بعد دعوته لتأجيل انتخابات الرئاسة القادمة عادل السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية بالخارج واحد المرشحين لانتخابات الرئاسة
كتب مصطفى عماره
– خاطبت المؤسسة العسكرية والمخابرات العامة والعسكرية بتبني دعوتي لتأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024 لأن نتائجها ستكون انهيار الدولة المصرية .
– المرشح احمد طنطاوي لا يمتلك الخبرة السياسية لإدارة البلاد وانصح أيمن نور باعتزال العمل السياسي .
اشتعل سباق انتخابات الرئاسة المصرية قبل عام من إجراءها عقب إعلان النائب البرلماني السابق احمد طنطاوي والمقيم حاليا في بيروت عزمه على العودة إلى مصر في مايو المقبل للإعداد لخوض الانتخابات القادمة ، كما أعلن أيمن نور رئيس حزب تحالف القوى الوطنية بالخارج أنه بصدد إجراء مشاورات لإختيار ممثل للقوى المدنية لخوض تلك الانتخابات ، فيما أعلن عادل السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية بالخارج عزمه على خوض تلك الانتخابات داعيا المؤسسة العسكرية والمخابرات العسكرية والعامة إلى دعمه لإخراج البلاد من المأزق الذي تمر به ، وعقب هذا الإعلان كان لنا معه هذا الحوار :-
1- ما هي الأسباب التي دفعتك إلى إعلان ترشحك للإنتخابات القادمة؟ وما هو برنامجك للخروج من الأزمة التي تمر بها مصر حاليا ؟
ترشحي لرئاسة الجمهورية المصرية في 2024 مرتبط بإعلان تحالفي مع مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية وفق خطة عمل محددة تبدأ بالاعتراف و بإدانة إجراءات وقرارات المجلس العسكري الذي قاده المشير طنطاوي والذي أدى إلى الأزمة الحالية والتي استمرت إلى فترة حكم السيسي والتي لا ارغب بأن تستمر إلى ما بعد حكم عبد الفتاح السيسي لأن التكلفة ستكون كبيرة جدا قد تؤدي إلى مواجهة بين الجيش والشعب لا اقصد مواجهة مسلحة ولكن ستتم الإشارة إلى خيانة الجيش للشعب و هو ما سيقود إلى التمرد والفوضى و لا يمكن أن يلجأ الجيش إلى دعم مرشحين مثل جمال مبارك أو أحمد شفيق لان ذلك سيزيد من حدة الأزمة بدلا من حلها .
الخروج من الأزمة السياسية
أن تتبنى القوات المسلحة المصرية ما دعوت إليه وهو الآتي :
أن يكمل السيسي فترته الرئاسية إلى آخر يوم في ولايته
إعلان تأجيل الانتخابات الرئاسية المصرية و (شغور منصب رئيس الجمهورية)
تشكيل لجنة مدنية بهندسة المشهد السياسي والانتقال الديمقراطي لتداول السلطة سلميا تؤسس لحكم مدني (على طريقة تشبه نموذج الحكم في سويسرا)
حل الأحزاب السياسية القائمة حاليا مع الترخيص لأربعة أحزاب سياسية في مصر في المشهد القادم
اجراء انتخابات محلية قبل الانتخابات الرئاسية المصرية واختيار محافظين جدد من شخصيات اقتصادية و شخصيات مدنية
تعديل شروط الترشح لرئاسة الجمهورية
اجراء الانتخابات الرئاسية بعد هذه المرحلة التمهيدية.
2- على الرغم من إعلانك عزمك على الترشح لتلك الإنتخابات إلا أنك دعوت المؤسسة العسكرية والمخابرات العسكرية لتأجيل تلك الانتخابات مراعاة للمصلحة الوطنية . فما هو أسباب ذلك ؟
نعم هذا صحيح .. لقد دعوت إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2024 ووجهت رسميا خطابي إلى المؤسسة العسكرية والمخابرات العامة والعسكرية كخطاب موجه لشركاء لأنني أرى أن تلك المؤسسات تدرك أن نتائج تلك الانتخابات ستكون كارثية على مصر خاصة أن المناخ الحالي لا يساعد على إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وهو الأمر الذي سوف يؤدي إلى استمرار السيسي في الحكم وهو أمر يهدد استقرار مصر فنحن فعليا أمام أزمة حكم يمكن أن نشبهها بالموت السريري وكل الأسماء التي يتم تداولها في الإعلام لا تشكل بديلا للنظام الحالي لذا فإن نقطة الانطلاق هي أن يتم الإعلان عن تأجيل الانتخابات وفتح صفحة جديدة بعد أن يكمل السيسي مدته الرئاسية وتكليف لجنة مدنية بهندسة المشهد السياسي وقد أعلنت عن استعدادي لتولي هذه المهمة وإنهاء حق اللجوء السياسي في سويسرا والعودة إلى الوطن حتى لا نصل إلى مرحلة إنفجار شعبي لا يمكن السيطرة عليه لاحقا .
