حكومة الجباية
اخيرا وبعد طول انتظار أمر الرئيس السيسي د. مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة للمرة الثانية رغم فشل حكومة مصطفى مدبولي خلال فترتها الأولى في تحقيق إنجازات تذكر بل حققت فشلت زريعا في معظم الملفات الداخلية والخارجية التي عالجتها واغرقت البلاد في ديون خارجية تجاوزت ال168 مليار دولار بعد أن وصلت في عهد الرئيس مبارك إلى 48 مليار دولار كما تجاوزت الديون الداخلية في تريليون جنيه لذا فلقد جاء تكليف الرئيس لمدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة صدمة للرأي العام الذي كان ينتظر أن يكلف الرئيس حكومة جديدة من الكفاءات تدير البلاد خلال المرحلة القادمة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية والتي تهدد كيان الأمة المصرية ولكن الأمر لا يبدوا عجيبا إذا عرفنا فلسفة الرئيس في إدارة الدولة منذ توليه السلطة والتي تقوم على الفكر المادي دون مراعاة الأبعاد الاجتماعية لغالبية طبقات الشعب الذي يعاني من فقر مضجع وظروف اجتماعية واقتصادية بالغة الصعوبة وهو ما صرح به الرئيس نفسه عندما قال أن من يمتلك المال فسوف اقدم له افضل خدمة أما الإنسان الذي لا يملك شيئا فإن الدولة غير ملزمة بتقديم له خدمات جيدة لأننا لسنا مصلحة اجتماعية تقدم الخدمات بالمجان رغم أن مهمة الرئيس الأساسية هو رعاية تلك الطبقة التي تشكل غالبية الشعب المصري كما أنه من الواضح أن شخصية الرئيس ليس لديها استعداد لتقبل النقد ولذلك فلقد جادل شيخ الأزهر في قضية الطلاق الشفوي رغم أن شيخ الأزهر فقيه في الشؤون الدينية لذا لم يكن غريبا أن يكرر الرئيس السيسي اختيار مصطفى مدبولي لتشكيل حكومة مرة أخرى لانه يريد حكومة لا تعترض على فكرة بغض النظر عن الكفاءة فالمهم هو الولاء وليس الكفاءة ومن هنا جاءت اختيارات مدبولي أسوأ من الوزارة السابقة فوزير التربية والتعليم مشكوك في شهادته العلمية وأقصى خبراته الإشراف على مدارس والدته الخاصة ووزيرة التضامن الاجتماعي وجهت إليها انتقادات أثناء عملها في المجلس القومي للمرأة لدورها في تفكيك الأسرة ووزير الخارجية الجديد أقل كفاءة وخبرة من الوزير السابق كما أنه من الواضح أن الحكومة الجديدة سوف تسعى إلى تسديد الديون المتراكمة على مصر من جيوب الطبقة الكادحة وهو ما تجلى في الاعلان عن شرائح جديدة للكهرباء أضعاف ما كانت عليه الشرائح القديمة لسداد كميات المازوت التي تم شرائها لإعادة الكهرباء كما كانت وكإن الشعب هو المكلف بهذا ، أنني لا اعترض أن يتولى السلطة في مصر واحدا من العسكريين لأن الجيش يحظى بمكانة خاصة في قلب جموع الشعب المصري فليس من المهم أن يكون رئيس الجمهورية خبير في كل شيء ولكن الأهم أن يكلف رئيس الجمهورية خبير في كل شيء ولكن الأهم أن يكلف الخبراء بإدارة الدولة كل في تخصصه وان يكون الاختيار على أساس الكفاءة وليس الولاء حتى لا تكرر خطأ عبد الناصر قبل حرب يونيو عام 1967 والتي أدت إلى أكبر نكسة لا نزال نعاني منها حتى الآن وهو الأمر الذي فطن الله عبد الناصر بعد فوات الاوان وإذا كنا نجحنا في إزالة آثار العدوان فإن الظروف الحالية قد لا تتيح أن نصحح الأخطاء في عالم لا مكان فيه إلا للقوة والاقوياء .
مصطفى عماره
إرسال التعليق