غصة في حلق خامنئي
قوبل ترؤس سفير نظام الملالي للمنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، الذي استمر ليومين في جنيف، بغضب واسع بين الايرانيين، الذين رأوا في الاجراء تسامحا مع جرائم الولي الفقيه وفشلا اخلاقيا للمنظمة الدولية.
ونظم الايرانيون تظاهرة احتجاجية أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة في اليوم الثاني لاجتماع المنتدى، تمت خلالها قراءة رسالة الرئيسة المنتخبة من المقاومة الايرانية مريم رجوي، وترددت هتافات تعبر عن احتجاجات الايرانيين.
اعرب متحدثون من أعضاء المقاومة وأبناء الجاليات الإيرانية وأقارب الشهداء الذين تعرضوا للتعذيب والإعدام على يد نظام الجلادين و شخصيات أوروبية عن اشمئزازهم من الاجراء، واصفين ما جرى بأنه “خنجر في قلب حقوق الإنسان” و”يوفر الوقود للإرهاب” و”يعرض السلام في المنطقة والعالم للخطر” و”نقطة مظلمة في تاريخ الأمم المتحدة” و”عمل ضد جميع قيم الأمم المتحدة”، “فشل أخلاقي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي” وتم الإعلان عن بيان وقعته أكثر من 180 شخصية حقوقية وقضائية بارزة وحائزين على جائزة نوبل، جاء فيه “ان هذا المنتدى يُمنح للنظام الإيراني في وقت يتحمل هذا النظام المسؤولية عن الدور الأكبر في إشعال النار في منطقة الشرق الأوسط، ويقتل ويشرد مئات الآلاف من الأشخاص” وترتكب الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان في الداخل.
قال طاهر بومدرا الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة عن معسكر أشرف في العراق ومدير مؤسسة العدالة لضحايا مذبحة 1988 “إن رئاسة نظام يعد أبرز منتهك لحقوق الإنسان مؤسسة حقوقية تابعة للأمم المتحدة استهزاء بالأمم المتحدة و المبادئ الدولية المعترف بها، واصفا نظام الملالي بأنه رمز لانتهاكات حقوق الإنسان وصاحب الرقم القياسي في الإعدامات، كما ذكّر بتأكيد المقرر الخاص لحقوق الإنسان جاويد رحمن على انتهاك نظام الملالي لحقوق الانسان، الذي انعكس على التقرير الأخير لأمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وأشار لتناقض التقرير مع تعيين ممثل النظام الإجرامي رئيسا للمنتدى، واعتبر هذا التناقض مظهرا آخر للخلل في هذه المنظمة الدولية، وأشار إلى تجربته عندما كان مسؤولا عن حقوق الإنسان في العراق وممثلا للأمين العام فيما يتعلق بأشرف، حيث كان يتم اخضاع التقارير لرقابة أنظمة الأمم المتحدة لاخفاء ما كان يحدث.
ذكرت صفورا سديدي التي تعرض والدها و7 من أفراد عائلتها للمذبحة على يد حكم الولي الفقيه ان رئاسة نظام الملالي للمنتدى تشجع هذا النظام على إعدام السجناء وقتل المتظاهرين في الداخل وتصدير الإرهاب والترويج للحرب في الخارج.
قال العضو السابق في الجمعية الوطنية الفرنسية ورئيس اللجنة الفرنسية من أجل إيران ديمقراطية جان بيير برار ان “تعيين ممثل للديكتاتورية الحاكمة في إيران رئيسا للمنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة يتعارض مع كل قيم الأمم المتحدة” مؤكدا على ان “أغلبية الجمعية الوطنية الفرنسية متفقة على قضية واحدة هي قضية إيران وحريتها” وتقف إلى جانب الشعب الإيراني والمقاومة.
اكدت الرئيسة المنتخبة من المقاومة في رسالتها الموجهة للمحتجين خيبة الأمم المتحدة التي ظهرت للوجود نتيجة غضب العالم وخجله من الدماء والمعاناة في الحربين العالميتين ـ لأن مؤسساتها الحقوقية ملوثة بنظام الملالي وتذبح تحت أقدام وحش الاستبداد ـ وجددت رجوي دعوتها الى طرد نظام الملالي من كافة مؤسسات الأمم المتحدة ومحاكمة قادة النظام بتهمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
تحولت اللقمة التي ألقاها المهادنون في فم دكتاتورية الملالي الى غصة في حلق خامنئي بفضل الحملة السياسية التي تشنها المقاومة الإيرانية، جهود الإيرانيين الأحرار، والحضور النشط لداعمي المقاومة الإيرانية الصامدين، وصفعة مذلة أخرى للولي الفقيه أمام أعين العالم.
إرسال التعليق