السوريين في مصر والحملة المشبوهة لفصل مصر عن سوريا وعن محيطها العربي والإسلامي
منذ عدة أيام نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده عن ضبط أحد المطاعم السورية يبيع لحوم فاسدة وترافق نشر هذا الخبر بحملة ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بطرد السوريين من مصر ورغم أن السوريين كلهم ليسوا ملائكة وليسزا شياطين وكذلك المصريين إلا أن الواقع والارقام الرسمية تؤكد أن السوريين منذ مجيئهم إلى مصر لعبوا دورا هاما في تنمية الاقتصاد المصري عبر المشروعات التي افتتحوها في مختلف المجالات والتي استوعبت آلاف من الطاقة المصرية العاطلة ويكفي أن أكبر مصنع للنسيج في الوطن العربي وافتتحه الرئيس السيسي ومن المؤكد أن تلك الحملة الممنهجة يقف وراءها مجموعة من رجال الأعمال الذين كان لهم دور بارز في المرحلة الماضية في امتصاص دماء المصريين من خلال مشروعاتهم الفاشلة التي فشلت في منافسة المشروعات السورية الناجحة ولم تكن تلك الحملة هي الاولى بل سبقها حملة تطالب بترحيل السوريين لاتهام بعضهم بالانضمام إلى اعتصام رابعه إلا أن الشعب المصري وبحكم الروابط التاريخية التي ربطت بين الشعبين عبر التاريخ في معارك للدفاع عن الأمة العربية والإسلامية خرج مستنكرا تلك الحملة ومطالبا ببقاء السوريين باعتبارهم جزء من النسيج الاجتماعي المصري ورغم إعلان الحكومة المصرية عدم وجود نية لترحيل العمالة المصرية إلا أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد جعل موضوع اللاجئين مادة للمساومة من جانب جهات حكومية أرادت ابتزاز دول أوروبا بموضوع ترحيل اللاجئين إليها طمعا في الحصول على مساعدات أو ابتزاز اللاجئين أنفسهم برفع رسوم الإقامة كما فعلت مع المصريين عندما رفعت فواتير الكهرباء والمياه والدواء فضلا عن وجود جهات ممزلة من الخارج وعلى رأسها إسرائيل تسعى إلى فصل مصر عن محيطها العربي والإسلامي كما حدث مؤخرا في تأسيس مركز تكوين الذين يقوده مجموعة من الملحدين امثال ابراهيم عيسى وإسلام البحيري ويوسف زيدان التي تبث افكار للتشكيك في الكتاب والسنة والترويج أن مصر دولة فرعونية وليس لها علاقة بالإسلام أو العروبة وللأسف فإن جهات عليا في الدولة تدعم تلك الأفكار وتروج لها ورغم تلك الحملة المسعورة على إخواننا السوريين وعلى غيرهم من اللاجئين الذين دفعتهم ظروف الحرب القاسية إلى الهجرة إلى مصر باعتبارها الملاذ الآمن لكل العرب والمسلمين كما قال الله عز وجل ادخلوها آمنين ومما قال رسولنا الكريم استوصوا بأهل مصر خيرا فإن بها خير اجناد الأرض وقال في موضع آخر مصر في رباط الى يوم الدين وأن تلك الحملة المسعورة ستفشل كما فشلت سابقتها لأن إسلام وعروبة مصر ليست اختيار رئيس أو حاكم بل هي من صنع الله الا أن التصدي لتلك الحملة من جانب تتطلب تضافر كل القوى من الشعبين وخاصة من جانب وسائل الإعلام لتوعية العامة بإبعاد تلك الحملة وأهدافها وستبقى مصر وسوريا جسد واحد وقلب واحد مهما طال الزمن وتكالبت المؤامرات رغم أنف الحاقدين والمتامرين عاشت مصر وسوريا قلبا واحدا وجسدا واحدا وعاشت مصر دائما حصن للعروبة والإسلام وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
مصطفى عماره
إرسال التعليق