3- ما هي فرصتك في الفوز بتلك الإنتخابات خاصة أن الرئيس السيسي يسيطر على مفاصل الدولة من أعلام وقضاء مما يجعل فرص فوز أي مرشح مستبعدة ؟
المتابع لمساري السياسي منذ 2008 حينما دعوت لخلع محمد حسني مبارك ورفضي لرئاسة المشير حسين طنطاوي للمجلس العسكري ثم اعلاني عن خطة عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي واخيرا استمراري في معارضة الرئيس الحالي الجنرال عبد الفتاح السيسي سيدرك جيدا أنني أتميز بكفاءة عالية واعمل وفق استراتيجية بعيدة المدى لتحقيق أهداف محددة ، فرصتي للفوز بالانتخابات الرئاسية المصرية في 2024 تتعزز بالثقة التي أحظى بها لدى المؤسسة العسكرية المصرية والتي اعتبرها حليفا قويا لايمكن الانفصال عنه في الفترة المقبلة لهندسة المشهد السياسي وضمان عدم انهيار الدولة المصرية وإنقاذ سفينة الوطن الغارقة .
انا اقدم نموذج وفلسفة حكم جديد لمصر وشعبها الذي تحالف عليه القهر والفقر و اصبح يشعر بأن مصر (مقبرة كبيرة) وليس بلدا صالحا للعيش إضافة إلى رهن القرار السياسي لدولة وصاية مثل أمريكا و(احتلال اقتصادي ) لمصر من خلال دول خليجية.
4- ما هي وجهة نظرك في بعض الشخصيات التي أعلنت عزمها على الترشح للإنتخابات القادمة كأحمد طنطاوي ؟
عودة احمد طنطاوي إلى مصر هو حق أصيل لا لرفضه و لكن لا نريد خطابات عنترية في هذه الظرفية الراهنة، الأستاذ احمد طنطاوي لا يملك خبرة سياسية تؤهله لحكم بلد بحجم مصر وهذا ليس تقيلا من شأنه ولكن (التركة ثقيلة) وتحتاج لقيادة سياسية تعرف مكامن الخلل جيدا و كيفية انشاء تحالف بين المكون العسكري للدولة والمكون المدني السياسي الذي سيتولى السلطة بعد رحيل السيسي عن الحكم إضافة إلى الإرث الثقيل جدا اقتصاديا والذي يحتاج إلى حلول جذرية مع ضمان الأمن القومي والأمن الغذائي والأمن المائي في فترة ما بعد خروج السيسي من المشهد .
قولا واحدا احمد طنطاوي لا يصلح في هذا المنصب.
5- هل تتوقع أن يدفع تحالف القوى الوطنية في الخارج برئاسة أيمن نور عن وجود مشاورات للدفع بمرشح يمثل التيار المدني؟ وما هي توقعاتك بالنسبة للشخصية ذات الخلفية العسكرية والتي أعلن محمد أنور السادات أنها ستكون مفاجأة الإنتخابات القادمة ؟
نصيحتي الوحيدة للدكتور أيمن نور أن يعتزل العمل السياسي فما يقوم به منذ سنوات هو عمل عبثي ، تأكد لنا خلال السنوات الماضية أن أيمن نور استفاذ ماليا من خلال دعم كبير من دول كانت تسخره لتشكيل ما يسمى كيان معارض بالخارج مدعوم بالمال والقنوات الفضائية (المعارضة) لم يصف الدكتور ايمن نور للمشهد بل كان سببا مباشرا في نكسة المعارضة بدل أن تتوحد وهنا أقول إن الكنس يبدأ من أعلى السلم وليس من أسفله وعلى ايمن نور الإنسحاب من السياسة والإهتمام بمشاريعه الخاصة .
بالنسبة لما أعلن عنه السيد محمد انور السادات عن شخصية ذات خلفية عسكرية ستمثل المفاجأة في الانتخابات الرئاسية القادمة في 2024 فأنا أقول إنه من السخافة الحديث بغموض خصوصا حينما يتعلق الأمر بمصير وطن .
بمنتهى الوضوح الشعب المصري لايريد الاستمرار مع السيسي ولكنه لم يثر عليه إلى الآن و قطاع كبير من الشعب لا يريد أن يكون البديل جمال مبارك ولا أعتقد أن المؤسسة العسكرية ترتكب حماقة بدعم جمال مبارك وإعادة عقارب الزمن إلى ما قبل ثورة 25 يناير .
وما يبقى الوضع في حالة الجمود هو أن الشعب يجد أن المؤسسة العسكرية المصرية لازالت تدعم السيسي الذي لم يتبقى من رصيد شعبيته شيء يذكر .
6- هل ترى أن إتفاق المشاركين في جلسات الحوار الوطني على الإشراف القضائي للإنتخابات وتأييد السيسي لهذا القرار خطوة إيجابية نحو إنتخابات نزيهة ؟
لا زلت اكرر أن الحل هو أن ينهي السيسي فترة حكمه ويعلن عن شغور منصب رئيس الجمهورية و يتم تحالف وطني بين لجنة عسكرية ولجنة لإنقاذ مصر لإنهاء أزمة الحكم في مصر
اكبر خطأ أن تتم انتخابات الرئاسة المصرية في 2024 ونحن نعلم مسبقا أن خيوط اللعبة في يد السيسي والأجهزة الأمنية والتي على رأسها عباس كامل ونجل السيسي في المخابرات العامة ، الاشراف القضائي لا يعطي اي ضمانة بنزاهة نتائج الانتخابات
القضاء المصري مسيس وكل المؤسسات اخترقها نظام السيسي وحولها إلى مؤسسات تابعة له .
