التعليق