الهجوم على الحجاب يفجر معركة شرسة بين التيار الديني وأسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية للزمان مخطط بعيد المدى لهدم الإسلام
فجر الحجاب أزمة جديدة بين التيار العلماني والتيار الديني والذي يقوده الأزهر الشريف وفي هذا الإطار شكك د. سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر والمعروف بآراءه المتبنية للتيار العلماني أن ما ورد من أحاديث حول فرضية الحجاب ضعيفة مؤيدا في ذلك الآراء التي اطلقها بعض رموز التيار العلماني وعلى رأسهم فريدة الشوباشي عضو مجلس الشورى والتي شككت في فرضية الحجاب مؤكدة أنه عادة وليس فرضا ، وأتفق معها في الرأي الكاتب السياسي إبراهيم عيسى ، وفي أول رد فعل على تلك التصريحات قال عباس شومان وكيل الأزهر السابق في تصريحات خاصة أن الحجاب فريضة على نساء المسلمين مثلها مثل الصلاة ولا ينكر فريضته إلا جاهل ، أما دار الإفتاء فجددت تأكيدها على فرضية الحجاب باتفاق الأئمة لأن كتاب الله نص على ذلك صراحة عندما قال قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمارهن على جيوبهم ، وانضمت الدعوة السلفية إلى الأزهر ودار الإفتاء في الدفاع عن الحجاب وكان الكاتب إبراهيم عيسى قد آثار ضجة واسعة منذ عدة أشهر عندما شكك في معجزة الإسراء والمعراج وهو الأمر الذي فنده علماء الأزهر مؤكدين أن إنكار الإسراء والمعراج هو إنكار معلوم من الدين وهو ما يدخله في دائرة الكفر ، وتقدم المحامي سمير صدقي بدعوى قضائية لمحاكمة إبراهيم عيسى ومنع ظهوره في وسائل الإعلام ورغم الضجة التي أثيرت حول هذا الموضوع والبلاغات المقدمة إلى النائب العام ضده إلا أن تلك الدعاوي ذهبت ادراج الرياح ، واستمر عيسى في الظهور في وسائل الإعلام على عكس الكاتب إسلام البحيري والذي شكك في ثوابت الدين فقام الأزهر برفع دعوى قضائية ضده وتم سجنه بتهمة ازدراء الأديان إلا أنه خرج من السجن بعفو رئاسي منفرد ، يذكر أن السنوات الماضية قد شهدت معارك فكرية حامية الوطيس بين التيار الديني ودعاه الفكر التنويري مثل السيد القمني وفرج فودة الذي لاقى مصرعه برصاصات من شخص متطرف ونجيب محفوظ والذي جرت محاولة اغتياله بطعنة بالسكين من مجهول مما أدى إلى إصابته بعاهة مستديمة ، وفي ظل احتدام المعارك بين التيار الديني والعلماني والتي وصلت لساحات المحاكم وأحيانا القتل دعا الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة إلى تطوير الخطاب الديني متهما المؤسسة الأزهرية بالقصور في هذا المجال ، وفي السياق ذاته هاجم علماء الدين محاولة من يسمون أنفسهم دعاة التنوير بالتشكيك في ثوابت الدين بدعوى تطوير الخطاب الديني ، وقال أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية في تصريحات خاصة للزمان أن التشكيك في ثوابت الدين مخطط بعيد المدى وليس عشوائيا ولكن مخطط بعيد المدى لهدم ثوابت الدين وتشكيك الإنسان وفي مقدرته على حماية وطنه ومقدرته على تجاوز الأزمات ، وعلق د. عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة أن التشكيك في ثوابت الدين يعد طعنة في جهود تطوير الخطاب الديني وأضاف أن حديث غير المتخصصين في الدين يشكل خطرا كبيرا ويثير فتنة يمكن أن تصيب المجتمع كله .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق