كتبت الشاعرة السودانية روضة الحاج : يسرقون الكحل من عين القصيدة
كتبت الشاعرة السودانية روضة الحاج :
يسرقون الكحل من عين القصيدة
تنكأين الآن جرحاً
كنتُ أحكمتُ وصيدَهْ
وتزيدينَ اصطلائي
بحُميّايَ العنيدةْ
قلتِ ماذا؟؟
ليس كحلاً
إنَّما هُمْ
يسرقون الشوف من عينِ القصيدة!!
يا ابنة الحرف المُوشَّى
بالخُزامَى
بعبيرِ (الشيحِ)في الأرضِ السعيدةْ
إيهِ يا (ريميةَ) المعنى المُعنّى
بُحَّ صوتي
وأنا أبكي بلاداً
سرقوها
ثم مرّوا فوق جرحي وانتظاري
فوق حزني وانكساري
فوق نزفي واحتضاري
سرقوها
بالمواثيقِ الجديدةْ!!
يا بلادي
قسِّمي النيلَ إذا كنتِ
تُريدينَ انقساما
قسِّمي الشمسَ فما زالت تُغنِّي
للبيوتِ السُمرِ
من (نمولي) (لحلفا)
وتُسمِّي أهلَها السُمرَ الكراما
قسِّمي الليلَ المُغنِّي
حين يشدو (العطبراوي)
(أنا سوداني)
فنفني فيكِ وجداً وهياما
قسِّمي قلبي
إذا كنتِ تُريدينَ انقساما !!
قسِّمي أشواقَنا
عدلاً وقسطاساً مبينا
قسِّمي أحزانَنَا
أفراحنا
تاريخنَا الممتدَّ فينا
كلّما نودي (يا زول)
التفتنا
لهفةً وجداً وحباً وحنينا
فامنعينا!!
قسِّمي الأرض وقلبي
والمراعي ودمي
والسماواتِ وروحي
والفضاءاتِ ونبضي
يا بلادي
آهِ يا كُلِّي
وبعضي
يا معي
هل أنتِ ضدي؟
نُحْ مليَّا أيُّها الشاعرُ وأبكِ
فأنا
أطلبُ (التأشيرةَ) اليومَ لأرضي!!
قلتِ ماذا؟
يسرقونَ الكُحلَ من عينِ القصيدةْ؟
إنَّهم هم
سارقو الثورةِ والتاريخِ
والمستقبلِ الآتي
ودمعاتِ اليتامى
سرقوا تونسَ من ثورتِها
سرقوا دارفورَ من ثروتِها
سرقوا لبنانَ من روعتِهِ
سرقوا الجولانَ من عزتِهِ
سرقوا الصومالَ من إخوتِهِ
والعراقَ الحُرَّ من هيبتِهِ
سرقوا السودانَ من وحدتِهِ
وفلسطين المجيدةْ!!
وتقولين
لماذا يسرقونَ الكُحلَ من عينِ القصيدة؟
إنَّما الأرضُ ستبقى وتثورْ
طيننا
يمكن أن يُصبحَ ناراً0
طيننا
يُمكن أن يُصبحَ نورْ !!
#روضة_الحاج
#السمراء_روضة_الحاج
حفظ الله السودان وأهله
إرسال التعليق