بعد الهجوم على الاخوان والسلفية الطرق الصوفية في مرمى النيران
شهدت العلاقة بين النظام المصري والطرق والحركات الإسلامية هلال السنوات الماضية تأرجحا ببن المهادنة والصدام وكان على رأس تلك الجماعات جماعة الإخوان المسلمين بعد تحولها من جماعة دعوية إلى جماعة سياسية تستهدف الوصول إلى الحكم وإقامة دولة الخلافة وهو الأمر الذي أدى إلى اصطدامها بالأنظمة المتعاقبة بدء من العصر الملكي وحتى الوقت الراهن أما بالنسبة للجماعات السلفية فرغم نهجها المتشدد إلا أنه لم يصطدم بهم ما داموا بعيدين عن محاولاتهم الوصول إلى السلطة وهو الأمر الذي عملت الجماعات السلفية على تجنبه حتى عندما تحالف السلفيون مع الإخوان فى عصر مرسي انسحبوا من تأييدهم بعد إدراكهم أن الصدام مع السلطة سيؤدي بهم إلى نفس مصير الإخوان أما بالنسبة للطرق الصوفية فأتسمت العلاقة بينهم وبين السلطة بالتوافق وحرصت السلطات المصرية على دعم تلك الطرق وحضور احتفالاتهم ودعوة رموزهم إلى المشاركة في المؤتمرات الدينية نظرا لاقتصار دورهم على إحياء المناسبات الدينية بإقامة حلقات الذكر وإقامة الموالد رغم تشكيك الجماعات الدينية الأخرى في عقيدتهم باعتبار أن التوسل بالاولياء وزيارة الأضرحة لا يتفق مع العقيدة الإسلامية الصحيحة إلا أن انقلابا حدث في الأيام الأخيرة في علاقة الجماعات الصوفية بوسائل الإعلام والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بعد أن اتهمت المهندسة المعمارية خديجة خالد الشيخ صلاح الدين التيجاني صاحب الزاوية التيجانية بإمبابة بالتحرش الجنسي بها عبر صفحتها الالكترونيه على الفيسبوك حيث أرسل لها رسالة جنسية خلال محادثتهما الخاصة عبر تطبيق ماسنجر مرفقة بصورة إباحية صادمة واضافت أنه خلال محادثتها معه والتي استمرت سنوات طويلة منذ أن كانت صغيرة في السن كان دائما يقنعها بضرورة الانصياع لأوامره واستطاع أيضا السيطرة على أسرتها التي كانت مقتنعة أنه رجل فاضل واستطاع إقناعهم بدخول الطريقة التيجانية كما طلب منها الزواج من إبنه ثم فوجئت بزواجه من فتاة أخرى ومع التداعيات السلبية لعلاقة الشيخ التيجاني مع الأسرة تقدم المحامي عمرو عبد السلام ببلاغ للنائب العام يتهم الشيخ التيجاني باستغلال الدين الاسلامي للترويج لأفكاره المتطرفة والمغلوطة على الجماهير كما تلقى النائب العام ثلاثة بلاغات أخرى ضد الشيخ التيجاني تتهمه بالتحرش بالفتيات ومع تحول تلك القضية إلى قضية رأي عام أعلنت الطريقة التيجانية الكبرى براءتها من كل فعل أو قول يخالف ما يعتقده أهل السنة وخلال التحقيقات التي أجراها النائب العام مع الشيخ صلاح الدين التيجاني أن ما قدم ضده من محاضر تمس سمعته الشخصية هي شكاوى كيدية وانتهاك لحياته الخاصة بغرض الإساءة والتشهير وأنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد من شهروا بسمعته وعن ردود فعل قادة الطرق الصوفية في استطلاع للرأي اجريناه معه المتطرفون بأنهم وراء الهجمة الأخيرة حتى تخلوا لهم الساحة الدينية وفي هذا الإطار أعرب د. عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية عن رفضه للهجوم على الطرق الصوفية بسبب خطأ أو فعل غير سوي لأحد الأشخاص متهما تنظيمات متطرفة بالوقوف وراء هذا الهجوم واضاف أن الطرق الصوفية أهل دعوة وعلم وان معظم علماء الأزهر وشيوخه من أهل التصوف وأوضح د. علاء الدين ابو العزايم شيخ الطريقة العزمية أن الجماعات المتشددة وراء حملات تشويه الطرق الصوفية بهدف السيطرة على الساحة الدينية واضاف أن الشخص الذي وجهت إليه تلك الاتهامات تم فصله من الطريقة التيجانية عام 2000 .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق