عقب الاجتماعات السورية التركية برعاية روسية المهندس/ جمال الصباغ رئيس الحكومة السورية في المنفى في حوار خاص للزمان
- التقارب بين سوريا وتركيا سوف يعرقل الحل السياسي المجمع عليه وهو قرار جنيف 1-2254 .
- الجامعة العربية لن توافق على عودة النظام السوري الذي يدار من قبل ملالي إيران إليها .
شهدت الأيام الماضية اجتماعات ما بين مسئولين سوريين واتراك برعاية روسية في محاولة من الجانب السوري لتقريب وجهات النظر بين الجانبين حول الأوضاع المتفاقمة على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا والذي يهدد باندلاع الصراع بين الجانبين ، وفي محاولة لإلقاء الضوء على القضية السورية بصفة عامة والتوتر الحالي بين تركيا وسوريا كان لنا هذا الحوار مع المهندس جمال الصباغ رئيس الحكومة السورية بالمنفى وفيما يلي نص هذا الحوار :-
1- ما هي أبعاد التقارب الحالي بين النظام السوري وتركيا برعاية روسيا في هذا التوقيت ؟
لا يمكننا أن نقول بأنه تقارب بين النظام السوري وتركيا..
فكما تعلم ويعلم الجميع أن تركيا أحد أعضاء حلف الناتو
بل هو تقارب بين حزب البعث المرتبط بملالي طهران وبين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والمقبل على انتخابات جديدة بعد بضعة أشهر..
ولا بد أن نشير إلى أمر في غاية الأهمية أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا في مثل هذا التوقيت وتدخل ملالي طهران فيها لصالح روسيا لم تتبلور بعد .
2- ما هي انعكاسات هذا التقارب على المعارضة السورية المتواجدة في الشمال السوري ؟
اذا تم هذا التقارب فلربما يؤدي إلى عرقلة الحل السياسي المجمع عليه وهو قرار جنيف ١_ ٢٢٥٤، وهذا ما ينعكس سلبا ليس على المعارضة السورية فحسب إنما على الشعب السوري بكافة مكوناته .
3- هل تتوقع أن تتخلى تركيا عن المعارضة السورية في أي تقارب محتمل ؟
لا شك أن المعارضة تسير وفق السياسة المرسومة لها من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وبالتالي حين تقتضي مصلحة حزب العدالة والتنمية أن تتخلى عن المعارضة فلا أظن أن يترددوا باتخاذ مثل هذا القرار .
4- ما هو مصير آلاف السوريين المتواجدين بتركيا في ظل الأنباء التي ترددت عن ممارسات عنصرية ضد السوريين المتواجدين في تركيا ؟
لا شك أن ما جرى في سورية من ذبح وقتل وتشريد و استخدام السلاح ((الكيماوي)) المحرم دوليا فهو مدان من كافة الشرائع السماوية ومن كافة القوانين والمواثيق الدولية
فمن الأصح أن نتكلم عن الملايين من السوريين المنتشرين في دول اللجوء ويتعرضون لحملات العنصرية بشتى صورها وأشكالها لا تركيا فحسب وهنا السؤال يطرح نفسه هل يرضى العالم بتوسيع دائرة الجرائم بحق الشعب السوري المكلوم؟!؟
5- ما هي أبعاد التقارب بين عدد من الأنظمة العربية وعلى رأسها الإمارات على النظام السوري ؟
كلنا نعلم أن أمريكا أصدرت قانونا خاصا بتجارة المخدرات وكانت قد وضعت مؤخرا رأس النظام على لائحة تجار المخدرات الأكبر في العالم..
وهنا السؤال يطرح نفسه هل ترضى الأنظمة العربية بما فيهم الإمارات وهم أهل النخوة والمروءة والشجاعة أن يعقدوا اتفاقيات مع تاجر مخدرات؟!؟
6- وهل هذا التقارب هو بداية لعودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية وتثبيت أركانه ؟
كنا قد أسلفنا في مقابلات سابقة أن هذا النظام هو كيان يُدار من قبل ملالي طهران حسب ما تقتضيه المصلحة الفارسية..
فلا أظن أن جامعة الدول العربية الأصيلة بأعضائها أن توافق على إدخال هذا الكيان إليها في ظل وجود حكومة سورية أصيلة تمثل الشعب السوري بكافة أطيافه وتنادي بتوحيد الصف العربي!!
7- ما هو مستقبل الوجود الإيراني في سوريا في ضوء التفاهمات الأخيرة ؟
هنا لا بد أن نشير إلى أمر في غاية الدقة وهو أن نفصل بين ملالي طهران وبين الشعب الإيراني المكلوم..
فيما اؤكد لكم أنه لا مستقبل لوجود ملالي طهران في سورية تحت أي ظرف كان ، كما نؤيد وبشدة الإنتفاضة السلمية للشعب الإيراني ضد الملالي..
8- كيف ترى تأثير الأزمة الإقتصادية التي تمر بها سوريا حاليا على الأوضاع في سوريا وعلى النظام السوري ؟
الأزمة الاقتصادية لن تؤثر على حزب البعث انما أثرت وبشكل كبير على الشعب السوري الذي يعيش اليوم تحت سطوة حزب البعث وعلى السوريين المهجرين قسرا وعلى القاطنين في الخيام علما أن سورية غنية بخيراتها الباطنية الا أن تلك الخيرات مسيطر عليها من قبل pkk بالتعاون مع حزب البعث .
9- ما هي رؤيتك للدور الأمريكي في الأزمة الحالية ؟
الدور الأمريكي في وضع الجمود لأنه لا يوجد قرار عربي حازم تجاه القضية السورية كما حدث عام ١٩٩١ عندما اتخذت الدول العربية موقفا حازمًا من احتلال العراق للكويت..
10- في النهاية ما هي مطالبكم من العالم العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة تجاه الأزمة الحالية ؟
أولاً نحن كحكومة سورية في المنفى نتقدم بعظيم الشكر والإمتنان إلى جميع الدول العربية الداعمة لقضية الشعب السوري ونخص بالذكر جمهورية مصر العربية ممثلة برئيسها السيد عبد الفتاح السيسي حفظه الله تعالى وكذلك المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية، ونتمنى عليهم جميعا اتخاذ خطواتٍ جادة وحازمة تجاه حل القضية السورية بأقصى ما يمكن ، كما نطالبهم جميعا بتقديم الدعم اللازم لإخراج جميع أشكال الإحتلالات من سورية والحفاظ على وحدة شعبها وأرضها..
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق