عقب تصاعد هجمات الميلشيات الموالية لإيران ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق
د/ مصطفى عماره مدير مكتب جريده الزمان الدولية بلندن والكاتب الصحفى والمحلل السياسي لمنصة تارجيت الإعلامية: تصاعد هجمات الميلشيات الموالية لإيران ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق جاء ردا على الدعم الأمريكي للعدو الصهيوني في عدوانه ضد غزة وسوريا
شهدت الأيام الماضية تصاعد لهجمات الميلشيات الموالية لإيران على القواعد الأمريكية في كلا من سوريا والعراق ، وعن الأسباب التي أدت إلى تصاعد تلك الهجمات أرجع عدد من الخبراء السياسيين أن الدعم الأمريكي اللامحدود للعدو الصهيوني في عدوانه على غزة وسوريا هي السبب الأساسي لتصاعد تلك الهجمات ، وفي هذا الإطار قال الباحث في العلاقات الدولية محمد ربيع الديهي، في تصريحات لمنصة تارجيت الإعلامية: “إن تكرار استهداف القواعد الأمريكية من قبل إيران ربما يأتي في إطار ردود فعل طهران أو محاولة من قبل الأخيرة للتأكيد على وجودها في المنطقة وتحديداً في العراق وسوريا، والتأكيد على إمكانية الرد على الولايات المتحدة إذا كان هناك استهداف أو تهديد للميليشيات أو العناصر التابعة لها، مشيراً إلى أنه لا يمكن القول أنها محاولة من إيران لحفظ ماء الوجه لعدم انخراطها بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولكنها محاولة للتأكيد على أنه في حال التصعيد من قبل إسرائيل تجاه لبنان، ستستهدف القواعد الأمريكية وأماكن التواجد الأمريكي”.
ويضيف الديهي، أن دعوة أمريكا لرعاياها بعدم السفر للعراق والتفكير في خطط الإجلاء حال التصعيد، تأتي في إطار المخاوف من تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وخاصةً في ظل ما تقوم به إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني وانتهاك سيادة الدولة الفلسطينية وقواعد القانون الدولي الإنساني، في ظل دعم ومساندة أمريكية واضحة لها، ووجود الرعايا الأمريكيين في الشرق الأوسط يعني إمكانية استهدافهم”.
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ومدير مكتب جريدة الزمان الدولية في لندن مصطفى عمارة، “إن الاستهدافات للقواعد الأمريكية في المنطقة هو يأتي رداً على الدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل في هجومها على غزة وعلى سوريا والذي تمثل مؤخراً بضرب متكرر لمطاري دمشق وحلب وإخراجهما عن الخدمة بزعم وقف دعم إيران لحزب الله اللبناني وحركة حماس، وعليه فإن الاستهدافات رسالة موجهة للولايات المتحدة بأن استمرار دعمها لإسرائيل سيقابل برد ليس فقط سياسياً”.
ويشير عمارة في تصريحات لمنصة تارجيت، إلى أن دعوة الولايات المتحدة لرعاياها بعدم السفر لبعض مناطق الشرق الأوسط وخاصةً العراق، هو لخشيتها من تعرض هؤلاء الرعايا لهجمات من قبل الشعب في تلك الدول، مشيراً إلى أن الرعايا الأمريكيين في كل مكان سيكونون خلال المرحلة المقبلة مستهدفين في حال استمرار الدعم لإسرائيل، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية بغزة والدعم الأمريكي لها سيكون محدوداً لأن إيران لا تريد مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة لأن اتساع نطاق الحرب ليس في مصلحة أحد ففي حال خسارة واشنطن لجنود بالمنطقة فإن المنطقة ستتعرض لتدمير وانتقام من قبلها، لذلك تعتبر طهران أنه من الحكمة تحريك حلفائها للقيام بعمليات محدودة ضد المصالح الأمريكية كنوع من التحذير من التوسع والتدخل بشكل مباشر بالحرب في غزة”.
وينظر إلى تصاعد الهجمات من قبل الفصائل التابعة لإيران ضد القوات الأمريكية في سوريا بحسب محللين، على أنه محاولة من قبل طهران لحفظ ماء وجهها لعدم انخراطها إلى جانب حزب الله بالحرب بين إسرائيل وحركة حماس على اعتبار رفعها شعار “المقاومة” ضد إسرائيل واستمرار تمسكها بهذه السردية لمواصلة إرسال الأسلحة إلى العراق وسوريا ولبنان وفرض هيمنتها في عدة مناطق، إلى جانب هدف تحويل سوريا إلى ساحة أساسية للصراع للحفاظ على وضع حزب الله اللبناني والفصائل الموالية لها بالعراق كما هو دون انخراط الحزب في مواجهات مباشرة تقود إلى إضعافه وعرقلة خطط المشروع الإيراني الأكبر باعتباره رأس الحربة في هذا المشروع.
مصطفى عماره
إرسال التعليق