أحمد عبد الصبور : الفن هو علم إسعاد البشرية ، وتاريخ الفن هو تاريخ الشعوب وتاريخ الإنسانية
مروة السوري
إستضافت قناة مصر الزراعية المؤرخ والناقد الفني د. أحمد عبد الصبور في حلقة مميزة مع الإعلامية ” ديما هاني ” في برنامج ” نهار جديد “ بعنوان ” تاريخ الفن ما بين الماضي والحاضر ” .
حيث يعد الفن لمحة مهمة عن التاريخ لأنه غالباً ما يكون أحد الأشياء القليلة التي يجب أن تبقى على قيد الحياة … فالفن يمكن أن يروي لنا القصص ، ويربط بين الحالة المزاجية والمعتقدات لعصر ما ، ويسمح لنا بالتواصل مع الأشخاص الذين سبقونا …
وقد تطرقت الحلقة عن إستكشاف الفن منذ العصور القديمة إلى المعاصرة وحتى عصرنا الحديث ، وكذلك دار الحوار عن الفن وأثره في الماضي وتأثيره على المستقبل ، وكيف تطور الفن عبر التاريخ ؟ ، وأنواع الفنون وأشكالها ، وأهمية دراسة تاريخ الفن ، و دور الدولة والمؤسسات المختصة في نشر الفن – القوى الناعمة – وتشجيع الفنانين في الفترة الحالية ، مع إيضاح إهتمام سيادة الرئيس ” عبد الفتاح السيسي ” بالشباب وتشجيعه لشبابانا على الإبداع والفن ، وكذلك إكتشاف وتنمية إبداعهم الفني … كما أشارت الحلقة عن نظرة مستقبلية للفن في مصر والعالم العربي .
وقد ذكر المؤرخ والناقد الفني د. أحمد عبد الصبور قائلاً :
الفن هو الإنتاج الإبداعي للإنسان ، ويسرد تاريخ الفن بإعتباره التسلسل الزمني للتحف الفنية التي أبدعتها كل حضارة .
وبدأ تاريخ الفن منذ القدم خاصة أثناء العصور اليونانية والرومانية عندما بدأ ذيوع الجدل والفلسفة والنقد ، فإمتد النقد والنقاش حول الأعمال الفنية فقام المفكرين بتحليلها من كافة النواحي .
وإذا ما رجعنا إلى الخلف سنرى المؤرخ الروماني ” بليني ” الأكبر والذي عاش في الفترة ما بين 23 لـ 79 م يتناول بالذكر في كتابه ” التاريخ الطبيعي ” الأحجار والمعادن وذكر بعض الأعمال الفنية المشهورة فينتقدها ويعقب عليها .
ونرى فناناً آخر يسمى pasiteles وقد عاش في القرن الأول قبل الميلاد وألف كتاباً بإسم ” أعمال الفن المشهورة ” ... ويأتي عصر النهضة بإيطاليا والذي يعد واحداً من أزهى عصور الفن بالتاريخ ، حيث قدم فنانوه الكثير من الأعمال والدراسات الفنية .
إلا أن بداية العلم الحقيقية كانت على يد العالم الألماني ” يوهان يواخيم فينكلمان ” والذي طرح فكرة الربط بين الفن والتاريخ عام 1764 م ، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة لهذا العلم حيث وضعت له المناهج وأخذ في التطور حتى وصل إلى ما هو عليه بعصرنا اليوم .
وقد كان لإنطلاق هذا العلم الحديث دور كبير في إيقاظ الوعي لدى الحكومات والشعوب بضرورة الحفاظ على التراث الفني والتاريخي الذي خلفته الحضارات السابقة ، فحدثت طفرة في إقامة المتاحف االقومية وتوسعت الدراسات الأكاديمية المتخصصة في علم الآثار والفن .
تاريخ الفن هو أحد العلوم الحديثة المرتبطة بعلم الحضارة والتاريخ والآثار ومجال الفنون التشكيلية ، وبدأ هذا العلم في التطور بنهاية القرن الثامن عشر .
وقد شدد “ أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
بغض النظر عن أي قطعة فنية أو الهندسة المعمارية التي تراها كانت هناك عوامل شخصية وسياسية وإجتماعية ودينية وراء إنشائها .
لذلك يجب دراسة تاريخ الفن لكل الأجيال القادمة ، لأن كل صورة تحكي قصة ، ولأن كل قطعة فنية تحمل تاريخ ، وعامة .. تاريخ الفن هو تاريخ الشعوب وتاريخ الإنسانية .
وأشار “ أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
الفن هو العلم الذي يهدف إلى تمرين الفكر على فهم العالم ، كما أن الفن هو ما يتفق مع المثل العليا للإنسان ( الحق .. الخير .. الجمال ) .
وهدف الفن هو تجسيد الجمال من خلال الفن … إن الجمال هو رأسمال الفن الذي يضمن له النجاح والتأثير في روح الفرد ونفسه ، وهذا يقودنا إلى نتيجة أن نجاح الفن حسي لا ملموس ، المهم مدى التأثير الحاصل على نفسه ، وهذا هو هدف الفن بالنهاية ، ولا سيما أن ندرك مدى شمولية الفن فهو يرتكز على الجمال .
فالإنسان دائماً يحتاج الجمال بدليل صناعته للفن .
((( لمشاهدة الحلقة برجاء الضغط على أحد اللينكات )))
إرسال التعليق