السحمراني: الثورة لها نظريّة وهويّة ومبادئ وأهداف، والحراك الشعبي شيء آخر

السحمراني: الثورة لها نظريّة وهويّة ومبادئ وأهداف، والحراك الشعبي شيء آخر

لبّى الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني دعوة مركز طلعت حرب الثقافي في محلّة السيدة نفيسة بالقاهرة إلى ندوة قدّمها الإعلامي والمؤرّخ محمد الشافعي، وشارك فيها الدكتورة كريمة الحفناوي، والمحامي محمد فاضل.
قدّم الشافعي ببيان أنّ يوم ٢٥ يناير/كانون الثاني هو إطلاق الحراك لإسقاط حكم مبارك، وهو يوم عيد الشرطة المصريّة، وإنّ الحديث عن الحراكات وعند تصحيح ٣٠ يونيو/حزيران ٢٠١٣، يحتاج لمرجعيّة ثورة ٢٣ يوليو/تموز ١٩٥٢ التي حقّقت التغيير السياسي والاقتصادي والعسكري والاستراتيجي بفلسفة الدوائر الثلاث العربيّة والأفريقيّة والإسلاميّة.
وترك الكلمة للسحمراني الذي قال: إنّ أيّ حراك عربي يحتاج لمجموعة معايير للحكم على وطنيّته هي:
١- السلميّة والديمقراطيّة.
٢- اجتناب العنف والعسكرة كي لا يخرج الحراك عن مساره.
٣- الاستقلاليّة ورفض التبعيّة للخارج الأجنبي.
٤- برنامج عمل محدّد ووضوح في الرؤية.
٥- احترام الدولة الوطنيّة، من جيش وقوى أمنيّة، ومؤسّسات حكوميّة، فالهدف هو تغيير حاكم أو نظام حكم، أو سلطة فاسدة، مع الحفاظ على الدولة الوطنيّة.
وأضاف السحمراني: إنّ ما حدث في الوطن العربي يختلف من ساحة قطريّة لأخرى، فكلّ بلد له ظروفه، وهناك ما كان من الحركات في حالة اختراق أجنبي، وهو مجنّد لخدمة جهة ما وهو غير وطني.
وحال ما جرى لا يُقاس مع ثورة ٢٣ يوليو/تموز فهي ثورة بكلّ المقاييس للأسباب الآتية:
١- كان لها فكرها ونظريّتها السياسيّة والاجتماعيّة، ولها استراتيجيّات وبرامج عمل مرحليّة وتكتيكات للعمل اليومي.
٢- كان لثورة يوليو منطلقات و مبادئ، ولها أهدافها في الحريّة والوحدة والعدالة الاجتماعيّة، وهي تنطلق في كلّ ذلك من هويّة الأمّة الثقافيّة ومخزونها الحضاري.
٣-التزام الوحدة العربيّة، والعمل التضامني على مستوى العالم الإسلامي، والأفروآسيويّة.
٤- الكرامة الوطنيّة والعمل للتحرير وطرد الاحتلالات الاستعماريّة، والقواعد العسكريّة والاقتصاديّة والتعليميّة والإعلاميّة.
٥- مقاومة الأحلاف الاستعماريّة ورفضها وإسقاطها، وصياغة مساحة ضدّ الأحلاف من خلال مؤتمر الحياد الإيجابي وعدم الانحياز على المستوى الأفروآسيوي وأمريكة اللاتينيّة.
٦- وضع القضية الفلسطينيّة في رأس قائمة قضايا الأمّة بوصفها القضيّة الكبرى ودعم النضال الفلسطيني، وخيار المقاومة والتحرير، وبناء القوى العسكريّة القادرة على صناعة النصر والتحرير.
٧- الانحياز للشعب والفقراء بشكل خاصّ، لإنجاز ثورة اجتماعيّة تتحقّق من خلالها العدالة الاجتماعيّة.
٨- الاحتكام للشعب فهو القائد والمعلم، واحترام الرأي العام، وتوافر الحريّة السياسيّة مع الحريّة الاجتماعيّة فهما جناحا الديمقراطيّة.
٩- المأسسة واعتماد العمل المنظّم، وتوسيع الشورى، والنقد والمراجعة، لتقويم وتسديد المسار الثوري.
وختم السحمراني بأنّه لكلّ ما مرّ ذكره وغيره تكون يوليو ثورة، وما جرى بعد العام ٢٠١١ هي حراكات منها المجدي، ومنها ما حرّكته جهات تآمريّة دوليّة صهيوأمريكيّة.

إرسال التعليق