تصاعد الأصوات المعارضة داخل إيران مؤشر جدي على اقتراب سقوط النظام
كتب مصطفى عماره
اطلقت جماعة “مؤتلفة” المتحالفة مع حكم الولي الفقيه في ايران سلسلة اعترافات بسوء اوضاع النظام، وانتقادات لطريقته في ادارة ازماته، متسائلة عن اسباب الخسائر والنزاعات، وتحول داعمي الملالي الى منتقدين لسياسة ابراهيم رئيسي، دون اغفال انكشاف فجاجة وفساد فكرة توحيد اركان الحكم، التي ظهرت نتائجها بوضوح.
لا يقتصر الاعتراف بفشل حكم خامنئي الأحادي الجانب، تعثر النظام، والظروف المتفجرة ـ المتزامن مع مرور عامين على فضيحة الانتخابات ـ على فريق أو وسيلة إعلام، فقد اعترف العديد من مقربي الحكم بفشل نظرية التوحيد.
قال أحمد زيد أبادي ان حكومة رئيسي الفرصة الأخيرة مشيرا الى استحالة نجاح طريقة تفكيرها، اكد النائب السابق لرئيس مجلس مدينة طهران حسن بيادي على ان نفس المجموعة التي كانت متعاطفة تحولت الآن إلى عدة فصائل مما يدلل على غباء عملها واوهامها وعجزها عن التخطيط، تساءل الخبير الحكومي محسن رناني عن “الخير الذي رأوه من هذا التوحيد” مشددا على غياب الحلول للمشاكل التي تعاني منها البلاد، جاء في قراءة للخبير الحكومي عبدالرضا داوري ان المشروع الذي تم تعريفه بالمشروع الثوري الشاب المخلص فشل في زمن حكومة رئيسي، عبر ………….. مستشار لاريجاني في البرلمان العاشر عن اعتقاده بان عدد الاعضاء الرسميين لجبهة الصمود في البلاد، لا يتجاوز ركاب حافلتين، وطالب حسين مرعشي الحكومة بالاعتراف بالفشل وتغيير السكة قبل فوات الاوان.
الحقيقة التي يمكن التقاطها من بعض الاعترافات هي أن فشل إبراهيم رئيسي لا يعني اخفاق الحكومة وحسب بقدر ما هو دليل فشل خط كان من المفترض أن يتقدم مع الانكماش ويحول دون الانتفاضات ونجاحات المقاومة.
ستتضرر الثورة والمثال الاعلى من هذه السياسة، ولن يقتصر الامر على الحكومة وحدها ـ حسب ما جاء في رسالت ـ فقد أراد خامنئي كسب الوقت لنظامه، ببتر أطرافه، ومع تقدم الانتفاضة والمقاومة، واجه النظام بأكمله خطر الانهيار والدمار.
قال عباس عبدي الخبير الحكومي المحسوب على العصابة المهزومة في إشارة إلى الآثار الخطيرة للهزيمة على سلامة النظام “يريدون النجاة من خلال القضاء على الآخرين، لكنهم لا يرون في ذلك عامل تدمير لهم، وكلما تسارع هذا المسار أكثر، يسرعون عملية التدمير” فيما اشار مهدي نصيري رئيس تحرير صحيفة “كيهان” السابق الى ان “النظام مذل لدرجة اختطاف احد مواطنيه لتحصيل الأموال المحجوبة” وتنبعث رائحة الذل واليأس من الذين أرادوا تحويل البيت الأبيض إلى حسينية، تحدثوا عن تجاوز نقطة التحول التاريخية، وحولوا إيران إلى متجر يقايض الزيت بالغذاء والدواء.
وصول الاعترافات بالفشل الى عصب النظام يدلل على حالة اليأس والاحباط التي وصل اليها حكم الملالي، الذي يواجه افرازات عجزه عن حل ازماته التي ضاعفت تراكمها وتفاقمها على مدى العامين الماضيين، لتبشر بسقوط قريب.
إرسال التعليق