رجال من ذهب ومنتدى مشاوير الثقافي يكرمان أبطال حرب الإستنزاف وأبطال حرب أكتوبر في مكتبة القاهرة الكبرى

رجال من ذهب ومنتدى مشاوير الثقافي يكرمان أبطال حرب الإستنزاف وأبطال حرب أكتوبر في مكتبة القاهرة الكبرى

د. أحمد عبد الصبور

أقامت مؤسسة رجال من ذهب بالتعاون المشترك مع منتدى مشاوير الثقافي في مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك ندوة لتكريم أبطال حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر في حضور نخبة كبيرة من أبطال حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر … كما حضر الندوة نخبة كبيرة من الإعلاميين والصحفيين والخبراء العسكريين . 

 

وقد أشرف على الندوة كلاً من :

سيادة اللواء “ محمد محمود عمر ” مؤسس ورئيس مؤسسة رجال من ذهب ، وا/ علي نوح رئيس مجلس إدارة منتدى مشاوير الثقافي ، وا/ مايا خالد نائب رئيس مجلس الإدارة ، وا/ سلوى سعد المدير التنفيذي لمنتدى مشاوير الثقافيوأدار الندوة المستشار الإعلامي لمؤسسة رجال من ذهب ” ا/ أشرف كمال ” .

 

وقد تحدث سيادة اللواء ” نبيل عبد الوهاب ” أحد أبطال الضفادع البشرية وأحد أبطال عملية الإغارة على ميناء إيلات عن القصة الحقيقية للعملية مشيراً إلى أن الدراما لم تستطيع أن توصل الصورة الحقيقية الكاملة للأحداث الحقيقية لعملية تدمير ميناء إيلات .

 

وقد تم تكريم عدداً من أبطال حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر ، وهم :

سيادة السفير ” فخري عثمان ” مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية ، وسيادة اللواء ” نبيل عبد الوهاب ” أحد أبطال عملية تدمير الرصيف الحربي بميناء إيلات الإسرائيلي في مايو عام 1970م وتدمير مجمع البترول الرئيسي لحقل بترول بلاعيم في أكتوبر عام 1973م ، وسيادة اللواء ” حاتم عبد اللطيف ” ( البلدوزر ) أحد أبطال نصر 1973 والذي كان من قوات اللواء 16 مشاة وقائد المجموعة الرابعة إقتحام والتي كانت مكونة من 50 مقاتلاً ، وسيادة اللواء ” مجدي شحاتة ” أسطورة وبطل الصاعقة المصرية في حرب السادس من أكتوبر ، وكذلك تم تكريم سيادة اللواء “ محمد محمود عمر ” بطل حرب أكتوبر والإستنزاف والمخابرات الحربية ومؤسس ورئيس مؤسسة رجال من ذهب من قبل منتدى مشاوير الثقافي .

 

وقد تم عرض فيلم تسجيلي يحكي ويروي القصة البطولية لعملية تدمير الحفار من بطولة الأبطال الحقيقين للعملية … والفيلم الوثائقي من إنتاج وإخراج سيادة اللواء ” محمد محمود عمر ” مؤسس ورئيس مؤسسة رجال من ذهب .

 

يذكر أن عملية الحفار أو عملية الحج هي إحدى العمليات الناجحة لجهاز المخابرات العامة المصرية والقوات البحرية المصرية ، حيث نجح فيها الأبطال المصريون في تفجير حفار بترول “كنتينج ” الذي إشترته إسرائيل لكي تنقب به عن البترول في خليج السويس ، والتي كانت تديره شركة إيني الإيطالية ، وذلك أثناء توقفه في أبيدجان عاصمة ساحل العاج أثناء رحلته من كندا إلى إسرائيل ، مانعة الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ خطتها الرامية لنهب الثروات البترولية وفرض سيادة أكبر على سيناء المحتلة آنذاك … وقد تم بيع الحفار خردة بعد ذلك في ميناء ” تيمة ” بغانا في ساحل العاج .

 

تم تفجير الحفار في 8 مارس 1970م ، بعد إعداد للعملية إستمر عاماً كاملاً … أشرف على هذه العملية مدير المخابرات العامة المصرية الأسبق ” أمين هويدي ” ، بينما ترأس قيادة العملية ضابط المخابرات الشهير ” محمد نسيم ” وساعد فريق العملية السفير المصري في أبيدجان …

 

في عملية حقيرة عقب نكسة 1967 حاول الإسرائيليين تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري و تدمير أملهم القائم على تحرير الأرض المغتصبة … فقاموا بتنفيذ مخطط لإذلال مصر ، وقرروا إستخراج البترول من خليج السويس أمام أعين المصريين وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين :

 

إما أن تقوم إسرائيل بإستنزاف البترول المصري ، وإما أن يرفض المصريون ذلك ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل ( مرجان ) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول .

