شماعة الفشل

شماعة الفشل

 

على الرغم من الأخطاء التي ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين قبيل وصولهم إلى الحكم وبعده وهي الأخطاء التي أدت إلى سقوط حكمهم بعد عام واحد إلا أن النظام المصري والحكومة المصرية علقت لفترة من الزمن على القرارات الخاطئة التي اتخذتها والتي أدت إلى أزمة اقتصادية طاحنة لا نزال نعاني منها حتى اليوم على شماعة الإخوان على الرغم من نجاح النظام في استئصال الإخوان من المجتمع المصري والقبض على القيادات الرئيسية لهم فضلا عن هروب البعض الآخر إلى مصر وبلغ الاستخفاف بعقول الراي العام أن وزير النقل والمواصلات برر في وقت من الأوقات تزايد حوادث القطارات إلى قيام عناصر الإخوان باقتلاع قضبان السكة الحديد وتركيب قضبان بلاستيك فهل يعقل ذلك ؟ كما بررت الحكومة فشل الجهاز الإداري إلى وجود عناصر من الإخوان وهو ما أدى بصدور قرار بفصل كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان أو يتعاطف معهم من الجهاز الحكومي على الرغم من إعلان النظام المصري قبل ذلك أنه لن يتم محاسبة الناس على أفكارهم ولكن سيتم محاسبة العناصر التي تحمل السلاح ضد الدولة وعندما انقسمت شماعة الإخوان بعد إلقاء القبض على معظمهم واستئصال المنتمين أو المتعاطفين معهم من الجهاز الإداري بدأت الحكومة المصرية في التفكير في شماعة أخرى لتبرير فشلها مستغلة في ذلك بعض الأزمات التي حدثت في العالم كأزمة كورونا وكرب اوكرانيا لتبرير فشلها وكان آخر الحجج الفارغة تبرير انقطاع الكهرباء بالموجة الحارة مع الوعد أن الأمور سوف تعود كما كانت بعد زوال فصول الصيف ورغم بداية فصل الخريف وانكسار الموجة الحارة الا أن انقطاع الكهرباء تواصل ولم تذكر الحكومة السبب الحقيقي للأزمة وهي تصدير الغاز إلى الخارج للحصول على دولارات لتغطية عجز الموازنة بعد أن بلغت الديون الخارجية والداخلية أرقام فلكية سوف يتحمل عبثها الأجيال القادمة ثم جاءت حرب غزة والتي اثبت الشعب المصري خلالها اصالته وتضامنه مع الشعب الفلسطيني من خلال قوافل الاغاثات التي أرسلت إلى معبر رفح وفشلت الحكومة في إدخال الوقود إلا بعد استئذان الجانب الإسرائيلي رغم أن هذا المعبر الان مسئولية مصر والجانب الفلسطيني وكان يجب على مصر في ظل ما أعلنته الحكومة من رفض التهجير أن تستخدم كل وسائل الضغط على الجانب الإسرائيلي من قطع العلاقات ووقف الاتفاقات الموقعة مع الكيان الصهيوني فضلا عن حماية قوافل الإغاثة التي تعبر معبر رفح كما حدث عندما هددت مصر باستعمال القوة لحماية القوافل المصرية المشاركة في تعمير غزة وأعتقد أن إسرائيل كانت ستتراجع عن موقفها المتعنت لأنها لا تريد الدخول في مواجهة مع مصر بعد أن اخرجتها من حلبة الصراع العربي عقب اتفاقية كامب ديفيد وعندما اندلعت المظاهرات عند معبر رفح وفي العديد من الدول المصرية والتي تطالب بفتح الحدود بدأت الأجهزة الحكومية حملة شرسة على حركة حماس متهمة إياه بسوء تقدير فعل الجانب الإسرائيلي والذي دفع ثمنه الشعب الفلسطيني والشعب المصري وإذا كانت حماس قد أخطأت في تقدير رد فعل الجانب الإسرائيلي فإن رد فعل حماس كان سيحدث أجلا أو عاجلا ولو من الشعب الفلسطيني الذي قام مؤخرا بعمليات في الضفة وأراضي فلسطين 48 أذهلت الجانب الإسرائيلي وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر خاصة أن الفترة الماضية رفضت إسرائيل كافة مبادرات السلام التي طرحت لإقامة سلام دائم وشامل قائم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشريف بدعم امريكي وواصلت انتهاك المقدسات والتنكيل بالشعب الفلسطيني ومواصلة فرض الحصار الخانق على قطاع غزة فماذا ينتظر العالم من شعب يعيش حياة هي أقرب للموت وعلى الأمة العربية ومصر مساندة الشعب الفلسطيني لأن قضية فلسطين هي قضية مصرية قبل أن تكون قضية الشعب الفلسطيني في ظل المطامع الإسرائيلية بإقامة دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات ، وفي ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه مصر خاصة ونحن مقدمون على إقامة الجمهورية الجديدة فإننا مطالبون اليوم قبل غدا بإعادة تصحيح المسار من خلال تشكيل حكومة كفاءات تخطط للمرحلة القادمة على أساس علمي وليس على أساس الثقة والولاء وتعديل النظام الانتخابي سواء البرلماني أو الرئاسي بشكل يعكس الإرادة الحقيقية للشعب والعمل على استعادة مكانة مصر العربية والإقليمية والدولية والتي فقدتها خلال المرحلة القادمة خاصة بعد اتفاقية كامب ديفيد وبهذا فقط ستعود مصر إلى مكانتها الطبيعية كرائدة بين الأمم .

مصطفى عماره

إرسال التعليق