دولة الإمارات الإسرائيلية

دولة الإمارات الإسرائيلية


​منذ تأسيس دولة الإمارات العربية وانا انظر بإعجاب وتقدير لمؤسسها ورئيسها الشيخ زايد آل نهيان والذي كانت له مواقفه المشهودة في دعم العرب بصفة عامة ومصر بصفة خاصة سلما وحربا خاصة أثناء حرب اكتوبر المجيدة وما بعدها كما كان للشعب الإماراتي ولا زال تقدير خاص في قلبي كشعب يتسم بالخصال العربية الأصيلة من كرم وشهامة وأصالة وكنت آمل أن يستمر نهج حكام الإمارات على الخط الذي رسمه الشيخ زايد في دعم القضايا العربية ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وبعد أن كانت الامارات اول الداعمين للقضايا العربية أصبحت خنجر في ظهر العرب بعد اقدامها على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي يواصل فيه الكيان جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاته للاماكن المقدسة وكما فعلت القوى الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل في الماضي مع دولة قطر في اتخاذها كقاعدة للتأمر على العالم العربي فلقد اختارت اليوم الإمارات للقيام بتلك المهمة ولم يقتصر الأمر على الاضرار بالقضية الفلسطينية بل امتد للتأمر على الدور السعودي في اليمن ودعم التمرد في السودان ودعم اثيوبيا في ملف سد النهضة على الرغم ما يمثله ذلك من أضرار على أمن مصر المائي وكانت زيارة محمد بن زايد الأخيرة إلى إثيوبيا والاتفاق معها على دعمها اقتصاديا في الوقت الذي تواصل فيه اثيوبيا الملئ الرابع لسد النهضة معرضة أمن مصر المائي لافدح الأخطار لهو خير دليل على ذلك ولعل خطورة الدور الإماراتي في مصر بصفة خاصة تكمن في قيامها بشراء أصول استراتيجية وأراضي في مصر ثم نقل ملكيتها من الباطن لرجال أعمال إسرائيليين كما حدث في حي الشيخ جراح في القدس حتى تتمكن إسرائيل من السيطرة على القرار المصري وتحقيق حلمها القديم من النيل إلى الفرات وإذا كنا نلقي باللوم على حكام الإمارات في القيام بهذا الدور فإن اللوم الأكبر يقع على النظام المصري الذي فرط في مقدرات مصر لصالح الامارات غم علمه بهذا المخطط وعلاقات الامارات الوثيقة بإسرائيل ودورها في تحقيق أهدافها بالمنطقة بل سارع هذا النظام إلى إرسال تهنئة لحاكم الإمارات وكذلك قائد الجيش السوداني بعد قرارهما بتطبيع العلاقات مع إسرائيل رغم خطورة هذا على الأمن القومي المصري وإذا كان هذا النظام قد فرط في مقدرات مصر بما يخدم المخططات الإسرائيلية في المنطقة فإن الأمر يتطلب من القوى السياسية الوطنية التكاتف وتشكيل راي عام ضاغط للتصدي لهذا المخطط الذي يستهدف حاضر مصر ومستقبلها .

​مصطفى عمارة

Previous post

عقب تحذيرات وزارة الصحة العالمية من انتشار متحور كورونا EG5 د/ محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشؤون الصحيه للزمان مصر لم تشهد الأن ظهور حالات للفيروس الجديد

Next post

حملة شائعات لترشح قيادات بالقوات المسلحة لانتخابات الرئاسة ومصدر بلجنة العفو الرئاسي يكشف للزمان اسرار قيام السيسي بالإفراج عن رموز بارزة من قيادات ثورة يناير

إرسال التعليق