7- ما هي الشروط التي ترى أنها واجبة لإجراء أي إنتخابات قادمة ؟
بدون تردد اقول تعديل شروط الترشح لرئاسة الجمهورية وتعديل بعض فقرات الدستور وتقييد فترة الولاية الرئاسية المصرية بفترتين لا تمدد ولا تجدد لأي سبب من الأسباب للشخص الذي يوجد في سدة الحكم لتصبح قاعدة راسخة يتوارثها الشعب المصري.
8- هل تتوقع أن تعمل الدول الحليفة لمصر وعلى رأسها السعودية على إسقاط النظام الحالي بعد تفاقم الخلافات معها ؟
أوجه كلامي لدول الخليج بأن لا تتدخل في الشأن المصري فذلك لن يكون في صالحها مستقبلا ، خلافات الخليج هي مع شخص السيسي وليس مع الدولة المصرية أو مع شعب مصر لذلك على القيادة السياسية في السعودية وتتحدث هنا عن شخص الأمير محمد بن سلمان والإمارات الشيخ محمد بن زايد أن يهتموا بما يحقق مصالح ورفاهية شعوبهم .
هذه الدول اختارت مسارا محددا لتحجيم الدور المصري ولكن هذا لن يدوم طويلا وانا شخصيا ادعوهم لمراجعة مواقفهم من مصر فلربما ينقلب السحر على الساحر.
9- ما هي الأسباب الحقيقية لانقلاب تلك الدول على النظام المصري ؟
الأمير محمد بن سلمان ومعه الامارات يريدون فرض هيمنة الخليج على دول المنطقة بما يمتلكونه من ثروات من عائدات النفط وهدفهم الزعامة الإقليمية والتحالف مع إسرائيل وتهميش وتقزبم مصر التي يرونها ( دولة فقيرة متسولة وشعب خدم لديهم ) ويجب أن يستمر الوضع هكذا .
وللاسف السيسي بسبب اسلوب حكمه و اعتماده على الأموال الخليجية لتثبيث حكمه ورط مصر بمؤسساتها لتصبح تحت رحمة الأموال والودائع الخليجية بل وسهل لهم (الاحتلال الاقتصادي الخليجي لمصر ) وبعد ارداك القيادة السياسية الخليجية بأن السيسي انتهت صلاحيته فإنه آن أوان الرحيل وذلك يتوافق مع رغبة الغرب أيضا من هذه الناحية فدول الخليج منبطحة أمام الرغبات والأوامر الأمريكية وتلقت الإشارة بذلك وهو ما دفع السعودية للبدء بإعادة هيكلة راس جماعة الإخوان المسلمين ودعمها ماليا كورقة تستخدم في الفترة القادمة.
10- ما هي إمكانية نجاح أي نظام قادم في إخراج مصر من الأزمة الحالية خاصة مع تفاقم أزمة الديون وبيع أصول الدولة لدول أخرى ؟
اولا أن نبني نظام سياسي يمارس سيادته و غير خاضع للتدخل الخارجي أو متسول للمال الخليجي
من خلال برنامجي الرئاسي لما بعد 2024 الحلول لإخراج مصر من الأزمة الحالية تتم من خلال مراجعة قرارات السيسي السابقة خلال سنوات حكمه الماضية واتخاذ القرارات الجديدة المناسبة سياسيا واقتصاديا و التي تضمن الأمن القومي والأمن الغذائي والأمن المائي ثم رفع كفاءة العنصر البشري و التوقف عن القروض الخارجية و
تحقيق السيادة الغذائية و خلق استراتيجية صناعية واستخدام الطاقات البديلة .
وفي برنامجي للرئاسة سأعلن عن تحالف إقتصادي إقليمي يضم إليه دول الجوار في شراكة اقتصادية موسعة.
11- في النهاية هل ستسعون في المرحلة القادمة للتحالف مع قوى أخرى لخوض الانتخابات القادمة ؟
لقد كنت صريحا بما يكفي بأن أعلن منذ الآن أنني على استعداد بانشاء تخالف مع مؤسسات الدولة الرسمية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية لشق طريق جديد لإعادة بناء المسار السياسي والاقتصادي وتغيير أوضاع المصريين الحياتية والمعيشية.
الوضع لا يحتمل المغامرات غير المحسوبة أو الخطابات الزعاماتية والعنتريات .
انا مثل نموذج رجل الدولة والقيادة السياسية التي تدعو منذ الآن إلى حوار مع تلك المؤسسات وأمد يدي لهم لإنهاء تجربة الحكم العسكري والاخواني هذه الثنائية التي حولت حياة المصريين إلى جحيم حل على المصريين وعلى الدولة .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق