مع استمرار المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السيد/ كمال عبد العزيز عبد الشافع القيادي بحركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد النور في حوار خاص للزمان
– المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم تكن مفاجئة وهي نتاج الحلول الفاشلة للأزمات السودانية .
– لسنا من أصحاب نظرية المؤامرة فتفتيت السودان يرتبط بالسودانيين أنفسهم .
على الرغم من وساطة عدد من الدول الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلا أن المعارك استمرت دون ان يتمكن أي من الطرفين إلى تحقيق نصر حاسم ، وفي ظل المخاوف من اتساع الصراع مع تدخل قوى إقليمية ودولية في الأزمة أدلى السيد/ كمال عبد العزيز عبد الشافع القيادي بحركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد النور بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه تلك الأزمة وفيما يلي نص الحوار :-
1. ما هو تحليلك للأسباب الحقيقية التي أدت إلى تفجر الأحداث بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في هذا التوقيت ؟
قطعاً الأحداث الجارية حالياً بين الجيش والدعم السريع هي نتيجة طبيعية لمجموعة من الأسباب والعوامل المتراكمة، وليست وليدة اللحظة أو اليوم، وتتلخص في السياسات التي ظللنا نرفضها كحركة حيال التعامل مع الأزمة السودانية، وهي تتمثل في الحلول الفاشلة والقاصرة والمبتورة للأزمات السودانية، ذلك من خلال مخاطبة القضايا الشخصية للصفوة كالسلطة والثروة عبر اتفاقيات ومساومات ثنائية جزئية دون مخاطبة الجذور التاريخية الحقيقية للأزمة، مثل الإتفاق الإطاري على سبيل المثال لا الحصر.
2. هناك اتهامات لبعض دول الجوار كاثيوبيا والإمارات وإسرائيل بالوقوف خلف قوات الدعم السريع فما مدى صحة ذلك ؟ وما هي أهداف تلك الجهات ؟
فعلاً هناك تصريحات متناقضة ومتضاربة لقادة الجيش بشأن تلقي قوات الدعم السريع لدعم خارجي، دون التسمية الصريحة لتلك الجهات التي قدمت الدعم لقوات الدعم السريع ، ولكن بشكل عام ما لا يمكن إنكاره هو أن لكلا الطرفين (الجيش والدعم السريع) علاقات وحلفاء في الخارج وفق مصالح خاصة بهما منذ عهد البشير، وإلى هذه اللحظة لم تتضح بشكل صريح أي تدخل خارجي لمساندة أحد طرفي الصراع بشكل واضح، وهذا لا ينفي وجود أطراف خارجية وحلفاء لأطراف الصراع، ولكن مع مرور الوقت ستتضح ذلك.
3. هل ترى أن هناك مخطط يستهدف تفتيت السودان وحصار مصر من الجنوب ؟
لسنا من أصحاب نظرية المؤامرة، ولا نبحث عن مبررات خارجية عما يحدث الآن في السودان، فتفتيت السودان ووحدتها ترتبط بالسودانيين أنفسهم وليس بمخططات خارجية، وإن وجدت مخططات خارجية فبإمكان السودانيين افشالها وايقافها، فالأسباب الجوهرية للأزمة السودانية هي من صنيعة السودانيين وليس الخارج، وبالتالي الصراع بين الجيش والدعم السريع ترجع لأسباب تكمن في الداخل، كما أن الحل في الداخل وليس الخارج.
4. هل تتوقع أن تؤدي الأمور إلى اندلاع حرب أهلية ؟
الحرب الأهلية في السودان اندلعت منذ ١٩٥٥م، وهناك دوامة في استمرار الحروب الأهلية في السودان ، فلم تتوقف مطلقاً منذ عام ١٩٥٥م، والفرق بين ما يجري اليوم في السودان بشكل عام وما كان يجري في السابق هو أن الحرب الأهلية في السابق كانت تدور في المناطق الطرفية فقط، اما اليوم فهي تدور في كل السودان بما في ذلك العاصمة الخرطوم، أضف إلى ذلك أن الحروب الأهلية في السابق كانت تدور بين المعارضة المسلحة والحكومة عبر مؤسساتها العسكرية والأمنية، بينما اليوم تدور الحرب الأهلية بين المؤسسات العسكرية والأمنية ذاتها، المتمثلة في الجيش والدعم السريع.
5. ما هي قدرة الجيش السوداني على حسم الأمور لصالحه ؟
لم يستطيع أي طرف على حسم الحرب لصالحه بشكل مطلق، لكلا الطرفين نقاط قوة يتميز بها عن الآخر ، مثلاً يتفوق الجيش على الدعم السريع عبر السلاح الجوي في حين تتفوق قوات الدعم السريع على الجيش بسرعة الحركة والإنتشار، ولقد سبق للحكومات السودانية أن أعلنت بحسم التمرد المسلح عبر الآلية العسكرية ولم تفلح في ذلك إلى يومنا هذا، أضف إلى ذلك أن الجيش السوداني قد أعلن في ١٥ ابريل بأنه سوف يحسم قوات الدعم السريع المتمردة في غضون ساعات، ونحن الآن في الأسبوع الثاني ولم نشهد نهاية للتمرد حسب زعم الجيش، وحتى لو انتصر أحد طرفي الصراع على الآخر ذلك لا يعني نهاية الصراع والأزمة في السودان.
6. ما هو مستقبل عملية التحول الديمقراطى فى السودان عقب تلك الأحداث ؟
مستقبل التحول الديمقراطي في السودان رهين بالإستفادة من الدروس السابقة، خاصة في قبل الصفوة الإنتهازية في الخرطوم، بحيث تتعظ من التجارب السابقة وتعترف بإستحالة التحول الديمقراطي في السودان على ذات النهج الثنائي الإقصائي، وأن تتواضع كي تعمل مع الآخرين ضمن عملية سياسية شاملة لمخاطبة جذور الأزمة، وطرح حلول ناجعة لها، من دون هذا لن يكون هناك وجود للدولة السودانية ناهيك عن التحول الديمقراطي.
7. هل هناك جهود من القوى المدنية والأحزاب السياسية للتوسط بين القوى المتنازعة ؟
هنالك العديد من الدعوات والمبادرات الشعبية والسياسية لكنها لن تتجاوز مرحلة التصريحات والأقاويل، في المقابل هناك مفاوضات سرية بين طرفي الصراع(الجيش والدعم السريع) والقوى المدنية الموقعة على الإتفاق الإطاري برعاية قوى دولية وإقليمية(الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة)بغرض العودة إلى العملية السياسية المعطلة.
8. في النهاية ما هي مطالبكم من العالم العربي بصفة عامة والسودان بصفة خاصة في تلك المرحلة؟
المطلوب من الخارج هو عدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني من خلال دعم احد طرفي الصراع، اما المطلوب في الداخل هو إنتصار صوت العقل على الأصوات الأخرى وإعلاء شأن المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، يعقب ذلك وقف شامل لإطلاق النار في كل السودان، من ثم إعلان عملية سياسية شاملة يشترك فيها الجميع ليس فقط لتسوية الصراع بين الجيش والدعم السريع بل للبحث عن الجذور التاريخية للأزمة السياسية في السودان وطرح الحلول
إرسال التعليق