الاحتجاج والتمرد – رد فعل المجتمع الإيراني على النظام أصبحت آثار مقاطعة الحملة الانتخابية
الاحتجاج والتمرد – رد فعل المجتمع الإيراني على النظام
أصبحت آثار مقاطعة الحملة الانتخابية للملالي أكثر وضوحا. ويمكن رؤية أحد هذه الآثار في الملاحظات التي أدلى بها ممثل خامنئي في مشهد. وفي خطاب ألقاه مؤخرا، حاول علم الهدى التخفيف من الآثار النفسية المدمرة للعقوبات على مستوى البلاد على قوات النظام، ومن أجل تقليل أهمية القضية، قال: “في الإسلام، الأغلبية غير مقبولة في حد ذاتها. الأغلبية هي أغلبية دينية، وليست أغلبية من المتمردين والعاصين، لذلك بالنسبة للأغلبية التي لم تمتثل لأوامر المرشد بالمشاركة في الانتخابات… لا يوجد مكان”.
فيما يتعلق بطبيعة النظام وخلفياته لم يقل علم الهدى أي شيء غير عادي وخارج عن حكم ولاية الولاية. من الناحية النظرية، وبغض النظر عن الادعاءات المتناقضة التي لدى أزلام النظام حول “الديمقراطية الدينية”، فإن أساس نظام ولاية الفقيه يقوم على حقيقة أن الناس قاصرون وأن الفقيه هو الوصي عليهم. إنه يتخذ القرارات نيابة عنهم، ويجب على الناس أيضا أن ينفذوا.
وقد شرح منظرو النظام من الملا “أذري قمي” و إلى الملا مصباح يزدي هذا المعنى بوضوح تام. قال مصباح يزدي: “ليس للناس الحق في إبداء رأيهم بأن فلان له الحق؟” الرئيس المنتخب للشعب، إذا لم يعينه المرشد الأعلى، فهو طاغية”.
وقال آذري قمي أيضا إن كل ما في الأرض وتحت الأرض من الناس، والكائنات الحية والجامدة، ملكيتهم اطلاقا خاضعة للولي الفقيه، فهو مثل أمر الله وأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) واجب الاطاعة. من لا يطيع فهو عاصي ومرتد وليس له حق في الحياة. الشعار الرئيسي للنظام هو “الموت لمن ينكر الولي الفقيه” هو تعبير واضح عن هذا الرأي.
وبصرف النظر عن الملالي ومنظري النظام، فإن عناصر دونية أخرى للنظام أكدوا هذا المفهوم عدة مرات.
هذه ليست مجرد حجج نظرية ولفظية كتبت فقط في مقال أو كتاب أو قيلت فقط في خطاب. هذا هو الخط والسياسة التي مارسها النظام باستمرار على مدى السنوات ال 45 الماضية، وكانت النتيجة ليس فقط اغتصاب السيادة من جمهور الشعب ولكن أيضا حرمانهم من أبسط حقوق الإنسان، من الحق في حرية الرأي والتعبير وإلى الحق في اختيار الملابس واختيار طريقة الحياة. والنظام سلب حق الحياة.
لكن بعيدا عن موقف النظام الموضوعي وأدائه الممتد منذ 45 عاما تجاه المجتمع، فإن ما بات واضحا في ما كشفه علم الهدى ويسبب الخوف والقلق لقوات النظام بدلا من التخدير، هو اعترافه برد فعل المجتمع الذي يقول ممثل خامنئي في مشهد بإحباط وغضب إن غالبيتهم لا يستجيبون لمطالب خامنئي وسلكوا طريق التمرد والتحدي.
وبالمثل، أكد الحرسي ضرغامي من وزراء حكومة “إبراهيم رئيسي” تصريحات خامنئي الأخيرة حول ضرورة الوحدة، قائلا: “60 في المائة و40 في المائة جميعهم إيرانيون. التمرد والعصيان لا يناسب أحدا. حتى لو لم يشاركوا في الانتخابات الأخيرة”.
هذه التصريحات هي محاولة للملمة الفضيحة التي تسببت بها علم الهدى بسبب هذا الكشف، وأثار موجة من الغضب الاجتماعي والكراهية، بما في ذلك في الفضاء الإلكتروني. لكن هذه الجهود توضح مرة أخرى إلى أي مدى أدت مقاطعة الانتخابات إلى الإخلال بتوازن النظام ونشر جوهره النتن.
إرسال التعليق