الشفافية المفقودة

الشفافية المفقودة


​كالعادة لم تفي الحكومة بوعودها بعودة التيار الكهربائي إلى طبيعته خلال شهر سبتمبر ولم تكتفي بذلك بل قررت زيادة فترات التحميل ساعة إضافية دون تحديد موعد لإنهاء تلك الأزمة بل وضعت احتمال اخر لزيادة تلك المدة وكانت الحكومة قد وضعت حجج واهية لانقطاع الكهرباء فأدعت اولا أن ذلك راجع إلى الموجة الحارة التي مرت بها البلاد ثم ادعت بعد ذلك إلى نقص المازوت اللازم لتشغيل شبكات الكهرباء على وعد بأن تنتهي الأزمة خلال شهر سبتمبر بعد توفير الحكومة مبلغ ٣٥٠ مليون دولار لشراء المازوت اللازم لتشغيل المحطات ولاشك أن هذا النهج الذي تتبعه الحكومة في التعامل مع الشعب يعطي دلالة على عدم احترام الحكومة لهذا الشعب وهو ما سوف يكون له تداعياته الخطيرة على الاستقرار في مصر الذي تحمل مالا يطيق وأخشى أن يتطور الأمر لانفجار ثورة جياع تطيح بالاخضر واليابس وتضع مصر في مستقبل مجهول لا يعمل نتائجه الا الله خاصة في ظل المخططات الخارجية التي تستهدف مصر والتي تراها القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل عقبة نحو تنفيذ مخططاتها في تقسيم المنطقة وتقسيم ثرواتها وللاسف فإن النهج الذي تسلكه الحكومة حاليا لا يختلف عن النهج الذي تتبعه رأس النظام عندما وعد الشعب بعد وصوله إلى السلطة بأن الوضع سوف يتغير في مصر خلال عامين ليرى الشعب المصري مالم يرى من قبل وبالفعل رأى الشعب بعد عامين مالم يراه من فساد وفقر حيث ارتفعت الأسعار بصورة تفوق قد رأت الأسرة المتوسطة التي ازدادت فقرا كما تم التفريط في حصة مصر في مياه النيل وقامت اثيوبيا بالملئ الأول وحتى الرابع دون أن يحرك النظام ساكنا سوى بتصريحات التي تدعوا الشعب إلى عدم القلق وزاد حجم الديون الخارجية بشكل لم يسبق له مثيل بصورة تهدد بوصاية الدول الكبرى والمؤسسات الدولية على الاقتصاد المصري كما حدث في السنوات التي سبقت احتلال مصر ورغم تلك الكوراث التي حلت بمصر وشعبها إلا أن أبواق التملق والنفاق استمرت على عهدها بالدعاية لتمديد حكم الرئيس لاستمرار الانجازات وإقامة الجمهورية الجديدة فأي جمهورية يريدون استمرارها اهي جمهورية الفقر أو الكبت أو الفساد واعتقد أن الذين يرددون ذلك لا يحبون مصر أو الرئيس بل يحبون أنفسهم ومصالحهم وسوف ينقلبوا على الرئيس في حالة وجود نظام آخر كما حدث من قبل في عهد عبد الناصر ومبارك .. أنني ومن منطلق حبي لمصر وجيشها الذي وقف دائما مع شعبه وتطلعاته في الحرية أناشد الرئيس السيسي بأن تكون هناك وقفة مع النفس لمراجعة المسار وتصحيح الاخطاء قبل أن ينفجر الموقف والذي سوف يؤدي إلى خسارة الجميع واولهم مصر التي سوف تحتاج إلى عشرات بل مئات السنين كي تنهض من جديد فهل يعيد الرئيس تصحيح المسار قبل فوات الاوان .

​مصطفى عمارة

إرسال التعليق