مع بدء زيارة الرئيس التركي للقاهرة مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان زيارة الرئيس التركي للقاهرة تدشن عهد جديد للعلاقات بين البلدين وتسهم في استقرار المنطقة
يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم زيارته الأولى لمصر بعد قطيعة استمرت 12 عاما منذ تولي الرئيس السيسي السلطة في مصر وتأتي تلك الزيارة في توقيت دقيق خاصة مع استمرار الحرب في غزة فضلا عن الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها البلدين والتي تتطلب مزيد من التعاون الاقتصادي لتجاوز تلك الازمات ومن منطلق هذا استأثرت تام الزيارة باهتمام بالغ في الأوساط السياسية والاقتصادية وفي هذا الإطار أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن هناك ملفات رئيسية سوف تتناولها مباحثات الطرفين وعلى رأسها الحرب في غزة حيث سوف يعمل الطرفان على تنسيق جهودهما للضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع خاصة أن الجانبان يمتلكان علاقات جيدة مع الولايات المتحدة فتركيا عضو في حلف الأطلسي ومصر تلعب دور محوري في تحقيق الاستقرار في المنطقة في ظل وساطتها بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لوقف الحرب في غزة وأوضح المصدر أن صفقة المسيرات التركية إلى مصر سوف تحتل جانب مهم في مباحثات الطرفين وفضلا عن الملف الفلسطيني فإن الأوضاع في ليبيا سوف تحتل جانب مهم في مباحثات الجانبين خاصة أن هناك توجه بين البلدين إلى استخدام لغة الحوار بدلا من الصدام وتحقيق المصالح المشتركة للجانبين في هذا الملف وأكد المصدر أن البلدين سيعملان على تنسيق الجهود لإجراء الانتخابات في اسرع وقت باعتبار أن ذلك يعد خطوة رئيسية لتحقيق الاستقرار من خلال الضغط على كل الأطراف للإسراع في إجراء الانتخابات وفضلا عن الأوضاع في غزة فإن الأوضاع في سوريا والعراق سوف يحتلان جزءا مهما في المباحثات في ظل التدخلات التركية في البلدين الشقيقين كما سيحتل الملف الاقتصادي جزءا مهما في مباحثات الطرفين في ظل الأزمة الإقتصادية التي يواجهها البلدين وفي هذا الإطار في المباحثات سيركزان على إيجاد تفاهمات حول ملف غاز شرق المتوسط وزيادة معدل التبادل التجاري بين البلدين والذي يشهد نموا مطردا بعيدا عن الخلافات السياسية كما سيبحث الطرفان استخدام العملة المصرية والتركية في عملية التبادل التجاري تجنبا للتقلبات في الدولار وعن أهمية تلك الزيارة أكد د. بشير عبد الفتاح الخبير في الشأن التركي في تصريحات خاصة للزمان أن صفقة المسيرات ستساهم بشكل كبير في تطوير العلاقات المصرية التركية وان زيارة الرئيس التركي تعد المحطة الأهم في تطبيع العلاقات بين البلدين خاصة في موضوع تطوير العلاقات العسكرية والاقتصادية وحل الملفات الخلافية كشرق المتوسط وليبيا وسوريا والسودان وإن كان ملف الحرب في غزة سيكون له الأولوية في التنسيق بين البلدين لممارسة. الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وعن الملف الاقتصادي قال المهندس احمد سمير وزير التجارة والصناعة في إتصال هاتفي اجريناه معه أنه جاري التنسيق مع الجانب التركي لتسريع وتيرة الخط الملاحي بين البلدين والذي سوف يسهم في زيادة معدل التبادل التجاري كما ستعمل مصر على زيادة الاستثمارات التركية في السوق المصري وحسب تقديرات رسمية مصرية فإن تركيا تعد أكبر مستورد للصناعات السلعية غير البترولية من مصر خلال الربع الأول من عام 2023 حيث بلغت الصادرات المصرية 800 مليون دولار وهو ما يفوق الصادرات المصرية إلى السعودية وسيعمل التقارب المصري التركي على دعم اقتصادي للبلدين وعملتهما المحلية الجنيه والليرة وأرجع السفير محمد حجازي التطورات الإيجابية في علاقات البلدين إلى التطورات في المنطقة والتي تتطلب التنسيق بين البلدين ورغم التقارب بين البلدين في الفترة الأخيرة إلا أن ملف الإخوان والذي كان مصدر خلاف بين الجانبين لن يحتل أهمية كبيرة في المباحثات حيث أكد مصدر سياسي رفيع المستوى للزمان أن تركيا اتخذت خطوات إيجابية في هذا الملف حيث منعت جماعة الإخوان من استخدام أراضيها لمهاجمة النظام المصري كما أنه من المستبعد أن تستجيب تركيا لاي طلب مصري بتسليم قيادات الاخوان لديها والذين حصلوا على الجنسية التركية فضلا على أن تركيا تريد أن تستخدم العناصر المتواجدة داخله كورقة ضغط يمكن استخدامها عند الضرورة ومن ناحية أخرى وفي إطار التطورات الجارية في الملف الفلسطيني غادر الوفد الإسرائيلي القاهرة بعد أن شارك في اجتماع رؤساء المخابرات الولايات المتحدة ومصر وقطر وأوضح مصدر أمني للزمان أن المباحثات لم تفضي حتى الآن إلى الوصول إلى اتفاق حول عملية تبادل الأسرى والتوصل إلى هدنة طويلة المدى في ظل رفض إسرائيل الإفراج عن العدد الذي طلبته حماس باعتبار أن العدد مبالغ فيه كما رفضت إسرائيل الالتزام بهدنة طويلة المدى قبل تنفيذ خططها العسكرية في رفح وأوضح المصدر أن الرئيس السيسي طالب رئيس المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز بالضغط على إسرائيل للتراجع عن القيام بعملية واسعة في رفح نظرا لتداعيات هذا الهجوم على العلاقات المصرية الإسرائيلية والأمن القومي المصري فضلا على أن هذا الهجوم سوف يؤدي إلى مذبحة ببن الجانبين وأضاف المصدر أنه رغم وجود خلافات فإن المفاوضات سوف تستمر مع الأطراف الأخرى للوصول إلى اتفاق هدنة .
مصطفى عماره
إرسال التعليق