بعد فشل مفاوضات جنيف بين وفد الحكومة السورية والمعارضة
المهندس احمد العسراوي الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي السوري وعضوالمكتب التنفيذي لهيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي فى سوريا فى حوار خاص
الحكومة السورية المسئولة عن فشل جولة المفاوضات الاخيرة على الرغم من المرونة التى ابداها وفد المعارضة
نرفض التدخل التركي والايراني فى شئون سوريا ونطالب بخروج كل القوات والميلشيات التى دخلت سوريا مهما كانت توجهاتها
على الرغم من جهود المبعوث الدولى للسلام فى سوريا لتقريب وجهات النظر بين وفد الحكومة السورية والمعارضة فى المفاوضات التى جرت مؤخرا بجنيف الا ان تلك الجهود بأت بالفشل حيث اتهم وفد المعارضة وفد الحكومة بالتسبب فى فشل المفاوضات على الرغم من المرونة التى ابداها وفد المعارضة وفى ظل تلك التطورات ادلى احمد العسراوي الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي السوري وعضوالمكتب التنفيذي لهيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي فى سوريا واحد ممثليها فى هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره اذاء تلك التطورات الراهنة وفيما يلى نص هذا الحوار
— ما هي الاسباب التي أدت إلى عدم تحقيق الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة الدستورية التي عقدت في جينيف عن احراز أي تقدم يذكر في جولة المفاوضات الماضية؟
وفق ما ذكرت في المقدمة أعلاه فإن مهمة اللجنة الدستورية محددة بإصلاح دستوري، ووفق مدونة القواعد الإجرائية لعمل الرئيسين المشتركين (أحدهما من فريق الحكومة السورية والآخر من فريق هيئة التفاوض السورية)، يفترض أن يكون لدى اللجنة الدستورية المصغرة (لجنة الصياغة) جدولاً لأعمال الدورة قبل أول جلسة لها. وأن يبنى جدول الاعمال هذا على مقترحين من الرئيسين المشتركين قبل وقت كاف، يتحول المقترحان الى مشرع واحد بالتوافق بينهما من خلال اللقاءات الثنائية بين المبعوث الدولي الخاص وكل من الرئيسين المشتركين – لم يوافق فريق النظام على عقد لقاءات ثلاثية مباشرة بين المبعوث الدولي وكل من الرئيسين المشتركين – لكن ذلك لم يتم. فريق المعارضة قدم مشروعه قبل وقت كاف وه يتضمن الشجرة الكاملة لبناء الدستور، بينما فريق النظام لم يقدم مشروعه حتى صباح يوم الجلسة الأولى من الدورة الثانية وجاء تحت مسمى: البحث بالركائز الوطنية السورية من خارج عمل اللجنة الدستورية، ولم يتمكن المبعوث الدولي من ردم الهوة بين الفريقين مع أن فريق المعارضة قد عمل كثيراً لتجاوز هذه المعضلة بتقديم عدة مقترحات لذلك، كانت تواجه بالرفض من قبل فريق النظام.
في هذا السياق: لا أعتقد أن السوريين كل السوريين يختلفون على المبادئ العامة لسورية ويمكنني اختصارها هنا بما يلي: الجمهورية العربية السورية دولة مستقلة ذات سيادة على كامل ترابها الوطني، لا يجوز اقتطاع إي جزء من أراضيها أو التخلي عنه، ومن حقها العمل على استعادة الأجزاء المغتصبة منها بكافة الطرق المشروعة التي كفلها ميثاق الأمم المتحدة، واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة. والإخوة الكرد والتركمان والسريان الآشوري والشركس وغيرهم من المجموعات العرقية، جزء أساسي من النسيج الوطني السوري، علينا جميعاً العمل على ضمان حقوقهم المشروعة ضمن الدستور المنشود، في سورية الموحدة أرضاً وشعباً، وهذا لا يتناقض البتة، مع العمل على نظام الحكم الذي يعتمد اللامركزية الإدارية، ومع أن سورية جزء لا يتجزأ من الوطن العربي.
