رسالة الصحفي الشهيد اسماعيل الغول لزينة ، طفلته الوحيدة ..
(وكبرت زينة، زينة الحياة والقلب)
في بداية الحرب ومنذ اليوم الأول نزحت ابنتي زينة ووالدتها قسرا بعد قصـ ف البناية التي نتواجد بها، لم ألتق بهم منذ ذلك اليوم، وكانت قد بدأت تدرك من هم حولها، كانت تعانقني هي البكر وطفلتي الأولى كنت فرحًا بها كثيرا في تلك اللحظات، بدأت أحبها على مشارف العام.
في تلك الأيام كانت تحبوا وتزحف وتنطق بعض الحروف من كلمة بابا، لكنها كانت تلفتني بحركاتها كنت سعيدا في كل لحظة تكبر بها زينة أمام عيني، وجمعيكم يعلم جمال البيت حين تتواجد فيه طفلة.
مع الحرب، بدأ الحزن يجتاح قلبي، زينة بعدت وسط أجواء من الخوف والرعب من سيعيش أو من سيبقى مشاعر متضاربة كعدد الغارات الجنونية التي تسقط في كل لحظة، لم يكن التواصل مع زوجتي كأي تواصل فهي تعاني كغيرها لا يوجد كهرباء لا يوجد في الهاتف شحنات، الاتصالات مقطوعة في منطقة السكن بسبب تدمير قوات الاحتـ لال الشبكة.
انقطع الاتصال مع زوجتي 3 أشهر، وفي كل لحظة القلب والعقل ليس في مكانهما هما حيث تتواجد زينة وأمها، في كل غـ.ـارة تسقط هناك أجرى اتصالات لمن الغارة اترقب كل خبر حتى أطمئن، هذه الأيام ليست كأي يوم كل يوم يساوي سنة.
قسوة الظروف كانت أشد من كل المشاعر، لكن نحن بشر، اجتمع النزوح والجوع، والقصـ ف، وأهمية الرسالة وواجب تأديتها في التغطية، ما لبثت زينة حتى بدأت تنادي خلال مشاهدتها لي على الشاشة بكلمة “بابا” عرفتني، عرفت من أكون، الشعور كان رائع لكنه لم يستمر.
طالت الأيام هذه 9 شهور بدأت زينة تركض، تتكلم ، تسأل ، تعرف كل شيء، تسأل وين بابا، صعب الشعور أن زينة بعيدة عني، تكبر دون أراها.
لكن العزاء أننا تركنا كل شيء في سبيل هذا الطريق وهذه الرسالة، ولعل الله يعيد لنا الأمان وتعود زينة ويعود كل غائب ويلتقي الأحبة.
إرسال التعليق