تمخض الجبل فولد فأرا
وكما كان متوقعا تمخض الجبل فولد فأرا فعلى الرغم من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية إلا أن مواقف الدول العربية والإسلامية جاءت كما توقعنا مخيبة للأمال فبدلا من تحرك فوري لإنقاذ الشعب الفلسطيني من تلك المحرقة التي خلفت وراءها آلاف الضحايا من النساء والأطفال قرر قادة تلك الدول الاجتماع بعد أكثر من شهر من بداية الحرب ولعل هذا التأخير يكشف عن المؤامرة التي تحاك ضد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من الإنتظار طوال تلك المدة حتى تكمل إسرائيل مهمتها في إبادة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية انتظارا لرسم خريطة جديدة في المنطقة يضعها العدو الصهيوني بدعم امريكي غربي بمشاركة المتأمرين والمتخاذلين من الحكام العرب وأعوانهم ولعل هذا المخطط يظهر في الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي أمام المستشار الألماني عندما عرض إمكانية ترحيل الفلسطينيين إلى صحراء النقب حتى تنهي إسرائيل عملياتها في غزة ولعل هذا الهدف هو ما تسعى إليه تلك الدول وعلى رأسها السلطة الفلسطينية التي تنسق مع الجانب الإسرائيلي في إلقاء القبض على المقاومين الفلسطينيين في المخيمات وهي ترى أن تلك الحرب هي فرصة ذهبية لها في العودة إلى حكم قطاع غزة بعد القضاء عليها فضلا عن دول الخليج العربي والتي ترى أن المقاومة تقف عثرة في وجه مخططاتهم الرامية إلى استكمال التطبيع مع إسرائيل وكما كان متوقعا فلقد تمخضت القمة عن كلمات إنشائية لقادة الدول المجتمعة لا تحمل على أي إجراءات لإجبار العدو الصهيوني وداعميه على وقف العدوان وإدخال المعونات الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر إلا أن الله أراد أن يحبط تلك المخططات كما قال في كتابه الكريم ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين ، فانتفضت الجماهير في الكثير من البلاد العربية والإسلامية وحتى في الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل في مظاهرات حاشدة تندد وتطالب بفتح باب الجهاد بعد أن أحيت تلك الحرب مشاعر الجهاد في قلوب الأجيال الجديدة التي لم تحاول الأنظمة العربية إشغالها بالازمات الاقتصادية التي صنعتها وحتى لو حققت إسرائيل هدفها بالسيطرة الشكلية على قطاع غزة فإنها لن تستطيع إخماد المقاومة التي لن تنفجر في غزة أو الضفة الغربية فقط بل ستنفجر في كل قطر عربي في وجه المتأمرين والمتخاذلين وكما كانت حرب عام 1948 والتي تمخضت عن قيام دولة إسرائيل بخيانة الحكام العرب المتأمرين فسوف تكون ملحمة المقاومة في 7 اكتوبر عام 2023 بداية لصحوة عربية جديدة تسقط الأنظمة المتأمرة وتفرض إرادة الشعوب التي غيبت إرادة الجماهير ونهبت ثرواتها لتصنع من جديد فجر الحرية والكرامة فبدون حرية لن نحقق النصر أو التقدم لأننا هزمنا من داخلنا قبل أن بهزمنا أعدائنا .
مصطفى عماره
إرسال التعليق