إيران… فوبيا التحولات
كتب مصطفى عماره
اجبر تسارع الاحداث التي تشهدها ايران اوساط نظام الملالي على تداول احتمالات حدوث تحولات قريبة في البلاد، واجراء مقاربات بين مسار تطورات العقود الماضية وما حدث في الغرب، الامر الذي ظهر واضحا في مقالات تنشرها وسائل الاعلام الحكومية.
جاء في مقالة بعنوان “سمة الحركة التي تميز المجتمع الإيراني” نشرتها صحيفة “شرق” ان المجتمع الإيراني أحد المجتمعات غير الأوروبية التي لها تاريخ وتقاليد قوية للتحول ـ تشكلت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حول محوري محاربة النفوذ الأجنبي والاستبداد الداخلي ـ مع اشارة الى بدء التحول في وقت أبكر من المجتمعات الأخرى، فقد تغيرت السلطة 5 مرات على الاقل في السنوات الـ 150 الماضية.
انتقلت السلطة خلال هذه السنوات من مطلق إلى دستوري، ثم من دستوري إلى مطلق، تلاها التحول من مطلق للحكومة الوطنية، ومن حكومة وطنية إلى مطلقة فيما بعد، لتصل الامور الى الانهيار المطلق وظهور الجمهورية الإسلامية.
اللافت للنظر في المقالة ان المجتمع الإيراني شهد تغييرات ضخمة، اتسمت بالديناميكية التي تعززت في العقود القليلة الماضية، ويخلص الكاتب إلى ضرورة ان تولي السلطة السياسية اهتمامًا حقيقيًا بمطالب المجتمع، كي لا تنتهي الى ما انتهت اليه الدكتاتوريات السابقة.
جاء في تقرير نشرته الصحيفة في وقت سابق انه إذا تم تجاهل إدارة أزمة فردية أو اجتماعية يمكن تصور ثلاث مراحل على رد فعل الفرد أو المجتمع، المعاناة والاضطراب، التعب والغضب، والتمرد” مع التاكيد على دخول المجتمع الإيراني الى مرحلة التمرد، والدعوة الى الانتباه لابعاد ونتائج الازمة.
نقلت صحيفة ستارة صبح عن الخبير الحكومي قرايي مقدم تساؤله حول جدوى نهج القمع والتشدد الذي اتبعه قادة النظام وخاصة خامنئي بشكل هستيري لحل المشكلات في بداية الثورة، لافتراض ان تكون هذه الوسائل مجدية مع الشباب في الوقت الراهن، كما اكدت الصحيفة نقلا عن مقدم استحالة عودة المجتمع الى ما قبل 6 اشهر وضرورة تغيير صناع القرار طريقة ادارتهم للاوضاع.
تسقط تحليلات ودعوات المتعاطفين مع النظام من اعتباراتها غياب رغبة صناع السياسة في التغيير او عدم قدرتهم على ذلك، لاخفاء حقيقة عدم امكانية اصلاح استبداد ولاية الفقيه القادم من العصور الوسطى، وخوفه من انهيار حتمي في حال ابداء اقل قدر من المرونة، وفي المقابل كان المجتمع النشط والثوري في إيران والمقاومة الإيرانية سباقا ورائدا في الرد على الديكتاتوريات العاجزة على مدى الـ 150 عاما الماضية، وقال بصوت عال ان “النار هي الرد على النار” و “سنقاتل ونموت لنستعيد إيران”.
إرسال التعليق