لماذا الاحواز بالذات ؟
مما هو مؤكد ان جهل الشعب العربي والعالم كله عن الأوضاع الحقيقية الداخلية في الاحواز العربية المحتلة و أهمية أحداثها على جميع الأصعدة وكيفية تعامل النظام الفارسي الحاكم على جغرافية ما تسمى ايران السياسية مع تلك الأحداث، تجعل مهمتنا فيها من الصعوبات الشيء الكثير، فهمها تحدثنا وكتبنا ونشرنا وأشرنا وصرخنا لا يسمع صرخاتنا الا القريب منا جدا والملم بقضيتنا وبكل زواياها، وايضا من لديه المعرفة الكافية بالفرس وتاريخهم المليء بالتزوير والأكاذيب والتدليس منذ تأسيس اول حكومة او سلطة فارسية على مدى التاريخ، الغابر أو الحديث . لذا علينا البقاء على تلك الصرخات الى ان يسمعنا الجميع ولتقف قضيتنا العادلة بالمكان التي تستحقه بين قضايا العالم، وعلينا بتفسير و تبيان كل الأحداث اليومية التي تخص قضيتنا الذي يعمل المحتل الفارسي بعملية التزوير الدائم بفعل فطرته وسلوكه العدوانيين وبشكل مستمر نتيجة الصراع القائم بيننا منذ زمن بعيد، خاصة وان الاعلام لم يتطرق للقضية الاحوازية بشكل متواصل، بالرغم من أهميتها وحجمها الاستراتيجي في المنطقة الساخنة. المقدمة أعلاه هو تمهيدا للحديث عن التطورات الغريبة والحاصلة اليوم في الاحواز والذي هالته الكثير من اللغط بعد نفوق الارهابي العالمي المجرم سليماني . لقد تم نقل ما تبقى من أشلاءه الى طهران يوم أمس السبت الموافق 4 يناير 2020م كما هو معروف عبر طائرة إيرانية ولم تمر على الاحواز قط، هذا ما أكده ناشطون من الداخل. ولكن ماذا فعلت عصابة خامنئي اليوم؟ لقد قامت بحشد مئات الآلاف من الفرس ومن كل طوائفهم والمدن والقرى الفارسية، البعيدة عن جغرافية الاحواز المحتلة او القريبة منها، و إجبرتهم وفق سياسة الترهيب الخامنئية المعروفة على الحضور الفوري والسريع الى مدينة الاحواز مع دفع تكاليف السفر، وايضا تم اجبار الموظفين والعاملين في كل المراكز والدوائر الحكومية وايضا اجبار عدد من رؤساء القبائل العربية (الحضور مشروط برفع علم القبيلة) وايضا مشاركة الآلاف من قوات الباسيج والحرس الثوري، وذلك لإقامة مراسيم تشييع لهذا المجرم المدعو سليماني الذي قتلته الطائرات الامريكية في مطار بغداد الدولي يوم الجمعة الماضي الموافق 3 يناير الجاري 2020، وكالعادة فان وسائل الدعاية الاعلامية الايرانية ومخاتلاتها كانت قد اظهرت انها مراسم تشييع مهيبة وقل نظيرها من اجل النافق سليماني في الاحواز العربية ! ونتسائل : ما الهدف من ذلك يا ترى؟ 1) الهدف الاول والأهم هو طمس هوية القضية الاحوازية ونكرانها من الأساس! والايهام لدى المشاهد العربي وغير العربي عن أن هذه الأرض العربية انما هي أرض ايرانية بجغرافيتها وشعبها وانتماءها وحزنها. 2) انحراف الرأي والقناعة عند من تعاطف او تعرف على قضيتنا الاحوازية من المعلومات المصححة التي تنشرها الحركة الوطنية الأحوازية، وتشويه هذا الرأي بناءً على المقاطع المرئية المخادعة للعيون والابصار . 3) ايهام العالم ان لا وجود لادعاء الشعب العربي بالتحرير و ان ليس هناك اي مناهض لسلطات الاحتلال الإيرانية او مطالب بالحرية ! 4) الخداع الشيطاني الذي أعده الاعلام الإيراني على ان الشعب الاحوازي باكمله موالي لنا، فانظروا، ها هم الأحوازيون اليوم يحزنون بشدة ويلطمون على وجهوههم متأثرين بشهادة سليماني! علما ان النظام لم يقم اي مراسم عزاء للنافق سليماني بأي من المدن الفارسية، الا في الاحواز العربية المحتلة، ولم يأمر او يصدر اوامر بشكل رسمي او يجبر اي جهة للحضور الإجباري الا في الاحواز ! ولم تغير سلطات الاحتلال اي من اسماء المطارات الدولية في اراضيها ولا في عاصمتهم طهران الا في الاحواز حيث قامت السلطات بتغيير اسم مطار الاحواز الدولي الى مطار قاسم سليماني ! (اي حذف اسم الاحواز )، وذلك تبركا وادعاءً بحضور جثمان (القتيل) من خلال مروره بأول مطار في ايران ! (تزوير اخر) وفي ذات السياق فان قناة الجزيرة كانت اول و اخر قناة عربية ركزت على كل تلك الدعاية الإيرانية و نقلت تلك الأحداث بشكل مباشر ليشاهده العالم الذي يجهل الكثير عن الاحواز ! علما بأن قناة الجزيرة لم تنقل احداث المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الأحوازية المطالبة بحقوقها الشرعية المسلوبة ! ولم تنقل الجزيرة عمليات الإعدام المستمرة ضد الشعب الاحوازي ! ولم تنقل الأحداث الأخيرة التي مارستها سلطات الارهاب الايرانية في مختلف مدن الاحواز الثائرة وكيفية قمعها بكل وحشية برشاشات ودبابات عبر اوامر مباشرة من المجرم قاسم سليماني! والتي راح ضحيتها اكثر من 150 من المتظاهرين السلميين المواطنين الابرياء في مدينة معشور الاحوازية في يوم واحد فقط ! ان قناة الجزيرة كانت هناك كشاهد زور وهي بتصرفها المشين هذا تخون رسالتها الإعلامية ولم تؤدِ دورها في الإعلام النزيه والمحايد ! ونجدها انها كانت اكثر اهتماما في موضوع الجعجعة والتهويل من إعلام النظام الإيراني نفسه لنقل مجريات عملية التشييع في الاحواز ! ونقول : هل تحولت قناة الجزيرة الى وسيلة إعلام فارسية معادية بعد ما كنا نظنها اخوانية؟ أم ان هناك اندماج بين الاثنين في المشروعين ؟ تبا للجزيرة وأهل الجزيرة ولكل صهيوني مستعرب !
امنة هاني الاحوازية
إرسال التعليق