لسوريا والسوريين وليس لأصاله

لسوريا والسوريين وليس لأصاله


​تابعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات الفنانة السورية أصالة بالسعودية والتي أشادت بالمملكة العربية السعودية باعتبار أن لها الفضل الأول عليها ، ورغم حبنا للسعودية وشعبها ودعمها للعديد من الانشطة في الوطن العربي إلا أن هذا لا يمكن أن يقلص دور مصر لأنها كانت وسوف تظل زعيمة العالم العربي وحاضنة اشقائها العرب والمدافعة عن حقوقهم ، ورغم انتقادي لتلك التصريحات التي لا تعبر عن السوريين إلا إنني في نفس الوقت انتقدت بشدة تلك التصريحات الغير مسئولة التي صدرت من بعض المصريين والذين هاجموا السوريين باعتبارهم لاجئين داعين إياهم بالرحيل عن مصر باعتبارهم مسئولين عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها ، ولاشك أن تلك التصريحات العنصرية منافية تماما للحقيقة لأن مصر وسوريا تربطهم روابط متجزرة عبر التاريخ بدأت منذ عهد الفراعنة حين حكم فرعون مصر وفلسطين والشام في دولة واحدة كما أن التاريخ يشهد أن كل الغزوات الاستعمارية التي شنت على الشرق تم صدها باتحاد مصر وسوريا لذا لم يكن غريبا في العصر الحديث أن تتم وحدة مصر وسوريا في دولة واحدة أسمها الجمهورية العربية المتحدة عام 1958 تحت زعامة عبد الناصر ولولا الإنفصال الذي قامت به قوى عميلة للاستعمار لاستمرت مصر وسوريا في دولة واحدة ولتغيرت خريطة الشرق كله ، وعندما هاجمت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل مصر عام 1956 خرج الإعلامي السوري هادي بكار ليعلن من راديو دمشق هنا القاهرة بعد أن دمرت إذاعة القاهرة ، كما قام السوريين بقطع خطوط الغاز عن السفن الفرنسية التي هاجمت مصر بل أن ضابط البحرية السوري جول جمال استشهد أثناء هذا العدوان في المياه المصرية بعد أن شارك إخوانه المصريين في إغراق السفن الإنجليزية والفرنسية التي هاجمت مصر وكانت آخر تلك المعارك حرب أكتوبر المجيدة التي خاضتها مصر وسوريا معا ، لذا لم يكن غريبا أن يلجأ السوريين إلى مصر عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا باعتبار أن مصر وطنهم الثاني وبشهادة غالبية السوريين في مصر فإنهم لمسوا من إخوانهم المصريين مشاعر الحب والأمان مالم يجدوه في أي بلد آخر واستطاع السوريين بالجهد والعرق وحب المصريين وتضامنهم معهم أن يصبحوا أقوى إنتاجية استوعبت أيضا الطاقة العاطلة في مصر وهذا بشهادة الرئيس السيسي نفسه وكان طبيعيا أن يلاقي النجاح الذي حققه الأخوة السوريين في مصر غيره وحقد بعض رجال الأعمال المصريين والطابور الخامس أعوان الاستعمار الذين لا يروقهم هذا الوضع فاطلقوا الشائعات على دعم رجال الأعمال السوريين في مصر لجماعة الإخوان بالمخالفة للحقيقة في محاولة لإزاحة السوريين من مصر إلا أن الشعب المصري العروبي فطن لتلك المؤامرة وخرجت مظاهرات في ميدان التحرير تطالب بعدم رحيل السوريين والمطالبة ببقائهم في مصر ولاشك أن تلك المشاعر التي تربط الشعبين هو من صنيعة الله الذي أراد أن تبقى مصر وسوريا معا للدفاع عن العروبة والإسلام وستبقى مصر وسوريا معا للدفاع عن العروبة والإسلام وستبقى مصر وسوريا معا أبد الدهر رغم أنف الحاقدين والمستأمرين .

​ مصطفى عمارة

إرسال التعليق