خامنئي واستغلال حرب غزة لهندسة مهزلة الانتخابات

خامنئي واستغلال حرب غزة لهندسة مهزلة الانتخابات

 

الموجة الأولى من عملية إقصاء المرشحين والتي شملت العديد من الأعضاء الحاليين في البرلمان الرجعي، أفاقت الإصلاحيين داخل النظام من سباتهم. وكان لديهم انطباع بأن الولي الفقيه سيعطي بعضهم دورا لتسخين سوق المهزلة الانتخابية. ومع ذلك، وبأمر من خامنئي تم استبعادهم هذه المرة ليس من قبل مجلس صيانة الدستور، ولكن من قبل المجلس التنفيذي للانتخابات (وزارة الداخلية) حتى يكون عمل مجلس صيانة الدستور على القضاء على الباقين، أقل وأسهل.

بهذه الطريقة، ومن خلال استغلال نزعته لإثارة الحرب في غزة، يمرر خامنئي مشروعه الانكماشي، الذي بدأه بتنصيب رئيسي الجلاد على رأس الحكومة. ويمكن فهم هذا المعنى في ما يتم عرضه على منابر الجمعة (10 تشرين الثاني/نوفمبر) ومن خلال دموع التماسيح المنافقة لرجال خامنئي على ضحايا غزة واستعراضاتهم للقوة وابتهاجهم.

وفي الوقت نفسه، أطلقوا العربدات بشأن الحرب في غزة وهاجموا وأهانوا زعماء الدول غير المواكبين مع أفكار الولي الفقيه الدجال، وبدأوا في التسويق للانتخابات البرلمانية والخبراء الرجعيين.
ان خامنئي لم ولن يتردد في جعل سكان غزة درعا لنظامه، لكن مسار التطورات يظهر كل يوم أكثر من اليوم السابق بأن عواقب الترويج للحرب الإجرامية سترتد عليه، ولا مفر له من خطر الانتفاضة والسقوط على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
قال الملا أحمد خاتمي في صلاة الجمعة بطهران بينما كان يهاجم “الحكومات العربية” قائلاً “لماذا خرستم؟… لماذا لا تطالبون بالإجماع على الأقل بإنهاء أعمال القصف؟” وأشار إلى برنامج النظام الانتخابي، وقال: “استراتيجية العدو في كل الانتخابات هي إجراء الانتخابات الباردة.. أما أنتم حزب اللهيون باقون في المسرح بكل ما أوتيتم من قوة لإجراء الانتخابات بشكل رائع”.

وعلى السياق نفسه، أعرب الملا اعرافي، ربيب خامنئي في صلاة الجمعة في قم، بعد ما يهين على النمط الخاص للملالي الحكوميين “قوى المنطقة وحكومات العالم الإسلامي” ، عن سعادته بالكم الرهيب من المعاناة والدمار وقال: “إن هذه المرحلة الجديدة وتشكيل جبهة جديدة داخل فلسطين ومحور المقاومة كان إنجازاً عظيماً، وحتى الآن هذا الإنجاز يستحق كل هذه المصاعب والمشاكل للأمة الفلسطينية والأمة الإسلامية”.

ثم طرح موضوع الانتخابات، وأشار إلى “الظروف الحساسة التي تمر بخطاب الثورة الإسلامية اليوم، والظروف الحساسة التي تعيشها المنطقة”، وأكد: “إن المشاركة الفعالة هي قضية إسلامية ووطنية وثورية و واجب ديني وأخلاقي علينا جميعا. فلنشارك وندعو للمشاركة ونوفر المجال للمشاركة بشكل أوسع… ولو صوت واحد، أو حتى زيادة بنسبة 1% في الأصوات يمكن أن تكون فعالة في إعطاء الأمل لتقدم البلاد وإضاءة خطاب الثورة الإسلامية في المنطقة وإيران والعالم”.

رسالة خامنئي إلى المعتدلين والاصلاحيين المطرودين الذين لم يتوقفوا عن الخنوع أمام نزعة خامنئي للترويج للحرب، تم التعبير عنها على لسان ربيب خامنئي هذا، وهي واضحة: على الرغم من إزاحتهم وعلى الرغم من الخنوع، إلا أنهم يجب أن “يشاركوا” في تسخين سوق الانتخابات ويدعون الأخرين للمشاركة”.

إن لغة بعض الرجال الآخرين في بلاط الولي الفقيه أكثر حدة وأكثر تحررًا. ويصف الملا مختاري، خطيب الجمعة في بيرجند، أولئك الذين تمت تصفيتهم، والذين يتواجدون حاليًا في “المجلس الثوري” التابع لخامنئي، بأنهم “حفنة من المرتزقة الأجانب” ويقول:

“ما زلنا في وضع حرج في الانتخابات.. يجب علينا أولا أن نصل إلى النقطة التي لا يتوقف فيها قطار الثورة كل 4 أو 8 سنوات، ولا يصوت عدد قليل من المرتزقة الأجانب، وعندها نستطيع إن شاء الله، ومع هذه الجبهة المقاومة ومنطقة الشرق الأوسط والدول الإسلامية، إن شاء الله، لنجعله قوياً وننقذه.

وبهذه الطريقة تصبح خريطة طريق الولي الفقيه أكثر وضوحا. هدفه الأساسي من بدء إثارة الحرب في المنطقة هو بالطبع عرقلة الانتفاضة والجبهة الشعبية. لكن بسهم غزة يريد أن يقدم بضع علامات أخرى على طريق تقليص نظامه المهتز والمبتلى بالأزمات، إحداها “هندسة الانتخابات البرلمانية والخبراء الرجعيين، خاصة وأن قضية خلافة خامنئي الخطيرة هي مطروحة على الطاولة أيضاً”.

إرسال التعليق