كارثة لبنان ودور إيطاليا في دعم البلاد.. مقابلة مع بارسي ليس فقط إسرائيل وتركيا لكن على روما استثمار الموارد والأفكار في بيروت، فيما ينظر اللبنانيون دائما إلى روما بلطف و هم حالياً بحاجة للغذاء والدواء، محادثة مع بارسي..
كتب مصطفى عماره
لبنان دولة في كارثة مالية واجتماعية والتي على الرغم من توقيعها اتفاقية أساسية بشأن المناطق الاقتصادية الخالصة مع إسرائيل تخاطر بعدم وجود حكومة، فيما يمكن لروما أن تدعم بيروت من حيث الغذاء والرعاية الصحية وأيضًا لبناء شراكة مع بلد ينظر بتعاطف إلى روما.
مقابلة مع فيتوريو إيمانويل بارسي، الأستاذ بالجامعة الكاثوليكية للقلب الأقدس في ميلانو الإيطالية، حيث تحدث أيضاً عن دور إيطاليا في ضوء الاستراتيجية العامة في شمال إفريقيا مع خطة ماتي…
وإلى المقابلة مع موقع “ديكود 39” الإيطالي:
بالحديث عن التضخم وانفجار ميناء بيروت وأزمة الحبوب الأوكرانية بعد الغزو الروسي، هل لبنان على حافة التدهور؟
إن البلاد في كارثة بأكملها لأن الوضع كان يتصاعد ببطء منذ سنوات. منذ عام 2014 كانت هناك أيضًا حالة طوارئ النفايات التي أدت إلى تفاقم الوضع في أعقاب التغيير في الوضع السياسي الدولي الذي وضع البلاد في موقف هش بشكل متزايد.
ما الأسباب؟
لأن الاصطفافات بين إيران وروسيا وتركيا قللت من قدرة حزب الله على إيجاد دعم حقيقي سواء من سوريا حيث تعيش تحت رقابة مستمرة ومن إيران نفسها التي يجب أن تعدل تحركاتها في هذا البلد في إطار الاتفاقات السرية مع روسيا والتي تعني أيضًا عدم تصعيد الموقف مع إسرائيل. وفي حين أن حزب الله يعتبر الفاعل السياسي الأهم في البلاد فإن إضعافه لم يعزز أي طرف. الوضع يائس حقًا من الناحية المالية فكما هو معروف، أفلس لبنان ولا يمكن للمواطنين الوصول إلى ودائعهم.
إسرائيل ولبنان توصلا مؤخراً إلى اتفاق حول المناطق الاقتصادية الخالصة من أجل الغاز: هل يهدف حزب الله إلى معارضة الأمر؟
إن مواجهة هذا الأمر معقد لأن هذا الاتفاق يمثل أحد الأضواء القليلة في نهاية النفق للبلاد. المشكلة الأكبر هي أن لبنان في هذه الظروف يخاطر بعدم القدرة على اغتنام فرصة الطاقة. إن الاتفاق مع إسرائيل مهم جداً نظراً لأنه يحل مسألة تعريف الحدود البحرية التي كانت موضع نزاع منذ سنوات. الاتفاقية تخاطر بالبقاء حبرا على ورق لأنه لاستغلال اكتشافات الغاز يجب أن تكون هناك حكومة قادرة على إبرام اتفاقيات مع شركاء إقليميين ومشغلين اقتصاديين دوليين. في الماضي حين كان لا بد من استخدام موارد جديدة وجدت الفصائل اللبنانية دائمًا شكلاً من أشكال الاتفاق. لكن الآن الأمر أكثر تعقيدًا.
وفقاً للجيش الإسرائيلي مهاجم يوم الاثنين الماضي يشتبه في أنه قادم من لبنان …
ربما يعود إلى فصيل فلسطيني أو مقرب من حركة حماس الفلسطينية أوقادم من بعض مخيمات اللاجئين. أكثر احتمالا حماس مقارنة بحزب الله..
كيف يمكن أن يكون الدور الإيطالي وكيف يتم تحفيزه في ضوء الاستراتيجية الإيطالية العامة في شمال إفريقيا مع خطة ماتي؟
لسنوات، كان لإيطاليا حضور ولا يزال لها وجود عسكري مهم مع بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل”، لكنها لم تنجح في تنطيمه. من الواضح أن هذا يرجع إلى الصعوبات السياسية الإيطالية المعروفة بشأن استكمال الإجراءات المختلفة التي يتم تنفيذها وذلك بطريقة شاملة. السياسة الإيطالية لم تنظر أبدًا إلى لبنان باهتمام خاص لكنها فضلت تركيا وإسرائيل. إن هذا مؤسف لأن اللبنانيين كانوا دائمًا ينظرون بلطف إلى إيطاليا، حيث ليس لدينا ماضي استعماري في بلاد الشام وذلك على عكس الفرنسيين مثلاَ.
ما الذي يمكن أن تفعله إيطاليا في الحقيقة؟
يمكننا العمل في اتجاهين: استقرار الوضع المالي ودعم السكان عبر الضرورات الأساسية والمساعدات ذات الطبيعة الطبية. علينا تذكر أن الرعاية الصحية في لبنان لها خصوصيتها حيث لا يستطيع الكثير من اللبنانيين حالياً الحصول على الرعاية الطبية الأساسية. هذه التدخلات في متناول إيطاليا ولن يكون لها تكلفة عالية. أعتقد أنه يمكننا العمل مع اللبنانيين من منظور الاستغلال المشترك لنصيبهم من موارد الغاز قبالة البحر المتوسط.
إرسال التعليق