رسالة إلى السيسي

رسالة إلى السيسي



​بعد وصول الإخوان إلى حكم مصر عقب ثورة ٢٠١١ واكبر وأهم الأحداث التي شهدتها مصر والمنطقة خاصة أن الإخوان قبل هذا الحادث كان تنظيم يوصف بالتطرف والإرهاب من جانب الأنظمة الحاكمة منذ العهد الملكي وحتى تلك الثورة وكما أضاع الاخوان الفرص السابقة منذ العصر الملكي ومرورا بحكم عبد الناصر والسادات ومبارك فلقد أضاعوا تلك الفرصة التاريخية التي كانت كفيلة بأن يكون لهم الدور الأكبر في الحياة السياسية المصرية ولم يكن سقوط حكم الإخوان بعد عام واحد من توليهم السلطة مح١ مفاجئة بل كان متوقعا لافتقادهم الخبرة السياسية التي تؤهلهم للحكم وسعيهم لأخونة الدولة واستبعاد التيارات السياسية الأخرى مغلبين مقولة أهل الثقة افضل من أهل الخبرة وهي مقولة أدت إلى سقوط العديد من الأنظمة التي حكمت مصر وعلى رأسها حكم عبد الناصر الذي قرب إليه المشير عامر وأوكل له قيادة الجيش على الرغم من عدم امتلاكه المؤهلات لهذا المنصب وكان نتيجة ذلك تلقي مصر أكبر هزيمة في تاريخها عام 1967 وفي ظل افتقار الإخوان الخبرة السياسية واستعجالهم الوصول للسلطة ارتكب الإخوان اكبر خطأ في تاريخهم بالترشح لمنصب الرئاسة ولم يدرك الإخوان انةاحيش الذي حكم مصر وكان له دور كبير في حكم مصر منذ عصر محمد علي لا يمكنه التنازل عن السلطة لشخصية مدنية والتي كان يمكن أن تحاسب الجيش على تجاوزاتهم واستغلالهم للسلطة والثروة وأذكر هنا أنني أجريت مع اندلاع ثورة يناير حوار صحفي مع يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي والذي كشف أنه طلب من الرئيس السابق محمد مرسي عدم ترشح الإخوان للرئاسة لأن الأوضاع في مصر وافتقاد الإخوان الخبرة السياسية كان كفيل بعدم نجاح تلك التجربة وأنه من الأفضل لهم الاكتفاء بدور المعارضة في مجلس النواب ورغم اقتناع مرسي بما قاله إلا أنه فوجئ بترشحه للرئاسة لأن القرار لم يكن بيده ولكن بيد خيرت الشاطر الرجل القوي بالاخوان وكان طبيعيا أن يدفع الإخوان ثمن هذه الخطة حيث استغل المجلس العسكري الإخوان كمطية لتشويه صورتهم أمام الرأي العام حتى لا تقوم لهم قائمة ونجح هذا المخطط والذي لعبت فيه عدم توافر الخبيرة السياسية للإخوان وتأمر أجهزة الدولة لإفشال تلك التجربة حيث رفضت كل أجهزة الدولة التعاون معهم وتم الإفراج عن المجرمين وقطاع الطرق لإثارة الفوضى في الشارع وكان آخر تلك الحلقات أزمة الكهرباء والغاز والتي نعاني من تجربة شبيهة الان حيث رفضت محطات الوقود تموين السيارات بدعوى عدم وجود بنزين وسولار في محطات الطاقة وكان طبيعيا ومع ظهور حركة تمرد التي دعمتها أجهزة الدولة أن ينقلب الراي العام على الإخوان وكما حدث في ثورة يناير عندما نزل الجيش إلى الشارع لإيقاف مخطط التوريث ٥لقد نزل الجيش مرة أخرى لخلع نظام الإخوان وعودة الجيش إلى السلطة وبغض النظر عن المؤامرة التي حيكت إلا أن الرأي العام رحب بعودة الجيش إلى السلطة املا في عودة الاستقرار كما أن الجيش يتمتع بمكانة خاصة الدى الرأي العام لانه وقف دائما بجانب الشعب وخاض الحروب تلو الحروب من أجل الدفاع عن أرضه إلا أن حالة الرضا والتأييد من جانب الرأي العام للنظام الحاكم في مصر بدأت تتقلص رويدا رويدا مع تفاقم الفقر والمعاناة لدى الطبقة الكادحة وإهدار مليارات الدولارات في مشروعات لن يستفيد منها سوى الطبقة الثرية فضلا عن تزايد الديون الخارجية والداخلية بشكل خرافي وتراجع الدور المصري في المنطقة لصالح دول خليجية أبرزها السعوديه والامارات التي تشير أصابع الاتهام إليها بلعب دور في المنطقة لصالح إسرائيل وفشل النظام في التعامل مع أزمة سد النهضة على الرغم من أهمية مياه النيل في مصر وكان اخر تلك الازمات إن لم يكن آخرها أزمة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة على الرغم من أن مصر تعد حاليا اكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي وهو ما أعاد إلى الأذهان ذكريات أزمة انقطاع الكهرباء ونقص الطاقة في نهاية عصر مرسي وفي ظل تلك الازمات التي تهدد البنيان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لمصر أصبح هناك خطورة من انفجار متوقع اجلا ام عاجلا متمثلا في ثورة جياع قد لا تكون منظمة ولكنها ستأكل أمامها الاخضر واليابس وفي ظل تلك المخاطر التي تهدد مستقبل الوطن فإنني وبحكم حرصي على مستقبل هذا الوطن وحبي لجيش مصر الذي كان دائما حائط صد أمام كافة المؤامرات فإنني أتوجه برسالة الى الرئيس السيسي بضرورة تصحيح الاخطاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وبناء وطن جديد قائم على الحرية والديمقراطية وإسناد المسئولية إلى حكومة من التكنوقراط والمتخصصين وبدون ذلك فإننا سنواجه كارثة إما اجلا او عاجلا اللهم ما بلغت اللهم فاشهد .

​مصطفى عمارة

إرسال التعليق