لكنني أعود لأكرر أن هذا ليس من مهام وصلاحية اللجنة الدستورية، ولا مانع لدينا من مناقشتها كمقدمة للدستور أو أن تتضمنها مواد الدستور ومبادئه حسب الموقع المناسب لها ضمنه.
2— وهل ترى ان الحكومة السورية تحاول كسب الوقت انتظارا لتغيير واقع على الارض؟
أرى أن هذا خطأ استراتيجي إن كانوا يفكرون بذلك، فالتغيرات على الأرض لن تنتج حلاً في سورية. قلنا ولا زلنا نقول: لن يكون هناك حسماً عسكرياً في سورية لصالح أي من الفريقين اللذان اختارا السلاح طريقاً للحل، مهما كانت مبررات أي منهما.
3- وما هي توقاعتكم بالنسبة لجولة المفاوضات القادمة التى سوف تجرى فى سوتشي ؟
دور السوريين فى المفاوضات يبقى جانبيا والفرقاء الثلاثة روسيا وتركيا وايران هم الذين يتفاوضون
4— هل تعتقد أن حلا من الخارج سوف يفرض في النهاية على وفد الحكومة والمعارضة بما يعكس مصالح الدول التي لديها قوات في سوريا؟
هذا الذي لا نريده ونتخوف منه، ومن هنا أستغرب إصرار فريق النظام بعدم التقدم نحو الحل السوري / السوري. مع أن سورية مهددة بالأسوأ – لا سمح الله – إن تعذر الحل الوطني فيها.
5— ما هي ابعاد المخطط التركي في سوريا في ضوء العملية التركية التي جرت مؤخرا شرق الفرات؟
لا نستطيع تقدير الابعاد الكاملة للرؤية التركية طالما أن غير معلنة، تصريحاتهم المعلنة تقول بأنهم سيخرجون من سورية عند الوصول للحل السياسي فيها. لكننا ” هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي مجتمعة وقواها السياسية منفردة ” ومن منطق التخوف هذا أعلنا موقفنا المعلن ببيانات رسمية، بأننا ندين هذا التدخل مهما كانت مبرراته، كما سبق لنا وأن أدنا التدخل الإيراني في سورية. وبكل مواقفنا نطالب بخروج كل القوات والمليشيات التي دخلت الى سورية مهما كانت توجهاتها.
6— هل ترى ان هناك تفاهمات تركية مع كل من واشنطن وموسكو حول دور تركي في سوريا خلال المرحلة القادمة؟
العلاقات الدولية تبنى على المصالح الاستراتيجية ولا تبنى على القيم الأخلاقية، من هنا لا أستبعد كل المشاريع التي تبنى ضد المصالح الوطنية والقومية لسورية أولاً وللوطن العربي ثانياً. وأرى أن كل ذلك يصب في مصلحة الكيان الصهيوني.
7— ما هو تفسيركم لعودة القوات الامريكية مرة اخرى وسيطرتها على حقول النفط السورية؟
هم لم يخرجوا حتى يعودوا، هي مصالح يتم من خلالها توزيع الأدوار.
8— كيف ترى تأثير الاحداث التي تجري في إيران والعراق ولبنان على المخطط الايراني في سوريا؟
أثبتت وقائع التاريخ والجغرافيا، بأن المشروع الإيراني قد كشف نفسه بنفسه، وأصبح مرفوض من كل القوى الحية في الوطن العربي.
9— ما هي إمكانية عودة تنظيم داعش مرة أخرى إلى سوريا؟
من صنعها أول مرة، ومن تعاون معها عدة مرات، هم من يستطيعون الإجابة.
10— في النهاية في ظل التطورات الراهنة هل تتوقع عودة سوريا مرة أخرى لشغل مقعدها في جامعه الدول العربية؟
لا أعتقد ذلك قبل الحل السياسي المنشود .
إرسال التعليق