وانتصرت الديمقراطية

وانتصرت الديمقراطية


​أخيرا وبعد ماراثون طويل وعقب انتخابات شهد بنزاهتها العالم فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتخابات الرئاسة ليحكم تركيا خمس سنوات أخرى ولاشك أن فوز أردوغان هو درس للعالم العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة فلقد أثبتت تلك الانتخابات أن احترام قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هي السبيل لحب الشعب لحاكمه وتمسكه به حيث فاز أردوغان بنسبة بسيطة ولكنها تعبر تعبيرا صادقا عن رغبة الشعب الحقيقية في اختياره لفترة جديدة ، هذا في الوقت الذي يعتقل فيه أقارب المرشحين أو يتم التضييق عليهم في بلادنا أو يتم اختيار مرشح دوبلير منافسا للحاكم لا يتمتع بأي شعبية لايهام العالم أن هناك حرية حقيقية وهو أمر أصبح سخرية العالم ولاشك أن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هي السبيل الوحيد للتقدم فبدونهما لن يتقدم المجتمع وهو ما استطاعت تركيا تحقيقه في سنوات حكم أردوغان حيث أصبحت تركيا دولة متقدمة صناعيا وأصبحت صناعتها تضاهي أرقى الصناعات في الدول المتقدمة ورغم أن أجندة أردوغان تجاه العالم العربي تتعارض في الكثير من الأحيان مع المصالح العربية سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا إلا أنه مما لاشك فيه تعكس قوة تركيا ومكانتها في العالم حيث أصبح لتركيا دور في معظم مناطق العالم بما يعكس قوتها ومكانتها كما أن فوز أردوغان هو انتصار للإسلام فلقد استطاع أردوغان خلال سنوات حكمه أن يعيد راية الإسلام لترفرف من جديد على تركيا بعد أن محبي الإسلام في عهد أتاتورك حيث منع الأذان والحجاب وحولت المساجد إلى كنائس كما حدث في مسجد أيا صوفيا ، يأتي هذا في الوقت الذي يحارب فيه الإسلام في بلاد الإسلام حيث تصدى الرعاع والسفلة والملحدين المشهد الإعلامي وعلى رأسهم إبراهيم عيسى وإسلام البحيري ومحمد الباز الذين شككوا في مبادئ الإسلام وقيمه ، وبدلا من منعهم في الظهور في وسائل الإعلام ومحاكمتهم على تصريحاتهم التي تدعوا إلى الكفر والإلحاد والرذيلة تصدروا المشهد الإعلامي بينما اهين رموز الإسلام وعلى رأسهم شيخ الأزهر الذي يتم تركيمه على مستوى العالم واستقباله بشكل يفوق رؤساء الدول في شرق آسيا والتي عبرت شعوبها عن احترامها وتقديرها للأزهر والذي يشكل رمزا للإسلام الوسطي المعتدل ولاشك أن تجربه تركيا هي درس لكل الحكام العرب أن الأمن الحقيقي يكمن في احترام حق الإنسان وأدميته في الحرية والكرامة ولتكن لنا عبرة في الخليفة العادل عمر بن الخطاب الذي استطاع فتح مشارق الأرض ومغاربها وعندما جاءه رسول كسري ليسأل عنه وجده نائما تحت شجرة فقال مقولته الشهيرة حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر .

​ مصطفى عمارة

إرسال التعليق