تصريح طاهر أبو نضال الأحوازي يوضح بعمق العلاقة المعقدة بين روسيا وإيران، مستندًا إلى تعاون مبني على مصالح متبادلة في مجالات حيوية مثل الدفاع، الاقتصاد،
تصريح طاهر أبو نضال الأحوازي يوضح بعمق العلاقة المعقدة بين روسيا وإيران، مستندًا إلى تعاون مبني على مصالح متبادلة في مجالات حيوية مثل الدفاع، الاقتصاد، والسياسة. هذا التعاون نابع من تشابه المواقف والأهداف في بعض القضايا، وخاصةً في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
1. التعاون العسكري:
في الجانب العسكري، تبرز العلاقات بين البلدين في ملفات مثل الحرب في سوريا. روسيا وإيران تدعمان نظام بشار الأسد، ما يظهر تحالفًا استراتيجيًا لتعزيز النفوذ في الشرق الأوسط. إضافةً إلى ذلك، تعتمد إيران على روسيا في الحصول على الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، خاصةً في ظل العقوبات الدولية. كما أن روسيا تستفيد من هذا التحالف في تعزيز موقفها الدولي كقوة عسكرية عالمية.
2. المشاريع التوسعية:
إيران تسعى إلى توسيع نفوذها الإقليمي في مناطق مثل العراق وسوريا ولبنان، وتعتبر روسيا داعمًا قويًا في هذا المسعى. إيران تستخدم هذا التعاون لتعزيز تأثيرها في الشرق الأوسط، بينما تستفيد روسيا من الحضور الإيراني لتحقيق استقرار نسبي لمصالحها الإقليمية والاقتصادية، بما في ذلك القواعد العسكرية في المنطقة.
3. الحرب الروسية على أوكرانيا:
في سياق الحرب على أوكرانيا، تعزز العلاقات العسكرية بشكل كبير. إيران قدمت دعمًا ملموسًا لروسيا من خلال تصدير طائرات مسيرة ومعدات أخرى. هذا الدعم العسكري يعتبر جزءًا من استراتيجية إيران لخلق علاقات أقوى مع روسيا في مواجهة العقوبات والضغوط الغربية. في المقابل، روسيا تدعم إيران في تطوير برامجها النووية والدفاعية، ما يعزز القوة الإيرانية في مواجهة الغرب.
4. المصالح المشتركة في مواجهة العقوبات:
البلدان يتعرضان لعقوبات وضغوط دولية شديدة، وهذا يجعلهما يعتمدان على بعضهما بشكل أكبر. روسيا تحتاج إلى إيران كشريك استراتيجي في مواجهة العقوبات الأوروبية والأمريكية، بينما تسعى إيران لاستغلال هذا التحالف للحصول على دعم عسكري وتقني، خصوصًا في ظل تجميد المفاوضات النووية مع الغرب.
5. التوازنات الدولية:
رغم كل هذا التعاون، يبقى التحالف مرهونًا بعوامل خارجية. فالعلاقة بين روسيا وإيران ليست تحالفًا غير مشروط، وإنما تقوم على مصالح قد تتغير بحسب الظروف الإقليمية والدولية. إذا تغيرت المواقف الدولية أو الإقليمية، فقد يتغير أيضًا شكل هذا التعاون. روسيا قد تتحالف مع قوى أخرى إذا رأت أن ذلك يخدم مصالحها بشكل أفضل، وإيران قد تسعى لتحسين علاقاتها مع الغرب إذا رأت أن ذلك يخدم أهدافها النووية والسياسية بشكل أكبر.
الخلاصة:
التحالف بين روسيا وإيران هو تحالف مصالح متبادلة، يتيح لكل منهما تحقيق أهداف استراتيجية سواء في الشرق الأوسط أو على الساحة الدولية. ومع ذلك، يبقى هذا التحالف مرهونًا بمتغيرات دولية، وقد يتغير أو يتطور بحسب المصالح الآنية لكلا الطرفين.
١٥/١٠/٢٠٢٤
https://t.me/+VC0nouKkRJfsixPI
إرسال التعليق