مع استمرار توافد النازحين الفلسطينيين إلى معبر رفح مصر تهدد بقطع العلاقات مع إسرائيل والخبراء العلاقات المصرية الإسرائيلية تمر بأخطر مراحلها
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن مصر أبلغت إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية أنها قد تضطر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا استمر المخطط الإسرائيلي الرامي إلى الضغط على سكان قطاع غزة في الجنوب لدفعهم إلى الخط الفاصل على الحدود المصرية الإسرائيلية في رفح ثم دفعهم بعد ذلك إلى اقتحام الحدود المصرية في رفح والاستقرار في سيناء هربا من الموت الذي ينتظرهم في ظل ملاحقة إسرائيل للمدنيين فضلا عن الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها السكان في منطقة رفح من نقص الإمدادات الغذائية التي لا تكفي النازحين وعدم وجود المياه الصالحة للشرب ، فيما أوضح مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن هناك مخاوف أمنية حقيقية من استمرار تدفق النازحين الفلسطينيين إلى رفح حيث وصل عددهم إلى ما يقرب من ٨٠٠ الف نازح بعضهم من أصول مصرية يرغبون فى العودة إلى مصر لإنقاذ أطفالهم وأن استمرار الضغط الإسرائيلي عليهم فضلا عن الظروف القاسية التي يعانون منها في رفح تدفعهم اجلا ام عاجلا إلى محاولة اقتحام الحدود المصرية للاستقرار في سيناء هربا من تلك الأوضاع القاسية ، وفي مواجهة هذا الاحتمال عززت مصر من تواجدها الأمني في تلك المنطقة للتعامل مع هذا الاحتمال وحذر المصدر من أن الأوضاع هذه قد تفجر صراع مسلح بين مصر وإسرائيل قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع في المنطقة ، وتعليقا على توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية أكد د. سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية والمقرب من الجهات العليا في تصريحات خاصة أن العلاقات بين مصر وإسرائيل قبل ٧ اكتوبر كانت جيدة ولكنها أصبحت بعد هذا التاريخ متوترة جدا بسبب الممارسات الإسرائيلية وتعنتها بصفة خاصة مع مصر حيث قصفت إسرائيل معبر رفح من. الجانب الفلسطيني ثلاثة مرات لمنع دخول المساعدات الإنسانية كما هددت بقصف أي شاحنات تدخل من هذا المعبر دون موافقة إسرائيل مهما كانت جنسيتها في الوقت الذي سمحت فيه بمرور شاحنات عبر معبر العوجة على أن تقوم شاحنات فلسطينية بنقلها إلى غزة دون الشاحنات المصرية كما اتخذت إسرائيل موقفا متعنتا من الفلسطينيين من أصول مصرية الذين يرغبون في العودة إلى مصر حيث يتم إرسال جوازات سفر هؤلاء إلى السفارة المصرية في رام الله الا أن إسرائيل اشترطت موافقتها قبل السماح لهم بالسفر كما سمحت إسرائيل لكل من الأردن والإمارات بإقامة مستشفيات لهم في غزة في الوقت الذي رفضت إقامة مستشفيات مصرية لها في غزة ، فيما أشاد د. عبد المنعم سعيد الخبير السياسي وعضو مجلس الشيوخ بتصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي والذي اعتبر أن المخطط الإسرائيلي الرامي إلى دفع سكان قطاع غزة إلى النزوح إلى رفح لتنفيذ مخطط التهجير يخالف اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل وان استمرار إسرائيل في تنفيذ هذا المخطط يهدد استمرار العلاقات المصرية الإسرائيلية وشدد د. سعيد على أن الإجراءات العدوانية الإسرائيلية تهدد الأمن القومي المصري معربا عن ثقته في قدرة القيادة المصرية على مواجهة هذا الموقف ، فيما أوضح اللواء محمد عبد الواحد الخبير العسكري أن المخطط الإسرائيلي يتجاوز القضاء على حركة حماس إلى الدفع في اتجاه عمليات النزوح القسري للفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب وسط صمت دولي خاصة من الولايات المتحدة بل إن هناك تحالف دولي تشارك فيه بعض دول المنطقة لإعادة ترتيبها مرة أخرى بما يحقق الهيمنة والسيطرة الجيوسياسية والاقتصادية لأمريكا وإسرائيل على حساب قوى أخرى كروسيا والصين ، ومن ناحية أخرى سيطرت الأحداث في غزة على الانتخابات المصريه التي بدأت فصولها اليوم حيث أكد عدد من المشاركين في تلك الانتخابات في استطلاع للرأي اجريناه معهم أنهم سيصوتون لصالح الرئيس السيسي في تلك الانتخابات رغم الأزمة الإقتصادية لأن التحديات الأمنية التي تواجهها مصر بسبب الحرب في غزة ومخططات التهجير تتطلب وجود شخصية عسكرية على رأس السلطة في المرحلة المقبلة .
مصطفى عماره
إرسال التعليق