الحملة الظالمة ضد أبناء الشعب السوري ووحدة أبناء الشعب المصري والسوري في مواجهة المؤامرة التي تحاك للإيقاع بينهما
منذ طفولتي المبكرة تفتحت عيناي على حلم الوحدة بين مصر وسوريا والذي أعلنه الزعيم الراحل عبد الناصر في 28فبراير 1958 ولم يكن اعلان الوحدة بين البلدين مجرد نزوة عابرة أو من صنيعة حاكم أو رئيس بل كان من صنع القدر فلقد أراد الله أن يتوحد البلدين عبر التاريخ للدفاع عن العرب والمسلمين منذ عهد الفراعنة عندما طارد أحمس الاول الهكسوس إلى بلاد الشام ثم أعاد محمد علي الكرة عندما غزا ابنه إبراهيم باشا بلاد الشام واستولى عليها لتحرير المشرق العربي من الاحتلال العثماني واتحد البلدان في مواجهة الغزو الصليبي والتتاري وفي العصر الحديث شارك البلدان في حرب فلسطين ليكونا طليعة البلدان العربية في الدفاع عن أرض فلسطين في مواجهة الغزو الصهيوني لاحتلال ارض فلسطين لتحقيق حلمه القديم لإقامة دولة إسرائيل من النيل للفرات تكريسا للهيمنة الاستعمارية على الوطن العربي وحتى يتمكن العدو الصهيوني من تحقيق هذا الحلم أقام دولته على أرض فلسطين لفصل مصر عن سوريا بعد أن أدرك أنه لا يمكن تحقيق حلمه طالما بقيت مصر وسوريا في مواجهة الهيمنة الصهيونية حيث خاضا معا حربي عام 1976و1973 ومن هنا كانت نظرة عبد الناصر ثاقبة حينما أدرك أنه لا يمكن التصدي للاطماع الصهيونية في الوطن العربي إلا بوحدة مصر وسوريا في دولة واحدة سميت بالجمهورية العربية المتحدة ومنذ هذا الإعلان توالت المؤامرات على دولة الوحدة حتى استطاعت زمرة خائنة لا تمثل الشعب السوري تنفيذ مؤامرة الانفصال والتي اعتبرها نقطة سوداء في تاريخ الوطن العربي ففي ظل هذا الانفصال استطاع الاستعمار وقوى الرجعية العربية تفتيت سوريا والتأمر على مصر حتى تتفرغ كل دولة لمواجهة مشاكلها الخاصة ورغم المشاكل التي تواجهها مصر حتى الآن والتي أدت إلى تفاقم أزماتها الاقتصادية إلا أن مواجهة سوريا من مؤامرات هددت ولا تزال تهدد كيانها دفعت أبناء الشعب السوري إلى اللجوء إلى بلدان أخرى وكانت مصر كعادتها هي الحضن الدافئ لاخوانهم السوريين الذين استقبلوهم كأبناء وطن واحد وساهم أبناء الشعب السوري بالمشاركة مع إخوانهم في مصر في بناء وطن واحد من خلال المشاريع التي أقاموها في كافة المجالات كما حدث تمازج اجتماعي من خلال علاقات النسب والمصاهرة بين المصريين والسوريين أعادت إلى الأذهان تجربة الوحدة بين البلدين ولاشك أن قوى الاستعمار والصهيونية لم يرق لها الوضع فانطلقت المؤامرات والتي شارك فيها مجموعة من الانتهازيين الذين لا يمثلون الشعب المصري من خلال الترويج بأن السوريين هم احط أسباب الأزمة التي تعاني منها مصر إلا أن غالبية الشعب المصري أدرك أبعاد تلك المؤامرة فلم تنجرف إليها إلا من قلة قليلة استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لإشعال نار الفتنة بين الشعبين ونظرا لخطورة تلك المؤامرة فإنني أناشد أبناء الشعب السوري العاملين في مصر وأبناء الشعب المصري الذين احتضنوا إخوانهم السوريين بعدم الانجراف وراء تلك الشائعات التي تروجها قلة حاقدة وتدعمها الكتائب الإلكترونية للموساد الإسرائيلي حتى تظل مصر وسوريا دائما الحصن الحصين في مواجهة الاستعمار والصهيونية وحتى نعبر معا الازمات الاقتصادية والسياسية التي نواجهها .
مصطفى عماره
إرسال التعليق