بعد أن أصبح ظاهرة تهدد كيان المجتمع الأزهر يقود مبادرة للحد من ظاهرة الطلاق ويحسم الجدل حول خدمة المرأة لزوجها وارضاعها لاولاده
كتب مصطفى عماره
تفاقمت ظاهرة الطلاق في مصر في السنوات الأخيرة حتى أصبح ظاهرة تهدد كيان المجتمع والأسرة وأشار آخر تقرير للتعبئة والإحصاء بوقوع 213 ألف حالة طلاق في العام الواحد بواقع حالة كل دقيقتين ، ولمواجهة تلك الظاهرة قدم الأزهر الشريف قانون للأحوال الشخصية قام بإعداده كبار العلماء يراعي إلى حد كبير مصالح الأطفال ويجنبهم الدخول في مشاكل آبائهم أو استخدامهم كأداة ضغط لتحقيق مصالح شخصية على حسابهم ، ومن جانبها أوضحت د. فتحية الحنفي أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية أن عقد الزواج يقوم على ثلاثة السكن والمودة والرحمة وأن المودة والرحمة تتعلق باختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة لأنهم الخلية الأولى لبناء المجتمع وأضافت أن القرآن حدد سبل حل الخلاف بين الزوجين من خلال وجود حكم من أهله وحكم من أهلها إلا أن الوضع الحالي افقدنا وجود الطرف المصلح فأصبح الطلاق هو الحل الاسهل ، وفي الوقت نفسه أنطلقت من أسوان قافلة لدعم مبادرة الأزهر للحد من الطلاق بمشاركة جهات تنفيذية ومنظمات المجتمع المدني ومن المنتظر أن تجوب تلك الحملة جميع المحافظات حيث تعقد سلسلة من الندوات ضمن مبادرة الأزهر لتسكنوا إليها والتي تستهدف تيسير عمليات الزواج وتخفيض تكاليف الملابس والمهور ، وفي السياق ذاته حسم الأزهر الجدل الذي أثارته عدد من عضوات المجلس القومي للمرأة بالإشارة إلى أن الشرع لم يلزم المرأة بخدمة زوجها أو إرضاع لاولاده إلا بأجر ورغم تأييد الشيخ أحمد كريمة أحد أساتذة الأزهر والدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الأزهر للبنات أن الزوجة غير مكلفة شرعا بخدمة زوجها إلا أن تلك التصريحات أثارت استهجان الرأي العام حتى حسم الأزهر هذا الجدل في بيان أكد فيه وجوب إرضاع المرأة لأولادها في حالة بقاء الزوجية إن لم يضرها الإرضاع وشددت القتوى على أنه لا يليق بقدسية الزواج ومكانة الزوجة أن تعامل معاملة الأجير في أسرتها بأن تفرض لها أجرة نظير رعايتها للزوج والأولاد وأشارت إلى أن الزوجين يمكنهما أن يتراضا عن واجبات كلا منهم داخل الأسرة فيما أكد عدد من علماء الدين أن خدمة المرأة لزوجها واجب عند اغلبية الفقهاء ، فيما استنكر د. عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر دعوات بعض السيدات اللاتي يعملن في مجال حقوق المرأة بالتحريض على الطلاق مؤكدا أن الدعوة إلى الانفصال المتكرر تعد أمر من أمور الهزل وليست علاج للمشاكل بين الزوجين .
إرسال التعليق