 

وتم الإعلان عن تكوين شركة ( ميدبار ) وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث قامت بإستئجار الحفار (كينتنج ) ونظراً للظروف الدولية السائدة ، و التوترات الإقليمية حاول البعض إثناء إسرائيل عن هذا العمل حتى لا تزيد الموقف توتراً إلا أن كل المساعي فشلت ، وإستمرت إسرائيل في الإعلان عن مخططها فأعلنت القيادة السياسية المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله البحر الأحمر .

 

وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لإستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيداً أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت … وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات المصري التقدم بإقتراح إلى الرئيس ” جمال عبد الناصر ” يقضي :

بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية .

 

أو يتم الإستعانة بسفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول و عندما بدأت إسرائيل عدوانها عام 1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى السودان (ميناء بورسودان ) و البقاء في حالة إستعداد لنقل الضفادع المصرية ومهاجمة الحفار من ميناء ( مصوع ) في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى .

 

و أما إذا فشلت تلك العملية ، يتم الإستعانة بالقوات الجوية كحل أخير .

وقد أوكل الرئيس ” جمال عبد الناصر ” للمخابرات العامة ( وكان يرأسها في ذلك الوقت السيد ” أمين هويدي ” ) التخطيط لهذه العملية وتنفيذها على أن تقوم أجهزة الدولة في الجيش و البحرية بمساعدتها … و تم تشكيل مجموعة عمل من 3 أعضاء في الجهاز ، كان من ضمنهم السيد ” محمد نسيم ” ( قلب الأسد ) …و تم تعيينه كقائد ميداني للعملية و من خلال متابعة دقيقة قامت بها المخابرات المصرية أمكن الحصول على معلومات كاملة عن تصميم الحفار وخط سيره و محطات توقفه .

 

وبدأ الفريق المنتدب لهذه العملية في إختيار مجموعة الضفادع البشرية التي ستنفذ المهمة فعلياً بتلغيم الحفار تحت سطح الماء أثناء توقفه في أحد الموانئ الإفريقية و رغم تكتم إسرائيل لتفاصيل خط السير ، فقد تأكد الجهاز من مصادر سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال فسافر ” محمد نسيم ” إلى السنغال تاركاً لضباط المخابرات في القاهرة مسئولية حجز الأماكن المطلوبة لسفر طاقم الضفادع البشرية .

 

وفي السنغال ، قام ” محمد نسيم ” بإستطلاع موقع رسو الحفار وإكتشف أنه يقف بجوار قاعدة بحرية فرنسية مما يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد ( خليفة جودت ) فوجئ الجميع بالحفار يطلق صفارته معلناً مغادرته للميناء و كان هذا أمراً جيداً برأي السيد ” محمد نسيم ” لأن الظروف لم تكن مواتيه لتنفيذ العملية هناك .

 

وإضطر رجال الضفادع للعودة إلى القاهرة ، بينما ظل السيد ” محمد نسيم ” في داكار وشهد فيها عيد الأضحى ثم عاد للقاهرة ليتابع تحركات الحفار الذي واصل طريقه و توقف في ( أبيدجان ) عاصمة ساحل العاج … ومرة أخرى يطير السيد ” محمد نسيم ” إلى باريس ومعه بعض المعدات التي ستستخدم في تنفيذ العملية ليصل إلى أبيدجان مما أتاح له أن يلقي نظرة شاملة على الميناء من الجو وإكتشف وجود منطقة غابات مطلة على الميناء تصلح كنقطة بداية للإختفاء و التحرك حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد .

 

وفور وصوله إلى أبيدجان في فجر 6 مارس 1970 علم نسيم بوجود مهرجان ضخم لإستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة .

 

فأرسل في طلب جماعات الضفادع البشرية لإستثمار هذه الفرصة الذهبية لإنشغال السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء و حراستهم عن ملاحظة دخول المجموعات و توجيه الضربة للحفار الذي يقف على بعد أمتار من قصر الرئيس العاجي ( ليكون في ظل حمايته ) و بدأ وصول الأفراد من خلال عمليات تمويه دقيقة ومتقنة وبمساعدة بعض عملاء المخابرات المصرية .

 

وتجمعت الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من 3 أفراد هم : الملازم أول ” حسني الشراكي ” والملازم أول ” محمود سعد ” وضابط الصف ” أحمد المصري ” بالإضافة إلى قائدهم الرائد ” خليفة جودت ” وبقى أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططاً أن يقوم بالعملية 8 أفراد وهنا بدأت المشاورات بين ” خليفة جودت ” و ” محمد نسيم ” وإتفقا على إنتهاز الفرصة وتنفيذ العملية دون إنتظار وصول باقي الرجال خاصة أنهم لم يكونوا متأكدين من وجود الحفار في الميناء لليلة ثانية ، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع في طريق عودتهم إلى القاهرة .

إرسال التعليق