مع تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق في حوار خاص للزمان
– لبنان بظروفه الحالية ليس مهيئ للدخول في مواجهة مع إسرائيل.
– الضربة الإيرانية لإسرائيل أفادت إسرائيل أكثر ما أفادت الفلسطينيين.
شهدت الأيام الماضية تزايد التوتر بين حزب الله وإسرائيل إثر قيام إسرائيل باغتيال عدد من قادة حزب الله وقيام حزب الله بضرب مستعمرات إسرائيل بعشرات الصواريخ ، ومع التهديدات الإسرائيلية باجتياح جنوب لبنان أدلى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إيذاء التطورات الراهنة:-
– بعد تهديدات إسرائيل لحزب الله باجتياح الجنوب ما هي احتمالات أن تنفذ إسرائيل تهديداتها تجاه لبنان ؟
رغم أن الجانبان يتحاشيان الدخول في مواجهة شاملة إلا أن هذا الاحتمال وارد خاصة في ظل الظروف التي تمر بها إسرائيل بعد الإخفاقات التي منيت بها في حرب غزة وفشل صفقة تبادل الأسرى وهو الأمر الذي قد يدفع إسرائيل إلى تعويض هذا الفشل في لبنان وللأسف فإن الظروف الاقتصادية والسياسية فضلا عن أزمة النازحين السوريين وعدم وجود شبكة أمان عربية ودولية كما حدث خلال الحرب الماضية تجعل لبنان غير مؤهل للدخول في مواجهة مع إسرائيل في الوقت الراهن لأنها لن تستطيع تحمل تكلفة تلك الحرب كما أن حزب الله لا يحظى بتأييد أغلبية اللبنانيين .
– وكيف ترى تأثير ما يحدث في غزة على ما يحدث من لبنان ؟
لبنان من أكثر الدول التي قدمت تضحيات للقضية الفلسطينية وتحملت طوال تلك الفترة تبعات الاقتحامات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية حتى وصلت إلى الذروة في احتلال بيروت وفي حرب عام 2006 ورغم ذلك فإنني كنت من أكثر المعارضين لانخراط لبنان في عملية طوفان الأقصى وان يقتصر دعمنا للقضية الفلسطينية على المستوى السياسي والإعلامي والدعائي لأن ظروف لبنان الداخلية غير مهيئة لتحمل الانخراط في تبعات تلك المعركة .
– وما هي إمكانية قيام إسرائيل بتنفيذ تهديداتها باغتيال حسن نصرالله ؟
إسرائيل بما تملكه من تقدم تكنولوجي استطاعت اغتيال عدد من زعماء حزب الله بعد أن نجحت في تحديد أماكن تواجدهم وارى أن تلك التهديدات تدخل في إطار الضغوط التي تمارسها على حزب الله لأنها تريد إعادة سكان مستوطنات الشمال إلى قراهم كما أن إيران تحاول تجنيب حزب الله من الدخول في مواجهة متسعة حتى لا تخسر أحد أوراقها المهمة .
– وما تأثير الضربة الواسعة التي وجهتها إيران لإسرائيل مؤخرا ؟
هذه الضربة لم تلحق الخسائر المتوقعة لإسرائيل حيث تم إبلاغها بتلك الضربة قبل حدوثها ولكنها أضرت الفلسطينيين قبل أن تضر إسرائيل والتي تعرضت في الفترة الماضية لانتقادات واسعة من الرأي العام الدولي والمؤسسات الحقوقية بسبب المذابح التي قامت بها ضد الفلسطينيين فجاءت تلك الضربة كمخرج لإسرائيل في الترويج بالخطر الذي يهددها والذي يبرر عملياتها ووجدت المبرر لقيامها بعملية رفح بدعوى القضاء على حركة حماس التي تتهمها بالإرهاب وتنفيذ أجندة إيرانية.
– وما هي رؤيتك لتصريحات علي الباقري وزير خارجية إيران عن حزب الله أثناء زيارته للبنان ؟
علي الباقري لم يحترم سيادة لبنان كدولة عندما قال إن لبنان هي مهد المقاومة كما أن حزب الله كرر ما فعله عام 2006 عندما أكد احترامه لقرار مجلس الأمن 1701 إلا أنه لم يحترم هو أو إسرائيل هذا القرار .
– وماذا عن الجهود التي تجرى لإعادة ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية ؟
هذه الحدود مرسومة ويوجد 13 نقطة يجرى التفاوض بشأنها وحزب الله نفسه يعترف بهذا الترسيم ولكنه يصور نفسه كأنه الدولة اللبنانية وأنه استطاع أن يحقق مكاسب من وراء هذا الترسيم ولكنه إذا نجح في ذلك فإنه يورط لبنان في مشكلات أخرى.
– إذا انتقلنا إلى الشأن الداخلي في لبنان ماذا عن قضية ترتيب البيت اللبناني في ظل تراجع الدور السني في المشهد السياسي ؟
كنت من أشد المعارضين لتراجع سعد الحريري الخاص باعتزال العمل السياسي لأن هناك دورا وطنيا يمكن أن يقوم به المسلمون السنة في لبنان لأن لبنان وطن مفتوح للجميع ويمكن للسنة أن يكون لهم دور مميز بطموح أبنائه حتى لو كان حجمه صغير .
– في النهاية ما هو تقييمكم للموقف المصري من الأزمة اللبنانية ؟
مصر والسعودية لهما دور كبير في الوصول إلى اتفاق يحفظ التوازن بين مختلف الطوائف اللبنانية ولا يزال لمصر دور كبير في هذا الشأن باعتبارها أكبر دولة عربية بموقفها الجغرافي والتاريخي .
حاوره/ مصطفى عماره
إرسال التعليق